الطائف عبدالعزيز الثبيتي دشنت المديرية العامة للسجون معرضاً لمنتجات نزلائها ونزيلاتها الفنية والحرفية في سوق عكاظ، بتوجيهات مدير عام السجون اللواء ابراهيم الحمزي، ومتابعة مدير السجون بمنطقة مكة المكرمة اللواء مسفر السواط. وجاء التدشين بعد تشكيل فريق عمل مكلف بتجهيز وتنسيق جناح سجون منطقة مكة المكرمة المخصص لأعمال نزلاء ونزيلات سجون المنطقة في سوق عكاظ التاريخي في دورته التاسعه برئاسة المقدم حسين الشريف المشرف العام على المعرض والذي قام بتوزيع الأعمال والمهام بين فريق العمل المشارك وتوفير بيئة صالحه للعمل وتوفير ما يلزم للقائمين على المعرض. وأكد المشرف العام على المعرض على الرسالة السامية لمثل هذه المشاركات والتي من أهدافها ابراز دور البناء الاصلاحي داخل السجون والذي يبرز من خلال النماذج المعروضة داخل المعرض ما يدل على ما يقدم للنزلاء النزيلات من جهود والمردود الإيجابي المتحصل منهم وذلك لتغير نظرة المجتمع لهم والمعاونة على تقبل افراد المجتمع لهم. من جانبها، أوضحت مشرفة الاصلاح المكلفه سناء الحارثي أن المعرض يهدف إلى تعريف الزوار بمساعي المديرية العامة للسجون بالشأن الإصلاحي في سبيل خدمة الدين والدولة والتفاني في خدمة هذا الوطن والعمل على تمكين الخير فيه، مشيرة إلى أن تغيير النظرة السلبية لنزلاء السجون وأسرهم ومحاولة دمجهم في المجتمع. ولفتت إلى أن مشاركات المعرض شملت تقديم نماذج من أعمال النزلاء والنزيلات بالتعاون مع مدربيهم وطرق التدريب، إلى جانب مما يقدم للنزلاء والنزيلات من برامج ودورات حرفيه وفنية تندرج تحت مظلة البرامج الإصلاحية، إلى جانب تقديم الشرح الوافي عن الخدمات الاصلاحية المطبقة داخل السجون. ونوهت بأن قضاء وقت جيد للنزيلات في قاعة التدريب وملء وقت فراغهن بحزمة من البرامج الإصلاحية والدورات الفنيه والحرفية كان له الدور الأكبر لدعم وإثراء العملية الإصلاحية بأساليب حديثة مع تنمية القدرات وصقل المهارات. وقدمت الحارثي شرحاً عن مسميات البرامج الحرفية والدورات الفنية المقدمة، والتي تبدأ بفن التطريز اليدوي الراقي الاحترافي والذي يحتاج الى الكثير من الصبر مما ينمي روح الدقة والإتقان لديهن ويفتح أمام الفئة المستهدفة أبوابا واسعة لاختيار مشروعاتهن من المنازل وذلك بعد انتهاء فترة عقوبتهن. وتطرقت إلى سبل نجاح هذا المشروع بداية من اختيار الخامات الممتازة وتجنب الخامات الرخيصة الرديئة الغير مكلفه انتهاء بالجودة والاتقان حتى ينعكس ذلك على جودة المنتج وسهولة تسويقية ومن ثم اكتساح النجاح، مثل التركيز على تطريز وزخرفة القماش بالآيات أو الأشعار ومن ثم بروزتها بإطارات خشبية كي تصبح لوحات جدارية، ومن ثم تسويقها والاستفادة من مردودها بهامش ربح بسيط مبدئياً حتى يتعرف المشتري على المنتج أو التركيز على زخرفة المفارش بالتطريز أو الدخول في تزيين الجلابيات أو فساتين الأعراس بالتطريز اليدوي بالخيوط و الشك بالخرز أو الحقائب وقطع الملابس. وحول سبب التركيز أكثر على فن التطريز في تدريب النزيلات أكثر من غيره، بينت مشرفة الاصلاح المكلفة أنه يتم التدريب على هذا الفن طوال العام بخلاف الدورات الأخرى نظراً لتجدد التصاميم ولما له من دور كبير في تعويدهن على الصبر كاستراتيجية معينة لديها في فن التعامل مع النزيلات، فالصبر سلاح فعال لمواجهة المواقف السلبية الغير متوقعة والصبر سيقودهن على كبح الجماح عن اتخاذ القرارات العشوائية السريعة التي قادت أغلبهن إلى السجن وحتى لو لم تكن النزيلة محتاجة للمادة، فإن ملء وقت فراغها بهذا العمل بحد ذاته سيعالج الكثير مما وقع في نفسها من أمور نفسية سلبية. وكان مستشار سمو أمير منطقة مكة المكرمة أمين عام اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ الدكتور سعد بن محمد مارق وعدد من المسؤولين والمثقفين والفنانين، زاروا المعرض وابدوا اعجابهم الشديد بفكرة المعرض وما احتواه من تجهيزات ومعروضات متميزة. ووجه مارق بالتنسيق مع المديرية العامة للسجون لتوريد ما تحتاجه إدارة السوق مع مخطوطات وأعمال حرفية وفنية تشجيعا للنزلاء والنزيلات على الاستمرار في شق طريقهم في الحياة بشكل اكثر ايجابية ونفعا لهم ولأسرهم ولوطنهم.
مشاركة :