منفذ عرعر – الوكالات: أعيد أمس افتتاح منفذ عرعر الحدودي بين العراق والمملكة العربية السعودية المغلق منذ ثلاثين عاما، أمام التبادل التجاري بين البلدين، في مؤشر على تقارب جديد بين الرياض وبغداد. وجرت مراسم الافتتاح بحضور وزير الداخلية العراقي عثمان الغانمي ونائب قائد العمليات المشتركة الفريق الركن عبدالأمير الشمري ورئيس هيئة المنافذ الحدودية اللواء عمر عدنان الوائلي ومحافظي الأنبار وكربلاء وقائدي شرطة الأنبار والحدود. ومثل الجانب السعودي السفير السعودي في العراق وعدد من المسؤولين الحكوميين. وقطعت السعودية علاقاتها مع نظام صدام حسين إثر غزوه الكويت عام 1990, واستأنفتها فعليا في 2017, بعد قرابة 15 عاما من سقوط صدام. وتسعى الرياض على الأرجح إلى العودة إلى السوق العراقية الذي تجتاحه السلع الإيرانية والتركية. وكانت الرياض قد سلمت بغداد، مطلع الشهر الجاري، المنفذ بمنشآته وتجهيزاته كافة، خلال اجتماع في بغداد ضم وزير النقل العراقي ناصر الشبلي، ونظيره السعودي صالح بن ناصر الجاسر، ضمن أعمال لجنة النقل والمنافذ الحدودية والموانئ المرتبطة بالمجلس التنسيقي السعودي – العراقي.وجاء التسليم بعد عامين من تكفل الحكومة السعودية، بإعادة إعمار وتأهيل المنفذ على الجانب العراقي، باتفاق مع حكومة حيدر العبادي عام 2018.وكان العبادي قد التقى المسؤولين السعودين خلال زيارة للمملكة العربية السعودية في يونيو 2017, بعد أربعة أشهر من زيارة قام بها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى بغداد آنذاك، وكانت الأولى على هذا المستوى منذ عام 2003. وأعقب ذلك تنظيم رحلة طيران تجارية كانت الأولى بين بغداد والرياض وساهمت بتسريع التقارب بين البلدين. وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، قد عقدا في 10 نوفمبر الجاري اجتماعا عبر الفيديو، تم خلاله استعراض أعمال الدورة الرابعة لمجلس التنسيق السعودي – العراقي، وكان من نتائجه الاتفاق على افتتاح منفذ عرعر الحدودي، وافتتاح الملحقية التجارية السعودية في بغداد.ويعد المنفذ ممرًا استراتيجيا لنقل البضائع بين أوروبا والعراق، فضلاً عن إمكانية مرور البضائع السورية إلى المملكة السعودية، وبالعكس، وهو ما يخلق فرص عمل كثيرة في الداخل العراقي، ويسهل تجارة البلدان المجاورة.وكانت المنتجات السعودية تصل إلى العراق، إما عبر الكويت وإما الأردن، خلال السنوات الماضية، حيث يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو مليار دولار.
مشاركة :