الرياضة أصبحت صناعة لذا لم تعد متابعتها مقتصرة فقط على الرياضيين، فهناك آخرون ليسوا في الوسط الرياضي وأصحاب مسؤوليات ومهام بعيدة عن الرياضة، لكنهم يعشقونها سواء حديثاً أو منذ فترة طويلة. الوجه الآخر الرياضي لغير الرياضيين تقدمه «دنيا الرياضة» عبر هذه الزاوية التي تبحث عن المختصر الرياضي المفيد في حياتهم، وضيفنا اليوم الدكتور مشهور هاني باعشن أستاذ التسويق المساعد بجامعة جدة. النمط الصحي والمتوازن من أهم مقومات جودة الحياة كيف ترى الرياضة كمنتج تسويقي؟لم تعد الرياضة نوعًا من أنواع التسلية واللهو واكتساب اللياقة البدنية فحسب، بل أصبحت صناعة كبيرة يتم استثمار مليارات الأموال بها وأصبحت إحدى أهم الأساسيات في تشكيل نمط الحياة الصحية والاجتماعية والأخلاقية للمجتمعات حاليا، ويلعب التسويق دورا مهم وجوهري في صناعة الرياضة بحيث يستطيع العاملون في هذا القطاع الاستفادة من علم التسويق وممارساته لتحقيق عائد مادي مربح، فالتسويق يعمل على اقتناص الفرص الموجودة في السوق لتحقيق المكاسب، وتوجد العديد من الفرص في مجال الرياضة التي من خلالها يمكن للأنشطة التسويقية المختلفة كالبيع والترويج من خلال الإعلان والرعايات وغيرها أن تساهم في تحقيق عوائد مادية للمنظمات التي تعمل في المجال الرياضي. وعلى صعيد آخر، تعتبر الرياضة إحدى الوسائل التي تستخدم في تسويق المدن وذلك من خلال استضافة فعاليات وبطولات رياضية عالمية. وقد استضافت المملكة خلال العام 2017م والنصف الأول من العام 2018م، كثيراً من الفعاليات الرياضية البارزة، منها كأس الملك سلمان للشطرنج السريع بمشاركة 247 لاعبا ولاعبة من 90 دولة نهاية 2017م، وسباق الأبطال للسيارات للمرة الأولى على الإطلاق في الشرق الأوسط في فبراير 2018م. وفي أواخر نفس الشهر استضافت المملكة النسخة الأولى من ماراثون الرياض الدولي والذي شارك فيه متسابقون من داخل المملكة وخارجها من مختلف الأعمار والعديد أيضا من المسابقات الرياضية العالمية. التسويق الرياضي لا يزال في البدايات وتنتظره طفرة كبيرة وهل برأيك القطاع الرياضي قِبله تسويقية أكثر من ذي قبل؟نعم، تقول رؤية المملكة 2030م: «نعلم جميعاً أن النمط الصحّي والمتوازن يعتبر من أهم مقوّمات جودة الحياة. غير أن الفرص المتاحة حالياً لممارسة النشاط الرياضي بانتظام لا ترتقي إلى تطلعاتنا، ولذلك سنقيم المزيد من المرافق والمنشآت الرياضية بالشراكة مع القطاع الخاص، وسيكون بمقدور الجميع ممارسة رياضاتهم المفضلة في بيئة مثالية، وسنشجع الرياضات بأنواعها من أجل تحقيق تميزٍ رياضي على الصعيدين المحلّي والعالمي، والوصول إلى مراتب عالمية متقدمة في عدد منها»، فقد سارعت مملكتنا الحبيبة بالعمل على تطوير القطاع الرياضي فأصبح لدينا وزارة الرياضة، وبدأت الوزارة في تنظيم القطاع ومن تلك التنظيمات استحداث لائحة الرعايات وحوكمة استثمارات الأندية سعيا لتأسيس بيئة خصبة للأندية، وتشجيع الجانب الاستثماري في الرعايات ومرافق ومباني الأراضي المخصصة للأندية ودعم الأندية ماليا. وقد وقعت وزارة الرياضة وشركة «نيوم» هذا الشهر مذكرة تفاهم لدعم خطط الشركة لتصبح وجهة رياضية عالمية، وهناك العديد من الأنشطة الأخرى التي تقوم بها الوزارة لتنشيط القطاع. ولزيادة فرص نجاح القطاع وتحقيق الهدف الاستراتيجي الأول الخاص بالرياضة في رؤية المملكة 2030م، وهو زيادة عدد الممارسين للأنشطة الرياضية والبدنية بشكل منتظم من السعوديين من عمر 15 فما فوق من 13 % إلى 20 % من السكان بحلول العام 2020م ومنها إلى 40 % بحلول 2030م، يتطلب تفعيل دور التسويق حيث إنه سيساهم في تحقيق تلك الأهداف وسيكون من الصعب بلوغها بعيدا ومن دونه، فالتسويق يهتم بالعمل على التواصل مع جميع الفئات المستفيدة من العاملين في القطاع للتعرف على احتياجاتهم ورغباتهم والعمل لتوفيرها لهم ووضع الخطط الاستراتيجية والأساليب التسويقية لتحقيق الأهداف المرجوة وتحقيق تطلعات المستفيدين من القطاع الرياضي. الاتحاد فريقي المفضل وافتتاح متاجر الأندية لا يكفي لمواكبة التسويق في البداياتكيف تقيم التسويق الرياضي لدينا؟ -لا يزال التسويق الرياضي في بداياته وبحاجة إلى بعض الوقت ليصبح استخدامه كعلم ومرجع ككثير من العلوم الأخرى وأعتقد سيزداد الإقبال على تبني مفهوم التسويق الرياضي وتطبيقاته خلال الأعوام القادمة خاصة مع زيادة الاهتمام بالجانب الأكاديمي والتعليمي بالقطاع الرياضي وتقديم برامج أكاديمية مختلفة ترتبط بالإدارة الرياضية كالبرامج التي تقدمها كلية علوم الرياضة بجامعة جدة ومعهد إعداد القادة الذي يهدف إلى بناء وتطوير الإمكانيات والمهارات الرياضية للمحترفين والإداريين والقياديين في المجال الرياضي، وكذلك جمعية التسويق الرياضي السعودية، وغيرهم، ستعمل جميع الجهات على المساهمة في زيادة نضج المفاهيم الخاصة بالمجال الرياضي عموما والتسويق الرياضي أيضا وبالتالي تطبيق الجوانب العلمية المرتبطة بالتسويق الرياضي بشكل أكبر في المجال. هل أنديتنا بدأت تواكب التسويق من خلال المتاجر، أو أنها ما زالت متاخرة؟ما تزال الأندية بحاجة لبذل مجهود كبير، فافتتاح المتاجر وحده لا يكفي لمواكبة التسويق. علم التسويق مجالاته كثيرة فيجب تعلم تلك المجالات وفهمها ومعرفة ماهية تطبيق المفاهيم والممارسات التسويقية وتسخير ذلك لخدمة الأندية، ويجب أن يبدأ العمل بالتخطيط الاستراتيجي وتحديد الغايات والأهداف المرجو تحقيقها على أن تستند الخطة الاستراتيجية على رؤية المملكة 2030م. ماذا تحتاج أنديتنا لتكون ناجحة تسويقيًا؟أن تتعرف على مفهوم التسويق الرياضي الصحيح علميا وعمليا، وأن تتعرف على عناصر التسويق الرياضي ومجالاته، ووضع خطط لتنوع مصادر الدخل الرئيسة للأندية، والتدرب على كيفية وضع وتنفيذ الخطة التسويقية، كما ينبغي التعرف على أنواع العملاء والمستهلكين في المجال الرياضي، وبناء وتعزيز الصورة أو المكانة الذهنية للنادي لدى العملاء والمستهلكين وفهم مدى ارتباط الجماهير بالأندية وبناء العلاقة معهم والمحافظة عليها. الجوائز تختلف هل سبق أن أقدمت على عمل وكانت النتيجة تسلل بلغة كرة القدم؟ نعم، ولكن «إن الله لا يخيب عبدًا تفاءل به خيرًا». في الرياضة يحصد الفائزون والمتألقون الكؤوس فما الذي يقابل ذلك لدى المبدعين في المجالات الأخرى طبياً وثقافيا واجتماعيا واقتصاديا؟ تختلف فئات وأنواع ومسميات الجوائز حسب التخصص والمجال. هدف الرياضي المشاركة في البطولات للفوز بها والحصول على الكأس أو الميدالية بينما تكمن سعادة الطبيب ويحصل على جائزته ونتيجة إبداعه عند إنهاء معاناة المريض بشفائه من مرضه، وقس على ذلك المجالات الأخرى. العقل السليم في الجسم السليم عبارة نشأنا عليها رغم خطئها فكم من شخصية عبقرية لا تملك جسدا سليما، باختصار نريد منك عبارة بديلة منك لجيل المستقبل؟ لا أتفق بأن العبارة خاطئة بشكل كامل فكم من جسد سليم لا يملك عقلا سليما، فلكل قاعدة شواذ، وبما أن معظم حديثنا عن الجانب الرياضي فأقول لجيل المستقبل (خليك كلاعب المحور في كرة القدم، أحكم السيطرة وأحدث الفارق وكن ذكيا ومتاحا للفرص وكن مرنا!) الرياضة ثقافة هل ترى بأن الرياضة ثقافة، وإن كانت كذلك فكيف نتعامل مع تلك الثقافة على الوجه الأكمل؟ نعم بكل تأكيد الرياضة ثقافة، ونتعامل مع الثقافة على الوجه الأكمل بأن تكون الرياضة من أساسيات وواجبات حياتنا اليومية، بحيث ينشأ ويربى عليها الصغار وتكون جزءا لا يتجزأ من يومهم منذ الصغر. والرياضة ثقافة حيث كم من بلد تميز بتفوقه في مجال رياضي محدد واشتهر وعرف به ونسبت إليه وعلى سبيل المثال: كرة القدم الأميركية، وكرة القدم بالبرازيل، والكريكت بالهند، والكونغ فو بالصين، وركوب الخيل لدينا. في نظرك هل الرياضة تفرق أم تجمع، ولماذا؟ الرياضة تجمع بين الناس وتشركهم في المشاعر فملايين من الناس قد تفرح لفوز منتخب أو فرد يمثل بلدهم في بطولة رياضية معينة وملايين تحزن بسبب الخسارة. والرياضة تجمع الناس بعضهم ببعض وتقرب بينهم وذلك في تجمعهم خلال المناسبات الرياضية من أجل مشاهدة الحدث الرياضي. والجدير بالذكر أنه توجد العديد من المبادرات المتناغمة التي تنطلق من مختلف الجهات والهيئات الحكومية والمنظمات الربحية وغير الربحية في المملكة التي تشجع على المشاركة الجماعية في الرياضة والنشاط البدني والتي لها أثر فعال على إدماج المجتمع وفي برامج هادفة ومتنوعة وتخلق فرص عمل تطوعية في مجال الرياضة. بمعيار النسبة المئوية ما نصيب الرياضة من اهتمامتك؟ 50 % ما بين الممارسة والمتابعة، أتابع مباريات نادي الاتحاد السعودي بدوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، والدوري الإسباني لأنني مشجع لفريق ريال مدريد منذ الصغر، وبعض مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز، ودوري أبطال أوروبا، ونهائيات بطولات التنس العالمية. الأخضر متى كانت آخر زيارة لك للملاعب الرياضية ولأي لقاء حضرت؟ مباراة ريال مدريد وفالنسيا ببطولة كأس السوبر الإسباني التي أقيمت في ملعب الجوهرة المشعة بجدة. بصراحة ما ناديك المفضل؟ نادي الاتحاد - العميد أي الألوان يشكل الغالبية السائدة في منزلك؟ -اللون الأخضر، لون جميل ومريح ويغمرك بالطمأنينة. لمن توجه البطاقة الصفراء؟ لكل شخص استسلم أثناء مسيرته لتحقيق حلمه وشغفه، ومن المعروف أن البطاقة الصفراء هي إنذار ولعل من تلقاها الآن تكون تنبيه وإنذار له للعودة إلى ملاحقة الحلم، ولكن بالتخطيط والإصرار والصبر والالتزام والتعلم من الأخطاء السابقة والتوكل على الله أولا وأخيرا. والبطاقة الحمراء في وجه من تشهرها؟ لمن يستحقها ولن يكون هناك مجاملة أو تردد في إشهارها. لو خُيرت للعمل في حقل الرياضة من أي أبوابها ستدخل؟ - من باب التعليم والتدريب والإدارة بحكم المعرفة والخبرة في مجالات التخطيط الاستراتيجي والأبحاث والتسويق. روشته طبية توجهها إلى الجماهير السعودية؟ لتكن روشته تسويقية: المشاعر هي المؤثر والمحرك والدافع الأساسي للسلوكيات وقد تكون سلوكياتك إيجابية أو سلبية، فاجعل مشاعرك دائما إيجابية نحو ما تحب ومن تحب ومن حولك. الضيف في إحدى المباريات د. مشهور خلال حضوره إحدى مباريات السلة الاتحاد الضيف في إحدى جولاته السياحية الضيف مكرماً في إحدى المناسبات د. مشهور باعشن
مشاركة :