هو رجل نادرا ما يجود الزمن بمثله في شموخ شخصيته الجذابة التي أكسبته الوقار والاحترام والرهبة في النفس، حيث إنه كان فاضلا وبشوشا فتح للمواطنين قلبه قبل مجلسه ليستمع للآراء والاقتراحات أو أي شكوى وتظلم إن وجد.عاش حاملاً هموم الوطن كما جعل مجلسه رغم شواغله الكبيرة والكثيرة متنفسا لكل مواطن أو مستثمر ووسيلة لسماع وحل مشاكلهم. فزرع بذلك محبةً في القلوب لن يمحوها غياب جسده.خليفة بن سلمان له أفضال كثيرة على مستوى الوطن والمواطنين فردًا فردا تجسدت في استماعه الراقي لشكوى أي مواطن ومتابعة الشكاوى بالقول والفعل وإن استدعى الأمر القيام بزيارات ميدانية لحل أي مشكلة.كان لا يستهين ولا يستكين له أمر إلا عندما ترتسم علامات الرضا على وجه الشاكي. كما كان لا يترك لأي مظلوم عذرا في عدم إيصال شكواه لأعلى سلطة من خلال مجلسه المفتوح أسبوعيًا. فروى بذلك النهج قلوب الناس محبةً له إسوةً بمحبتنا لأميرنا الراحل عيسى بن سلمان آل خليفة أمير دولة البحرين طيب الله ثراهما.فكلاهما كانا قريبين من قلوب الموطنين بنوا مودتهما من خلال استقبالهما الأسبوعي للمواطنين بمجلسيهما ومشاركتهما للوطن وللمواطنين في مناسبات الأفراح والأتراح وعيادة المرضى وبالزيارات الرمضانية للمجالس العائلية والمراكز الاجتماعية لكبار السن. فرسما بذلك علامات الفرح في كل مدينة وقرية من دون استثناء ولم يثنهما عن ذلك النهج مهما عظمت الأسباب والشواغل أو بعدت المسافات وللأمانة فلقد أكرمنا المرحوم الأمير خليفة بن سلمان طيب الله ثراه نحن بمدينة الحد بعدة زيارات تجسدت بزياراته الرمضانية وفي مناسبات الزواج والتعازي، كما كان له زيارات خاصة لدار يوكو لرعاية الوالدين بعد افتتاحها وزيارة أخرى لمركز الحد لذوى الاحتياجات الخاصة رغبةً منه في الاطلاع على مستوى خدمات تلك التجارب الأهلية بطابعها الإنساني وليزودنا بآرائه السديدة ودعمه المالي المتكرر لمسيرة الدار والمركز ومرتاديهما.رحم الله خليفة بن سلمان باني الألفة والمحبة ومجد مملكة البحرين على الصعيد الإقليمي والعالمي وذلك بعد ما اكتسب حنكة القيادة المميزة من خلال تبوأه جميع المراكز القيادية فبرع في رسم خط سير ونهج مملكة البحرين بين الدول ببراعة القائد الملهم.لذلك كله فحينما ودعنا وغادر الدنيا ودعتنا المودة والأحاسيس الجميلة، لم تكن مودتنا له من أجل مال أو جاه إنما في وصله وسعة صدره وسؤاله عن كل صغير وكبير.لكن هكذا هي الدنيا تجري بسرعة وتمضي الأيام الجميلة ومعها ترحل رجال، إلا أن وجوه العمالقة تبقى عالقة في الوجدان مهما غيبها الزمن.رحم الله موتانا وموتى المسلمين الذين وضعوا البصمات الجميلة وورثوها لأبنائهم للسير على نهجها لتبقى محبة الحاكم والمحكوم عنوانًا للوطن لتشع من خلال القيادة الرشيدة لجلالة الملك حمد بن عيسى ملك مملكة البحرين وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظهما الله وسدد على طريق الخير خطاهم.وعظم الله أجر عائلة المرحوم الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة عنوان المحبة.
مشاركة :