رحم الله القائد والإنسان خليفة بن سلمان

  • 11/19/2020
  • 01:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تتوه الكلمات ويتحجر القلم، عجزًا عن التعبير عما في القلب من حزن على فراق ورحيل قائد كبير بحجم المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة -طيب الله ثراه- الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى بعد مسيرة طويلة من التفاني والإخلاص زاخرة بالبذل والعطاء، إذ أفنى سموّه سنوات عمره في خدمة البحرين وشعبها، وقاد مسيرة تنموية مضيئة ومليئة بالمفاخر، متحديا كل الصعاب والمخاطر بما أوتي سموه من حكمة وما اتسم به من حسم وصرامة وما تمتع به من إصرار وعزيمة.ولعل ما يهوّن علينا هذا الخطب الجلل أنّ الأمير الراحل سيظل باقيا بمآثره، ومواقفه الوطنية وأدواره الخليجية والعربية والعالمية، فقد امتدت إسهامات سمو الأمير خليفة بن سلمان إلى الإنسانية كلها، ونال جوائز مرموقة من منظمات دولية في ميادين التنمية.إن القاصي والداني يعلم نهج سمو الأمير خليفة بن سلمان الإنساني وسياسة الباب المفتوح مع المواطنين التي انتهجها سموه من اليوم الأول لتولي المسؤولية بل قبل توليه المسؤولية وظل متمسكا بها، حاثا جميع المسؤولين عليها، وما ذلك إلا تعبير عما يكنه سموه للمواطن من تقدير وما يوليه إياه من اهتمام، وهو ما يشعر به ويتأكد منه كل من تعامل مع سموه أو حضر مجلسه الأسبوعي الذي كان حاضنا لكل فئات المجتمع وجميع مشاربه وتوجهاته، فلقد كان سموه شغوفًا بالاطمئنان على كل فرد والسؤال عنه وإتاحة الفرصة للتعبير عن رأيه كما كان عالمًا بأمور الأسر ورموزها وكبارها وصغارها.إن نبل وعطاء خليفة بن سلمان آل خليفة امتد للجميع، وهو ما جعله محبوبًا من الجميع، بل مصدر بهجتهم وسعادتهم، فخليفة بن سلمان لا يمكن أن ينساه أحد لأنه كان محبا للخير للجميع، وأرسى سموه سياسة الزيارات الميدانية لموقع الحدث، فلا ينتظر تقرير مزخرف من مسؤول قد يكون بعيدا عن أرض الواقع، وإنما تحركه احتياجات المواطن والمشاريع المقدمة إليه أينما وجدت، فكان يسمع شكواه ويبادر بتلمس احتياجاته ويسعى بقوة لتلبيتها.وميدان العمل الخيري الذي أشرف بالعمل فيه والانتساب إليه من خلال موقعي كرئيس لجمعية المحرق الخيري، كان له نصيب وافر من اهتمام صاحب السمو المغفور له بإذن ربه الأمير خليفة بن سلمان، فقد حرص سموه على استثمار الحس الخيري والجانب الإنساني للمجتمع البحريني الذي جبل على حب الخير والمساهمة فيه، فعمل سموه -رحمه الله- على توفير الإطار القانوني المتين والبيئة التي تحقق الازدهار للعمل الاجتماعي والتطوعي ونشر الوعي الثقافي لمفهوم العمل التطوعي، ووضع كافة السبل والآليات اللازمة لمجتمع مدني قوي وفاعل يسهم في مسيرة التنمية ويوجه عمله ومشروعاته وبرامجه لخدمة المواطنين بمختلف شرائحهم وبما يسدّ كافة احتياجاتهم، فزادت الجمعيات الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني وتنوعت المشاريع وتعاظمت مكاسب الأسر والمجتمع.وإذا بحثنا عن نظرة وفلسفة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء في هذا الجانب فلعلنا نجدها فيما كان يؤكد عليه سموه مرارا أن الشعوب الخيّرة كالشعوب العربية دائماً تنهض حينما تستدعي الحاجة إلى الأعمال التطوعية, وهذا ينبع من قيمها الإسلامية وعاداتها وتقاليدها، فالثقافة التطوعية لدى المواطن العربي عموماً والبحريني خصوصاً جزء من تكوينه، وأنه أحد عناصر البناء التي يجب تأصيلها في المجتمع، ومن هنا يأتي حرص الحكومة على توسيع الإدراك لمضامين العمل التطوعي والاجتماعي وما يُمكن أن يحدثه من نتائج إيجابية على المجتمع.رحم الله سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، فقد كان راعيًا للعمل الخيري، وداعمًا لجميع المبادرات الهادفة إلى الدفع بالعمل التطوعي الذي يستهدف تنمية مجتمعاتنا وتعزيز روح التعاون والإخاء والتماسك فيها، فتحققت للعمل التطوعي نقلة نوعية وبات عنصرا فعّالاً في بناء المجتمع ونهضته.

مشاركة :