تضع أنامل الفنان محمد الدهمي بصمة فنية خارجة عن المألوف في مَشْغل يحتضنه أحد الأمكنة الهادئة في مدينة المضيق المغربية، حيث لا يتقيد بمدرسة فنية أو نسقٍ مُعين، فهو يستقي أعماله من الطبيعة. وبأنامله النحيلة وفي مشغله الهادئ يعيد إلى أشياء بسيطة ليصنع مشغولات جميلة، ويصقل تلك الأعواد التي تقذفها الأمواج ليعيد نحتها وتخليصها من الشوائب العالقة بها ويحولها إلى قطع فنية. ويعشق الدهمي خامات أعماله، فنراه لا يستغني عن قطعة مهما كانت صغيرة، فكل قطعة مُهملة يَجدها على رمال الشاطئ تصنع فرحة، ولها مكانتها في قلبه وهي بمثابة الكلمات، التي تتكون منها تحفه المُحملة بالفن والجمال، التي تبهر المتلقي. ويقتني السياح الأجانب والمغاربة أعمال هذا الفنان، حيث يعتبرون قيمتها المالية زهيدة مقارنة بقيمتها الفنية العالية ودقتها المتناهية مع تلك المتواجدة في محال راقية في باريس أو لندن أو ميلانو، لأنها قطع فنية يحملها السائح هدايا أو تذكاراً من المغرب. ويقول الدهمي لـ«الاتحاد»: أحاول قدر الإمكان أن أعيد الحياة لتلك الأعواد المهملة وتلك القواقع الفارغة من خلال صقلها وصنع أشياء جميلة تلفت النظر إلى الأخطار المُحدقة ببيئتنا الجميلة، وأرى أن من واجبي أن أعطي شيئاً من الجمال للبيئة. ولا يقف الفنان محمد الدهمي، عند هذا الشغف بالطبيعة والبحر، بل إنه يخدم البيئة التي تهديه خامات أعماله وقطعه الفنية مجاناً، وذلك من خلال جمع النفايات الصلبة وما يتركه المصطافون فوق رمال البحر من قوارير بلاستيكية وتلك المصنوعة من الألمنيوم خدمة منه للبيئة وحباً لها.
مشاركة :