يقول الألماني ( أوتوجروت ) الإعلام هو التعبير الموضوعيّ لعقليّة الجماهير، وروحها، وميولها ، واتّجاهاتها في نفس الوقت . فالإعلام يُعتبر مرآة الشعوب وإنعكاس تلك المرآة هو الثقافة الحقيقية التي تمتلكها المجتمعات في مواجهة التغيرات التي تطرأ عليها ، لذلك كان الإعلام بالماضي هو " السلطة الرابعة " بالحكم والتحكم بالمجتمع بكافة اتجاهاته وتوجهاته بالرغم من خلافاته واختلافاته. فتعددت وسائل الاعلام وتطورت ولكن بقيّت الفكرة واحدة في إيصال صوت المواطن ونقل قضاياه للجهات المختصة ومعالجة القصور والخلل الذي تقع به تلك الجهات ، فتحول الإعلام من مهنة إلى كيان ذا سلطة في المتابعة والتعقب وكذلك بالترصد لكل ما من شأنه عرقلة عجلة التنمية في شتى المجالات ، بل إن الإعلام تجاوز كل الخطوط ليكون شاهداً بكل مشهد حاضراً بكل مرصد حسيباً على كل مقصر ورقيباً على كل مسؤول تسول له نفسه بالتراخي والتكاسل أمام خدمة الوطن والمواطن. ولكن لدينا انقلب الحال وأصبح من المحال أن نرى إعلامي حقيقي وسط هذا الزخم من المعلنين الذين امتهنوا الإعلام فأهانوا ذواتهم أمام تسويقهم لسلع لا قيمة لها تعج بالأفكار السقيمة والجمل العقيمة والعبارات الترويجية الركيكة تمثل مستوى وثقافة تلك الشريحة التي تطفلت على الإعلام ببشاعة فأصبح المحتوى لديهم أشبه بالبضاعة. الاعلام ليس اعلان للتجار وكيفية تسويق تجارتهم ، وليس بطاقة "غير مهنية" تُلبس للاستعراضات في المحافل والمهرجانات ، وليس منصب لكسب الاصدقاء والعلاقات. الاعلام ( رؤية ، صوت ، رسالة ، هدف ) - الإعلام : رؤية ما بين المدى البعيد والقريب من أجل تحقيق الأهداف وصنع مسارات جديدة نحو المستقبل المشرق لتلبي احتياجات ابناء وبنات تلك المجتمعات. - الإعلام : صوت لـِ لمريض أرهقه التعب ، لـِ طفل أضاع قبر والديه فضاع بالحلم ، لـ أم أعجزها تعديل سلوك ابنها المراهق فسلمته للمجهول ، لمسن أحاطت به جدران داره ينتظر لحظة الموت ، لفتاة كانت ضحية تعنت عادات وتقاليد أرغمتها على تحدي المصير للمصير ذاته عندما يتحدى الواقع فيجبرنا على الخضوع له. - الإعلام : رسالة تحمل الحب والسلام والتعايش وتنبذ الفتنة والطائفية والعنصرية. - الإعلام : هدف لتحقيق الرؤية ٢٠٣٠. ختاماً الإعلام صوت وصدى ، وليس دعاية وابتذال للمهنة الأسمى في إيصال صوت الشعوب..! إن لم تكن إعلامياً حقيقيًا وإلا لا تكون عبء على مجتمع أصبح مثقل بأشباه الإعلاميين الذين لا تفوتهم فائتة لنشر صورة مشوّه عن المجتمع ونقل رسائل "معتوه" لفكر "متخلف" لا يمت بصلة لا للمجتمع النجراني ولا للثقافة المعاصرة التي نعيشها اليوم .
مشاركة :