يوافق اليوم، الخميس، اليوم العالمي للفلسفة، الذي أعلنه المؤتمر العام لليونسكو عام 2005 بهدف تعزيز ثقافة دولية بشأن النقاش الفلسفي مع الاحترام للتنوع ولكرامة الإنسان، وتشجيع التبادل الأكاديمي، وتسليط الضوء على إسهام المعرفة الفلسفية في معالجة القضايا العالمية.وبالتزامن مع ذلك أعلن وزير التعليم د. حمد بن محمد آل الشيخ مؤخرا أن الوزارة تعمل حاليا على إعداد مناهج دراسية في التفكير النقدي والفلسفة؛ بهدف تنمية قيَم حرية التفكير والتسامح وعدم التعصب الفكري لدى الطلاب والطالبات، وتمكينهم من ممارسة مهارات التفكير الناقد والفلسفي في المواقف الحياتية المختلفة، كما تم تأسيس جمعية الفلسفة كجمعية أهلية غير ربحية، وهي أول جمعية فكرية تعنى بالشأن الفلسفي في المملكة. تعاون مثمروتحدث رئيس مجلس إدارة جمعية الفلسفة وأستاذ الأصول الفلسفية للتربية بجامعة الملك سعود عبدالله المطيري عن تأسيس الجمعية، والغايات التي تسعى لتحقيقها، وذكر أن نظام الجمعيات الأهلية يتيح إمكانية تأسيس جمعيات أهلية متنوعة في سبيل إثراء المجتمع المدني، وأن وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية هي الجهة المسؤولة عن إصدار تصاريح الجمعيات، كما كان التعامل معها مثمرا في نهاية المطاف من خلال إصدار التصريح، وباعتبار أن المجال الفلسفي جزء من المجال الثقافي، فقد كان التواصل مع وزارة الثقافة ثريا ومفيدا جدا خلال عملية التأسيس.وأضاف أن الجمعية تسعى لإثراء الثقافة السعودية من خلال النشاط الفلسفي، وكذلك تسعى لتمكين الأفراد من الممارسة الاجتماعية للفلسفة من خلال مؤسسة أهلية غير ربحية، فالجمعيات استثمار في المجتمع والمستقبل، وهي ليست مرتبطة بأشخاص بعينهم بل يكفل نظامها حالة من الانفتاح الاجتماعي على الجميع.برامج وأنشطةوأشار المطيري إلى أن الجمعية تسعى لخلق حالة من التواصل العام والمباشر بين أهل الاهتمام في المجال الفلسفي، وأن هذه المهمة يمكن أن تتحقق في نشاطات مختلفة منها المحاضرات العامة والندوات والمؤتمرات والبرامج التعليمية، بالإضافة لأنشطة حوارية وإبداعية مفتوحة على جميع فئات المجتمع، خصوصا من هم في بداية طريقهم المعرفي، ويبحثون عن بيئة مناسبة لممارسة شغفهم بالفلسفة.مجال مفتوحوحول وضع الفلسفة في المجتمع السعودي، قال المطيري: أعتقد أن المجتمع الفلسفي من أنشط المجتمعات في الشرق الأوسط، ويتضح ذلك من مبيعات الكتب الفلسفية والحيوية على وسائل التواصل الاجتماعي، والأنشطة الفلسفية التي تنمو مع مرور الوقت، كما أعتقد أن المجتمع السعودي أتيحت له الفرصة للتعرف على الفلسفة بدون وصاية من أحد، وبالتالي بدأت العلاقة مع الفلسفة تتجه للعلاقة الطبيعية، وهي أنه مجال مفتوح يتجه له من يرغب، ولكن لم يعد بإمكان من لا يرغب في هذا المجال أن يطالب بمنعه.وعي حضاريوأوضح أن انفتاح المملكة على الفلسفة، والذي تمثّل في إدراج منهج للمرحلة الثانوية، واعتماد الفلسفة ضمن تصنيف التخصصات العلمية والابتعاث للفلسفة، والآن تأسيس جمعية الفلسفة، هي إجراءات رسمية تعكس بُعدا مهما في العلاقة مع الفلسفة في المجتمع السعودي، ذلك أن المؤسسات العامة بدأت تبادر من أجل الانفتاح على المجال الفلسفي وإتاحته لمن يرغب في المشاركة فيه.وأضاف: أعتقد أن هذا ينم عن وعي حضاري وتنموي عميق، باعتبار أن المجتمعات المتطورة تمتاز بحالة الانفتاح على مجالات المعرفة ومجالات الفنون والإبداع المختلفة، وهذا ما نشاهده في بلادنا بوضوح في السنوات الماضية.معانٍ عميقةوحول ما يمكن أن تقدمه لنا الفلسفة، وكيف تساعد في عيش حياة أفضل، أجاب: الفلسفة تستجيب لنزوع إنساني أصيل تجاه المعرفة الكونية، وبالتالي فهي شكل من أشكال الوجود الإنساني في هذا العالم، تقدم لنا إرثا إنسانيا طويلا من التفكير العميق في قضايا الحياة، كما تقدم لنا دعوة أصيلة للقيام بذات المهمة، الفلسفة بهذا تساعد الإنسان على الوصول لمعانٍ عميقة حول الأفكار والعلاقات الإنسانية ولكن يبقى الأمر بيد الإنسان ذاته، أقصد أن الفلسفة تبقى مجالا معرفيا، أو حتى نمطا من العيش يتفاعل مع باقي تعقيدات الحياة، والنتيجة لا يمكن حسمها من المقدمات.
مشاركة :