أطلقت الشرطة الألمانية مدافع المياه، أمس الأربعاء، في محاولة لتفريق آلاف المحتجين الغاضبين من خطط تسمح لحكومة المستشارة أنجيلا ميركل بفرض قيود للحد من انتشار فيروس كورونا.وتظاهر عدة مئات من الأشخاص احتجاجًا على قيود كورونا، وذلك قبل بدء جلسة البرلمان الألماني (بوندستاج) لإجراء تعديلات على قانون الحماية من العدوى. وذكرت الشرطة أن المتظاهرين تجمهروا حول مبنى الرايخستاج المفروض حوله طوق أمني، مضيفة أن الأجواء تتسم بالهدوء حتى الآن.وتتوقع الشرطة أن يرتفع عدد المتظاهرين إلى أكثر من عشرة آلاف.وأفاد شهود بأن المحتجين الذين تجمّعوا قرب بوابة براندنبورج الشهيرة في برلين رشقوا الشرطة بزجاجات وفجّروا قنابل دخان. وألقت شرطة مكافحة الشغب القبض على بعض المتظاهرين وحثت الحشود على التفرق عبر مكبرات الصوت.ويعتري المحتجين الغضب من تشريع من المزمع أن يقره البرلمان وقد يسمح للحكومة الاتحادية بفرض قيود على التواصل الاجتماعي، وقواعد لوضع الأقنعة في الأماكن العامة، وإغلاق المتاجر وتعليق الأحداث الرياضية.ويتعين خلال المظاهرات في ألمانيا ارتداء الكمامات وضمان مسافة آمنة بين الأفراد. وتستعين الشرطة بألفين من أفرادها خلال المظاهرة، مدعومة بأفراد من تسع ولايات أخرى والشرطة الاتحادية.وحظرت وزارة الداخلية الألمانية عدة مظاهرات مسجلة مباشرة أمام مبنى الرايخستاج فيما يسمى بـ«المنطقة السلمية»، لذلك قامت الشرطة بتطويق المنطقة على نطاق واسع. ومع ذلك، كانت هناك دعوات عديدة على الإنترنت لعدم تسجيل المظاهرات والذهاب بشكل عفوي إلى برلين والاحتجاج أمام البرلمان. وتحدثت الشرطة عن «مستوى عال من الحشد».ويقول منتقدون إن القانون يمنح الحكومة الكثير من الصلاحيات ويهدد الحقوق المدنية دون موافقة البرلمان.ولم يحافظ المحتجون على قواعد التباعد الاجتماعي المطلوبة ولم يضعوا أقنعة الوجه. ورفع البعض لافتات كُتبت عليها شعارات مثل «أوقفوا كذبة جائحة كورونا». وكان كثير من الناس يلوّحون بالعلم الألماني.وحظيت ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، بإشادة واسعة لإبقائها معدلات العدوى والوفيات أقل من مثيلاتها في الكثير من الدول المجاورة خلال الموجة الأولى من الجائحة، لكنها الآن في خضم موجة ثانية مثل كثير من دول أوروبا.
مشاركة :