ألف.. باء.. تاءتعلمـــت منك أبجدية الحبيا بدايـة كل حروف الهجاءحفظت كل كلمات الحنيـــنوأحسست بكل معاني النقاءفأنت الحنــان وحبي الأولبل أنت عشقي بغير انتهـاءأتعلم كم إليك يا أبت اشتقــــت؟هل تعلم كم إليك يا أبت احتجت؟يا أنشودة الصدق في زمن الرياءأحبك بعدد حــــــروف الكلاميا رمزالخلود في قلبي والبقاءمأساتي تكمن في رحيلك عني مبكرافلم تضـع يدك في يديولم تقل لي إلى اللقــاءوددت أن تحدث أشيـاء كثيـرة بيننــافلم تطلب مني يوما أن أحضر لك الفاكهةأو أن أطهـــــــو لك ما تحـب على الغداءلم تطلــب مني كي المـــــلابسأو أن أعد لك الشاي بعد العشاءلم تطلب مني أن أستذكر دروسـيولم تعنفني إن تأخرت بتجوالي في المساءلم تقـــل لي.. افعلــي أو لا تفعلـيلم أسترشد بك كما يسترشـد الأبناء بالآباءلم تطلب مني أن أصنع لك القهوةأو أن أعــد لك كوبا من العصيــــرلأن وجودك في حياتي حقا كان قصيــرالم تأخذني معك إلى البلـــدان في السفـرلم تقل لي هذا خطأ وهذا صوابكما يفعل البشرورغم ذلك وجودك في حياتي كان كافياليخلـــق مني شبيـــــها لـك في الفكـــــركان كافيا لكي يجعلني لا أرى من الدنياسوى حنــانك أنت وكلمــاتك أنتوابتســـامتك أنتما زال صوتــــك وأنت تصليعالقا بأذنيكنت أفهم من حديثكماذا تقول وماذا تعنيما زال وجهـك مرسوما في بؤبؤ عينيأتعلم شيئا يا أبت؟؟؟لم يصدق عقلي الصغير أنك عني رحلـتبل كنت أنتظر عودتك كل يوم وكل وقتكنت أظنــك ستعود يوما من الترحـالوظل هذا الحلم يلازمني لسنــوات طويلةكان هاجسا مسيطرا على أحلامي القليلةما زالت ذكريـاتي معك في طرقات المدينةفقد كنت أحب أن أذهب معك إلى كل مكــانرغم أننا في بلد لا تعامل الفتيات كما الفتيانما زلت أذكر كثيرا من كلامك رغم صغريوالدفء في صوتك ما زال يمنحني الحنـــانفلقد أعطيتني حــبا رائعا يكفيني عمــــراومنحت قلبي الصغيـر قدرا كبيرا من الأمان
مشاركة :