اكتشفت مجموعة من الباحثين مؤخراً، أدلة على وجود نيوترونات فائقة الطاقة في تجارب مشروع آيس كيوب أو المكعب الثلجي، الذي بناه علماء من مختبر بيركلي. والكشف الجديد توصلت إليه مجموعة باحثين من مدرسة راينيش فيست فيليشه التقنية العليا التابعة لجامعة آخن في ألمانيا، وكان هذا الكشف جزءاً من عملية بحث موسّعة في مجال الفيزياء الفلكية عن نيوترونات الميون، على ما نقلت روسيا اليوم. وكان الهدف الرئيسي من عملية البحث الموسعة الجديدة مجرد تأكيد قياسات مشروع آيس كيوب السابقة عن نيوترونات الفيزياء الفلكية، إلا أن مجموعة العلماء فوجئت باكتشاف هذه النوعيات الجديدة من النيوترونات فائقة الطاقة. وعند اكتشاف هذه المجموعة الجديدة من النيوترونات فائقة الطاقة ازداد الأمل عند العلماء في أن تكشف لهم هذه النيوترونات عن أصل أو مصدر الأشعة الكونية عالية الطاقة الموجودة في الكون، مثل الثقوب السوداء الكونية على سبيل المثال الموجودة في مراكز المجرات، أو انفجارات النجوم العظيمة. إلا أن نتائج بحوثهم على العكس من ذلك زادت من غموض أصل الأشعة الكونية في الكون، حسب قول مجموعة الباحثين. ويشرح العلماء ذلك بأن الأشعة الكونية هي عبارة عن جسيمات مشحونة يشتبه في أنها تأتي من مصادر طاقة فائقة خارج المجرة، ولكن لأن هذه الجسيمات تكون مشحونة، فإن مسار وصول نيوتروناتها إلى الأرض يحدث له بعض التعرج والالتواء نتيجة الدوران حول خطوط الحقل المغناطيسي للأرض. لذلك يُعتقد أن النيوترونات فائقة الطاقة يمكن أن تشير إلى مصادر الأشعة الكونية، لأنها لا تسافر في خطوط متعرجة مثل النيوترونات العادية، وإنما تسافر في خطوط مستقيمة، لذلك فبمجرد عثور العلماء على النيوترونات فائقة الطاقة في مكان ما، فالاتجاه الذي وجدت فيه هذه النيوترونات يمكن أن يشير مباشرة إلى مصدر الأشعة الكونية. بالرغم من ذلك، عندما وجه العلماء أدواتهم إلى السماء من حيث جاءت هذه النيوترونات، لم يجدوا شيئا مما توقعوه على الإطلاق، أي لم يجدوا أي مصدر من مصادر الأشعة الكونية عالية الطاقة، ولذلك بدأت بعض النظريات الجديدة تفترض أن هذه النيوترونات فائقة الطاقة ربما بقيت في هذه المكان منذ ولادة الكون، أو أن الفضاء نفسه قد لا يكون متماثلا بنفس الطريقة التي كان يعتقدها الفيزيائيون سابقاً. ولا تزال الحيرة والدهشة تصيب العلماء من مصدر هذه النيوترونات الفائقة، وتقول مجموعة الباحثين عن ذلك: لقد أمضينا مدة طويلة من الوقت لمحاولة معرفة ماذا يعني هذا الأمر، إلا أننا لا نزال نحتاج إلى مواصلة البحوث، لنعرف ما هو مصدر هذه النيوترونات، وإلى ماذا تشير؟.
مشاركة :