تونس.. الكشف عن سرطان الثدي عبر أنوف الكلاب

  • 11/20/2020
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

ماهر جعيدان/ الأناضول وسط غابات الزيتون التونسية، يرفع شباب شعارًا غرائبيًا مفاده "ليست بالضرورة أن تسكن المختبرات الطبية، المشافي والمصحات العلاجية، أحيانا تتخذ من محاضن ترويض الكلاب موقعا لها". في 2014، كانت شرارة البدء عندما أطلق شباب متخصصون في تربية وترويض الكلاب ببلدة القلعة الكبرى بمدينة سوسة (شرق)، مبادرة فريدة لتأهيلها لمهام طبية، أبرزها تشخيص مرض سرطان الثدي. داخل هذه الحاضنة يتدرب نحو 80 كلبًا من أصول مختلفة على مهمة طبية معقدة كانت حكرا على المختبرات الطبية، إذ يتأهل الكلاب على اكتشاف مرض سرطان الثدي عبر حاسة الشم المعروفة بقوتها وحساسيتها لدى الكلاب. *من السينما إلى المشافي "روي" اسم أشهر كلب عرفته السينما المصرية في أحد أبرز أفلامها الكلاسيكية في ستينيات القرن الماضي، هو الاسم نفسه لأشهر كلب في حاضنة بلدة القلعة الكبرى التونسية لاكتشاف مرض سرطان الثدي بنسبة نجاح تصل 97 بالمئة، وفق المتخصصين في هذا الشأن. ووفق تجربة معايشة لمراسل الأناضول، توضع ضمّادات تحوي إفرازات من عرق أثداء النساء في أنابيب، ويتم تقديمها لكلاب مُدربة لتشم هذه الضمادات وتكتشف الإصابة بالسرطان من عدمه. عملية الكشف المبكر عن سرطان الثدي لا تستغرق سوى دقائق معدودات ولا تتطلب تدخلا طبيا أو جراحيا بنسبة نجاح تفوق 97 بالمئة، نظرا للقدرة الفائقة للكلاب على الشمّ. ويقول علي بن عياد، المدير التنفيذي لمركز تدريب الكلاب "K9" للأناضول، نقوم بالعديد من التجارب الطبية عن طريق توظيف حاسة الشم للكلاب وتقديم هذه الخبرات للعالمين العربي والإفريقي خاصة باعتبار أن تجربتنا تعتبر الأولى إفريقيا. ويضيف: "تمكنا من تدريب الكلاب على التقصي المبكر لسرطان الثدي باستعمال "الراعي البلجيكي" (فضيلة كلاب شهيرة) وأبرزها كلب باسم "روي" ونقوم حاليا بتدريب كلاب أخرين على القيام بنفس المهام". *من رحم المأساة يسترجع عياد ذكريات شخصية حزينة قائلا: "توفت إحدى أقاربي بسرطان الثدي فحزنت كثيرا وبدأت التفكير في توظيف الكلاب في الكشف المبكر عن سرطان الثدي لدى النساء بعد أن كانت تلك التجارب حكرًا على البلدان الأوروبية". ويقول: "ضمن 500 عينة تم فحصها استطاع الكلب (روي) اكتشاف 485 حالة بنسبة نجاح فائقة (..) ونحاول حاليا تدريب الكلاب على اكتشاف أمراض سرطان المثانة والرحم والحمى القلاعية والسكري". وتابع: "بتظافر جهود الدولة التونسية والفريق الطبي المشرف على حاضنة الكلاب نتطلع إلى تعميم وتصدير هذه التجربة عربيا وإفريقيا". ويشير عياد إلى محاولة تدريب الكلاب أيضا على فحص عينات الإصابة فيروس كورونا، لتحقيق نتائج تتقارب من نتائج فحوص الـ "PCR" التقليدية لاكتشاف الإصابة بالفيروس التاجي. ووفق أحدث إحصاء لوزارة الصحة التونسية، تتجاوز عدد الإصابات السنوية بسرطان الثدي لدى النساء 3 آلاف حالة، فيما تشير الترجيحات إلى ارتفاعها في عام 2024 إلى أكثر من 4 آلاف حالة. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :