جمال خاشقجي: الدعم السعودي لمصر بالشكل السابق لن يكون

  • 8/17/2015
  • 00:00
  • 128
  • 0
  • 0
news-picture

شكك الإعلامي والكاتب والمحلل السياسي السعودي جمال خاشقجي في استمرار الدعم السعودي لمصر، بالشكل السابق، قائلا: أشك أن يكون، ومعتبرا الجمهوريات العربية دول ممالك، مؤكدا أن هجوم بعض الإعلاميين المصريين على السعودية يتم برضا رسمي. وقال: كنت أتمنى من السيسي جملة: لا أتفق مع هيكل فيما قاله ضد المملكة. جاء ذلك في حوار أجرته معه إحدى الصحف المصرية في عددها الأسبوعي الصادر الأحد، تابع أبرز ما جاء فيه، في التقرير التالي. في البداية سئل خاشقجي عن مدى إمكان استمرار الدعم السعودي الكبير لمصر، فأجاب: الدعم بالشكل السابق أشك أن يكون، مشيرا إلى التزامات سعودية هائلة في اليمن، وسورية، ومؤكدا أن المملكة تسحب من احتياطيها، وأن هناك التزامات داخلية هائلة تواجهها. وحول هجوم الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل على السعودية، قال: لهيكل علاقة بصناع القرار، الجميع يعرف ذلك، والملك سلمان يحفظه الله، وهو المحب لمصر وأهلها، يستحق جملة من نوع (لا أتفق مع هيكل في ما قاله) يصرح بها الرئيس السيسي، وفق قوله. وشدد خاشقجي في حواره على أن المسائل التي سوف تحدد شكل العلاقة مع مصر أمران: الأول وقف حالة الانهيار الجاري في المنطقة، المسبب للإرهاب، لكنها لا تقدم مواجهته على مواجهة بشار، كما أراد الروس، وكذلك المصريون، ولنقل: الإعلام المصري، أما الثاني فهو طي صفحة إيران في المنطقة. وأكد أن هذين الهدفين مسيطران على السياسة الخارجية السعودية، من التزم بهما فهو صديق وحليف، ومن عارضهما فهو خصم، وفق قوله. وأشار إلى تصريح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قبل أيام مع نظيره الإيطالي عندما قال إنه لا مكان لبشار، ونفضل أن يمضي سلميا من خلال اتفاق جنيف أو غيره، وإن لم يكن كذلك سيخرج بعمل عسكري، معتبرا أن هذا التصريح يكشف المدى الذي ستذهب إليه المملكة في مشروعها السوري. وتساءل: هل مصر مستعدة أن تشاركها فيه؟. وقال: إن أشد مناصري المملكة فيه هما قطر وتركيا، وبين الثلاثة تعاون كبير، وقد يأتي وقت تكون فيه حاجة لقوات عربية لحفظ الأمن في سورية، تتعامل مع قوى إسلامية صاعدة هناك، فهل مصر مستعدة لشراكة كهذه؟. وشدد على أن السعودية ماضية إلى مساعدة الشعب السوري بثواره وائتلافه وكل فصائله ببناء سورية جديدة بدون بشار الأسد، سلما أم حربا، ولا تريد موطئ قدم لإيران في سورية، لا في برها، ولا ساحلها، وترفض تقسيمها، وستواجه أي فكرة حمقاء لصنع دولة علوية. وقال: إن كانت مصر مع المملكة في كل ما سبق، فستكون هي والمملكة جناحي الأمة العربية حقا. خاشقجي أضاف في حواره: المملكة في معرض الإكثار من الأصدقاء، وتحييد الخصوم، لذلك طورت علاقتها مع تركيا، وتريد الحفاظ على علاقتها الممتازة مع مصر، وثمة قاعدة: لا يمكن لعمل سعودي مكتمل في سوريا والعراق بدون تركيا.. تركيا مهمة، وترغب بعلاقة جيدة مع المملكة، والعكس صحيح. وحول وجود وساطة سعودية بين النظام في مصر، والدولتين الداعمتين للإخوان (قطر وتركيا)، قال: موضوع المصالحة بين مصر وتركيا، أو مصر وقطر، لم تطرحه المملكة أبدا.. هي تسأل: ما موقفكم من مصر؟ ولكن لا تذهب أكثر من هذا، كأنها تقول إنها قضية معقدة، وأنا أريد علاقة جيدة مع الجميع. واستطرد: أما المصالحة مع الإخوان فلم أسمع لحظة بوجود مبادرة كهذه، ولعلها أكثر تعقيدا من سابقتها، ذلك أنها حساسة، وترقى أن تكون تدخلا في السياسة الداخلية المصرية، كما أن الحالة لم ترق بعد أن تكون أزمة تهدد الاستقرار، إنها مسألة يمكن تأجيلها للزمن، والزمن والتاريخ لديه أدواته، وفق قوله. وردا على سؤال يتعلق بأن رؤية السعودية تتجه نحو إجراء مصالحة مع التيار الإسلامي لإدماجه في النظام العام، باعتبار ذلك ضرورة لاحتواء التمدد الطائفي، والإيراني، قال: السعودية تتعامل مع واقع، تريد وقف عملية تصدع دول عربية، ووقف التمدد الإيراني. خاشقجي تابع: في تلك الدول تحظى قوى الإسلام السياسي بوجود معتبر ومهم، مع غيرها من المكونات الوطنية، من هذا الباب تتعامل المملكة معهم.. هي لا تفضلهم، ولكن لا تلغيهم، مجرد واقعية سياسية واجتماعية معتبرة. وأضاف: ثبت هذا في أكثر من بلد عربي وإسلامي.. تجدها في الحكم تارة، وفي المعارضة تارة أخرى، تجدها في الثورات السلمية، وفي الثورات المسلحة. وتساءل: كيف يمكن أن تمارس سياسة في منطقة متداعية، وتضع فيتو عليهم.. الحزب الحاكم الطائفي السيئ في العراق إسلام سياسي شيعي، والحزب الصابر في العراق الممثل المتبقي للسنة هناك إسلام سياسي سني.. إسلاميو تونس في المعارضة، وإسلاميو تركيا يقولون إنهم علمانيون.. نحن في عالم سياسة حقيقي، ولسنا في مظاهرة سياسية لتسجيل مواقف. وبالنسبة لليمن قال: صالح كان نموذجا لقمة فساد مملوكيات ما قبل الربيع العربي، هكذا أسمي الجمهوريات العربية التي أعقبت انقلابات الخمسينيات.. اليمن بلد فقير، وهناك زعيم يحتكر الثروة والسلطة معا فخرج بستين مليار دولار. أخيرا بالنسبة لسيناريوهات الخروج من الأزمة السياسية المحتقنة في مصر، أجاب خاشقجي بأنه يتمثل في: الديمقراطية الحقيقية، وكفى.

مشاركة :