يعيش آلاف اللاجئين الاثيوبيين في معسكر أم راكوبة بولاية القضارف أوضاعا إنسانية بالغة التعقيد في ظل نقص حاد في المواد الغذائية والطبية ومراكز الإيواء. ويفترش اللاجئون الأرض تحت الأشجار الشوكية التي لا تقيهم حر الشمس، بينما يحتمي المئات فقط تحت خيام كبيرة، ويشكو اللاجئون من الجوع ورداءة الغذاء المقدم لهم، ويقول مسؤولون بالمعسكر إنهم في حاجة لتوفير وسائل الوقاية من كورونا، إضافة للأدوية المنقذة للحياة. وعبر اللاجئون لمراسل الغد عن المعاناة التي يعيشونها في ظل ظروف معيشية حالكة وبائسة مع نقص الأغذية والأدوية والخدمات الإنسانية المقدمة لهم، مؤكدين أنه مهما كان الوضع سيئ فلن يكن أسوأ مما كانوا عليه حيث فقدوا أبناءهم وذويهم أثناء الحرب. وفي المعسكر الحالي الذي يضم الفارين من الحرب في إثيوبيا، بقايا أطلال قديمة لمعسكر سابق كان يضم الهاربين من مجاعة ضربت القرن الاثيوبي منتصف الثمانينات، وتعمل إدارة المعسكر على إعادة تأهيله من جديد، ليسع عشرات الآلاف من النازحين. وقال عبد الباسط عبد الغني مدير معسكر أم راكوبة للاجئين الإثيوبيين، إن الهلال الاحمر السوداني خطط الان لتشييد 700 قطعة سكنية سيتم ترحيل اللاجئين إليها، إضافة لتشييد مراحيض مؤقتة. وتمثل التحديات الصحية أكبر العقبات التي تواجه اللاجئين، فالمعسكر يفتقر لمقومات الرعاية الصحية التي تناسب ظرف وأعداد اللاجئين. وقالت خديجة محمد موسي مسؤولة الشؤون الصحية، إن الأوضاع الصحية للاجئين تشمل مصابين بالملاريا والإسهال، والتهابات الجهاز التنفسي، وطالبت المنظمات بتوفير وسائل الحماية من كورونا لهؤلاء اللاجئين. وتتوقع منظمات الامم المتحدة تدفقات للاجئين الاثيوبيين على السودان، تقدر بعشرات الآلاف.
مشاركة :