هل الرجل ظالم أم مفترى عليه، "عينه زايغة" أم وفي، رجعي أم "أوبن مايندد"وعقليته متفتحة، ماهي حقيقة هذا الكائن المحير، الذي يحملونه ذنوب العالم وآثامه، يلومونه كل يوم، منذ قديم الأزل، على اللحظة التي أكل منها آدم التفاحة الآثمة في الجنة فقذف به الله على جحيم الأرض، بينما يتناسى هؤلاء أن خطيئة آدم الحقيقية أنه أعطى أذنه لحواء واستمع إلى وسوستها، وقضم التفاحة، ليتحمل البشر جميعًا عقوبة ذلك حتى الآن.في ١٩ نوفمبر كل عام يحل اليوم العالمي للرجل، من يتحمل نصف أسباب تجدد الوجود الإنساني فوق هذا الكوكب، المهضوم حقه في كل زمان ومكان، سي السيد في مطلع القرن العشرين، الذي أصبح يعود في مطلع القرن ٢١ من العمل ليعيد تسخين طعامه بنفسه، وتعليق ثيابه وحده، واعداد افطاره، وتجهيز حمامه، بعد أن فقد الكثير من سطوته وسيطرته وتحكماته كزوج و "راجل البيت".فالزوجة لم تعد "أمينة" بل ست "عفية" تترك بيتها من النجمة، تودع أبناءها الحضانة والمدرسة، ووسط زحام الأتوبيس تبدأ رحلة الشقاء نحو جهة عملها، تصارع من أجل البقاء، تتقاسم مع زوجها هموم الحياة، وتضع قرشها على قرشه لتستقيم عمدان البيت في وجه العواصف والرياح التي تضرب كل بيت، هي الشقية التي تمر على السوق لدى عودتها للمنزل لتجلب الاحتياجات وتجهز الطعام، ثم تبدأ متاعب المذاكرة مع الولاد ومتابعة دروسهم باهتمام وحرص.قصة إن الراجل بينور الست ويطفيها، لا أستطيع فهمها، وكأن الرجل زر كهربائي يتحكم في توهج المرأة وانطفاءها، يسطر على قدرتها على مواصلة الحياة، أو توقفها "محلك سر"، وهو أمر غير حقيقي بالمرة، خاصة في ظل المرحلة الفارقة التي تعيشها العلاقة بين الرجل والمرأة في شتى الثقافات والحضارات، فالطرفين باتوا سواسية في الكثير من الحقوق والواجبات، وعنصر القوامة الذي كان يتباهى به الرجل لم يعد له أثر بعد تحمل الزوجة مسئوليتها كالرجل في الحياة.دعنا نتطلع حولنا لنرى ونسمع قصص الكثير من الزوجات المكافحات، ما بين زوجة عاملة لا يقوم زوجها بدوره في الإنفاق على البيت والأولاد، متعللا بأن لها راتب، وربما تكون زوجة ثانية اختارها لانها موظفة لن تحمله عبء الإنفاق، وهناك زوج يعتبر نفسه كارت بنك، ينفق وفقط، ولايتحمل مسئولية غير ذلك، فكل واجبات المنزل عليها، هل يمكن اعتبار اختفاء الزوج من حياة أية زوجة من تلك، يمثلا فراغًا وفارقًا بالنسبة لها ؟ الرجل غير فارق في حياة مئات الآلاف من السيدات في مجتمعاتنا، وغيابه غير مؤثر، بل أن كثير من السيدات يعود اليها الضياء والبهاء عندما تقرر ان تترك الرجل، ووشها "بينور" من تاني، ليكون الرجل سر سعادة المرأة عندما يتركها وشأنها وليس العكس.
مشاركة :