تستعد المقاومة الشعبية بتعز، وسط اليمن، المسنودة من الجيش الوطني المساند لشرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لإسقاط القصر الجمهوري وطرد ميليشيا الحوثي وصالح منه وذلك بعدما حققت انتصارات كبيرة في معاركها في مدينة تعز وسيطرتها على معسكر التشريفات الذي يضم كتيبة للقوات الخاصة والسيطرة على قلعة القاهرة في جبل صبر الاستراتيجي والأمن السياسي، حيث كان قناصة الميليشيات تتمركز فيه، بالإضافة إلى السيطرة على حي المرور وشارع الأربعين والجهيم ونقطة الدمغة والسيطرة على منزل الرئيس السابق صالح بتعز وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح وسط احتفالات شهدتها المدينة للأهالي وشباب المقاومة. ويأتي هذا الانتصار الذي حققته المقاومة بعد إعلانها عن بسط سيطرتها الكاملة على منطقة حوض الأشراف ومبنى المحافظة والمربع الأمني الذي يضم فيه إدارة الأمن العام والدفاع المدني وقيادة الشركة العسكرية. وشهد، أمس، اشتباكات عنيفة بين المقاومة الشعبية والميليشيات الحوثية وأنصارهم من قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح حول شارع الثلاثين من عدة جهات في منطقة الضباب حيث كانت الكتيبة العسكرية بقيادة نواة الجيش الوطني والمقاومة في المنطقة الغربية بمحافظة تعز باليمن يوسف الشراجي في محاولة منها التقدم باتجاه منطقة بيرباشا. ويقول الصحافي فؤاد المسلمي، من تعز، لـ«الشرق الأوسط» بأن «المقاومة الشعبية مسنودة من الجيش الوطني حقق انتصارات كبيرة في أرض المعركة فبعد تمكنه من السيطرة الكاملة على المربع الأمني بالمحافظة الذي يضم إدارة شرطة محافظة تعز ومبنى ديوان عام المحافظة ومقر الشرطة العسكرية ومؤسسة صحيفة (الجمهورية) وقيادة المحور العسكري، ها هي المقاومة اليوم تحرر قلعة القاهرة بجبل صبر والأمن السياسي وشارع الأربعين والجهيم ونقطة الدمغة أسفل جبل صبر وقطعت الإمدادات على ميليشيا الحوثي وصالح». وأضاف المسلمي «استطاعت المقاومة تطهير عدد من أحياء منطقة صينا بعد تطهيرها من ميليشيا الحوثي وصالح وسيطرت على معسكر التشريفات بجوار القصر الجمهوري، حيث شهد جوار القصر الجمهوري اشتباكات عنيفة استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة بين المقاومة الشعبية والميليشيات المسلحة وذلك بعد تحرير منطقة الكمب بالكامل والسيطرة على كتيبة القوات في معسكر التشريفات». وأكد الصحافي المسلمي لـ«الشرق الأوسط» أن «المقاومة الشعبية كبدت ميليشيا الحوثي وصالح خسائر فادحة في الأرواح والعتاد العسكري حيث إنه قتل أكثر من 50 مسلحا حوثيا خلال اليومين الماضيين خلال الاشتباكات وجرح الكثير منهم، وأنه لم يتبق سوى بعض المناطق التي يسيطرون عليها وسيتم تطهيرها ربما في الساعات القادمة إن شاء الله». من جهته، يقول أحد المقربين لشباب المقاومة الشعبية لـ«الشرق الأوسط»: «لقد فرت ميليشيات الحوثي وصالح من بعض المناطق التي تم تطهيرها في مشرعة وحدنان ومنطقية المجيرين والقبلة وقرية النبي شعيب وقرية صرادة، وأن أبناء منطقة المليحة في الضباب استطاعوا تدمير سيارة فورد تحمل عددا من الحوثيين، واشتدت المواجهات بعد سيطرة المقاومة على جبل الوعش غرب المدينة». ويضيف «شنت المقاومة الشعبية هجمات عنيفة في عدة جبهات بمدينة تعز وسيطرت على سيارات تابعة للدفاع المدنية قبل تمكن ميليشيا الحوثي وصالح الفرار منها، وقتل عدد من المدنيين بالإضافة إلى جرح آخرين جراء القصف العشوائي من قبل الميليشيات الحوثية على الأحياء السكنية». وبينما كان الناطق باسم المجلس التنسيقي للمقاومة الشعبية بتعز، رشاد الشرعبي، قد صرح لـ«الشرق الأوسط» أنه «ما تمت السيطرة عليه حتى الآن 90 في المائة من مدينة تعز وبقيت بعض الجيوب في الخط الواصل ما بين تعز وصنعاء وتعز وعدن وتعز والمخا»، جراء الاشتباكات العنيفة بين المقاومة الشعبية وميليشيا الحوثي وصالح، طالب سكان الأحياء المجاورة للمناطق التي سيطرت عليها المقاومة، الهلال والصليب الأحمر سرعة رفع جثث الميليشيات من الشوارع والأحياء السكنية خشية حدوث كارثة بيئية وانتشار أمراض خطيرة في حال ظلت تلك الجثث مرمية في شوارع وأحياء تعز، في حين يواجه ما يقارب من 2.2 مليون مواطن في محافظة تعز أوضاعا إنسانية واقتصادية صعبة جراء الحرب التي تشنها ميليشيات الحوثي وقوات صالح على المدينة منذ ما يزيد عن أربعة أشهر، من خلال ارتفاع أسعار المواد الغذائية وانعدام المشتقات النفطية والغاز والحصار الذي تفرضه الجماعة على تدفق المشتقات النفطية والسلع إلى مدينة تعز التي يقطنها 2.727.186 نسمة. وذكر مركز الإعلام والدراسات الاقتصادي في تقرير له أنه «يواجه ما يقارب من 2.2 مليون مواطن في محافظة تعز أوضاعا إنسانية واقتصادية صعبة جراء الحرب التي تشنها جماعة الحوثي على المدينة منذ ما يزيد عن أربعة أشهر، من خلال ارتفاع أسعار المواد الغذائية وانعدام المشتقات النفطية والغاز والحصار الذي تفرضه الجماعة على تدفق المشتقات النفطية والسلع إلى مدينة تعز حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية إلى 50 في المائة داخل المدينة، وإلى 70 في المائة في ريف المحافظة مع عدم توفرها ما بين فترة وأخرى يصاحبه ارتفاع غير مسبوق لسعر أسطوانة الغاز والتي ارتفعت بزيادة 600 في المائة، ناهيك عن انعدامها لأيام كثيرة ما دفع المواطنين إلى اتباع الطرق التقليدية للطهي والمتمثلة في الاحتطاب وتقطيع الأشجار». وقال المركز في تقريره «يجد الكثير من المواطنين سواء القاطنين في المدينة أو الريف في محافظة تعز صعوبة بالغة في الحصول على المياه بسبب عدم توفر مادة الديزل لدى المؤسسة العامة للمياه مما يتسبب في انقطاع المياه لأكثر من 60 يوما، مما يضطر المواطنين إلى شراء عربات المياه والتي ارتفع سعرها إلى 8000 ريال مقارنة بالسعر السابق 3000 ريال بزيادة تصل إلى 150 في المائة أما في الريف فإن مياه الشرب ارتفعت أسعارها بنسبة 200 في المائة حيث تجاوز سعر الوايت (صهريج المياه) 9000 ريال، وتقوم النساء والفتيات والأطفال بجلب المياه على رؤوسهم من أبيار عميقة نزفت معظمها بسبب عدم نزول الأمطار في معظم المناطق في المحافظة مما تسبب في خوف الناس وهلعهم من جفاف الماء تماما والذي قد يؤدي إلى كارثة إنسانية». وتستمر ميليشيات الحوثي وصالح بحصار أبناء تعز من خلال الإحاطة بجميع منافذ الدخول إلى المدينة المرتبطة بالمحافظة الأخرى من خلال منع دخول المواد الغذائية الأساسية والأدوية والمشتقات النفطية ما أدى إلى نزوح الكثير من الأسر إلى ريف المحافظة هروبا من الحرب المشتعلة في المدينة وإغلاق الكثير من المحلات التجارية؛ الأمر الذي تسبب في فقدان الآلاف من العاملين لأعمالهم.
مشاركة :