لقي نجل زعيم ديني سوداني راحل، مصرعه، في قتال بين مجموعتين متطرفتين في مدينة سرت الليبية التي تعد معقلاً لجماعة تنظيم داعش. وقتل نجل الزعيم الراحل لجماعة أنصار السنة المحمدية السودانية أبو زيد محمد حمزة (عبد الإله)، أثناء معركة في مدينة سرت الليبية بين الموالين لتنظيم داعش ومن تطلق عليهم «المرتدين» أو جماعة أنصار الشريعة. وقال أحد المهتمين بشؤون الجماعة الدينية الهادي محمد الأمين لـ«الشرق الأوسط» إن نجل الزعيم الديني عبد الإله أصيب برصاصة في رأسه وتم إجلاؤه، بيد أنه توفي متأثرًا بجراحه، وأعلنت الوفاة رسميًا صبيحة أمس. ونعت مواقع تواصل اجتماعي محسوبة على تيارات دينية سودانية متشددة عبد الإله واعتبرته وفقًا لـ«سودان تربيون» عنصرًا فاعلاً ساند تنظيم داعش في العراق والشام فرع ليبيا، وعرفته بأنه نجل الداعية الراحل أبو زيد محمد حمزة، أحد قادة جماعة أنصار السنة بالسودان. ويقود الراحل أبو زيد محمد حمزة والذي كان يترأس جناحًا من أجنحة جماعة أنصار السنة المحمدية السودانية (جناح الإصلاح)، ويعرف محليًا بـشيخ أبو زيد الذي توفي في مايو (أيار) الماضي. وأوضح خبير الجماعات الدينية الأمين في إفادته أن عبد الإله غادر البلاد وبرفقته شقيقه محمد إلى مالي، سرًا دون إبلاغ أسرتيها، وبعد تشتيت القوات الفرنسية للجماعات المتطرفة في مالي انتقل عبد الإله إلى ليبيا، بيد أن مكان محمد غير معروف ما إن كان لا يزال في مالي أم أنه انتقل إلى ليبيا. وحوكم شقيقهما الثالث عبد الرؤوف بالإعدام في قضية مقتل الدبلوماسي التابع للمعونة الأميركية جون غرانفيل عشية ليلة رأس السنة عام 2008، مما يرجح أنه جند شقيقيه للجماعات المتشددة. وعقب صدور الحكم بالإعدام على نجل شيخ أبو زيد عبد الرؤوف في عام 2009، وزملائه الذين خططوا ونفذوا عملية الدبلوماسي الأميركي غرانفيل؛ مهند عثمان يوسف، محمد مكاوي إبراهيم، عبد الباسط حاج الحسن، فإن عبد الرؤوف ورفاقه فروا من السجن المركزي بكوبر في عمليه هرب شهيرة تدور شكوك حولها عام 2011، بيد أن سلطات الأمن ألقت القبض عليه مجددًا في منطقة قارسيلا بإقليم دارفور وأعادته للسجن مجددًا، وفقًا للأمين. ولقي أكثر من سوداني مصرعه خلال الأشهر الماضية في عمليات تفجيرية أو أثناء القتال بين الجماعات التكفيرية، أبرزهم كنيته أبو جعفر السوداني الذي فجر نفسه في مدينة درنة الليبية الأسبوع الماضي، ولقي أبو الفداء السوداني في الرقة السورية، ومصطفى فقيري في الرقة السورية هو الآخر. وفي يونيو (حزيران) الماضي، تسلل قرابة 18 سودانيا يدرسون الطب في جامعة العلوم الطبية المملوكة لوزير الصحة بولاية الخرطوم مأمون حميدة إلى تركيا للانضمام لـ«داعش»، بيد أن السلطات التركية استعادت بعضهم وجلهم من أسر غربية من أصول سودانية ويحملون جوازات سفر بريطانية ودبلوماسية، وبينهم ابنة دبلوماسي رفيع بوزارة الخارجية السودانية. وفي مارس (آذار) الماضي، فر 9 طلاب طب من ذات الجامعة، وهم الآخرون من أسر مرموقة ويحملون جوازات سفر بريطانية وغربية، تحت ذريعة ممارسة مهنة الطب داخل المناطق التي تقع تحت سيطرة داعش في سوريا والعراق.
مشاركة :