أمضى الملياردير الأمريكي ومدير أكبر صندوق تحوط في العالم "راي داليو" سنوات في دراسة العادات والسمات الشخصية للأفراد الناجحين للوقوف على أسباب تفوقهم عن غيرهم من الأشخاص. ولاكتشاف تلك السمات أجرى "داليو" اختباراً شخصياً مدته ساعة وأجرى مقابلات مع بعض الأشخاص من بينهم "إيلون ماسك" مؤسس "تسلا"، والمؤسس المشارك لـ"مايكروسوفت" "بيل جيتس" والاقتصادي الحائز على جائزة "نوبل" "محمد يونس". ويبدو أن "داليو" توصل لإجابة على هذا السؤال، وقال في مقابلة صحفية إن الأفراد ينقسمون في أغلب الأحيان إلى أشخاص عمليين لكن ليس لديهم خيال خصب، وآخرون غير عمليين لكن يتمتعون بالقدرة على التخيل، مضيفاً أن "ماسك" و"جيتس" تمكنا من الجمع بين الاثنين في الوقت نفسه. وأضح أن مؤسسي "تسلا" و"مايكروسوفت" لديهما مثابرة والتزام لا يتزعزع مكنهما من تحقيق الاكتشافات. واندهش "داليو" بصورة كبيرة حينما أجرى اختبار الشخصية لـ"ماسك" إذ وجد أنه يتمتع بدرجة كبيرة من الفضول والقدرة على التعلم، وبرهن على ذلك بإقدام مؤسس "تسلا" على ضخ 100 مليون دولار -قيمة صفقة بيع "باي بال" في 2001- لإطلاق "سبيس إكس". وأشار "داليو" إلى أن السبب وراء اتجاه "ماسك" لتأسيس "سبيس إكس" كان الفضول واهتمامه ببناء مستوطنات في المريخ، إذ عندما سأله حول ما إذا كان لديه سابق معرفة حول أي من تلك الأشياء كانت إجابته بالنفي وأن الدافع الرئيسي فقط هو الفضول للتعلم من الآخرين وخيال قاده لتدشين تلك الشركة. أما "جيتس" فأمضى عقوداً في دراسة قضايا الصحة العامة حتى توجت تلك الجهود بإقدام منظمته الخيرية على التبرع بمبلغ 50 مليار دولار لعدد من المنظمات العالمية ومكافحة الجوع والفقر في العالم. واعتمد كل من "جيتس" و"ماسك" على آراء الخبراء، إذ عين الثاني عددا من العلماء والمهندسين لبناء صواريخ "سبيس إكس"، كما تعتمد مؤسسة "جيتس" على العلماء والأطباء وخبراء الصحة العامة الذين يعملون كمستشارين في المنظمة الصحية غير الربحية. وذكر "داليو": "أعتقد أنهما يتفقان معي في أن مزاياهما الحقيقية تأتي من معرفة كيفية التعامل مع ما لا يعرفانه أكثر من أي شيء يعرفانه". وأضاف: "هؤلاء الأشخاص ذوو الصفات القيادية غالباً ما يكونون مبدعين ومنظمين وعمليين في نفس الوقت كما أنهم حازمون ومنفتحون".
مشاركة :