ربما كانت قمة العشرين في دورتها الخامسة عشرة تحت رئاسة السعودية هي القمة الوحيدة التي يرتبط نتاجها بصحة ومستقبل كل إنسان على سطح الأرض.ومع الاحترام التام لكافة القمم العشرينية السابقة، فإن تصدي الدورة الحالية لأخطر ما واجهه ويواجهه الانسان هذا العام، والعام المقبل على الأقل، سيعلي من شأن المجموعة، ويجعلها محوراً لأنظار بقية البشر في أنحاء العالم!.ولم يبالغ وزير المالية السعودي محمد الجدعان وهو يؤكد للعالم كله قائلاً: «لدينا فرصة للتعافي من الجائحة والعودة بشكل أقوى وأكثر استدامة، مع شمول اجتماعي واقتصادي أكبر».وفي ضوء ذلك، ستحرص القمة على تعزيز سبل التعاون الدولي لدعم مرحلة التعافي الاقتصادي العالمي ووضع أسس متينة لمرحلة نمو قوي ومستدام ومتوازن وشامل»صحيح أن القمة تنعقد تحت شعار «اغتنام فرص القرن الواحد والعشرين للجميع»، لكن الصحيح أيضاً، أن اغتنام هذه الفرصة يتطلب بالتأكيد بيئة سليمة على جميع المستويات الصحية والاجتماعية والاقتصادية، وهذا ما نجحت فيه الرئاسة السعودية لدول المجموعة حتى الآن.ويبدو أن المملكة وهي تستعد لاستضافة قمة العشرين منذ نحو العام، كانت على وعي وإدراك كاملين بأن تقدم القدوة، ليس على مستوى التنظيم فقط، وإنما على مستوى الدولة بكافة أجهزتها المعنية، وهي كلها بالتأكيد معنية بهذا الحدث التاريخي الضخم.كنت في الرياض عندما كان الوزراء ووكلاء الوزارات، ينخرطون في ورش عمل وصقل وتدريب، في مشاهد لن تغيب أبداً عن الذاكرة.. شباب يدرسون ويشرحون، وكبار يستمعون ويسألون، وفي المساء، يطل وزير الإعلام «المكلف» ليسأل ويقترح ويستمع، في أجواء نقية بالفعل.وامتداداً لذلك، وقف الوزير القصبي بالأمس، مباهياً، بالخطط الاستباقية والاتفاقيات العالمية التي تمت بهدف الحفاظ على سلامة وصحة مواطنيها ومقيميها، حيث «استطاعت إضافة 4 آلاف سرير عناية مركزة خلال 4 أشهر» . كما» أُجري 9 ملايين فحص طبي، وجرى تقديم أكثر من 12 مليون استشارة طبية، ومر موسم الحج والعمرة بسلام بفضل امتثال الجميع للتعليم آت» .هكذا كان الاستعداد السعودي، لقمة العشرين مختلفاً، وهكذا كان جدول الأعمال مختلفاً، وهكذا ستكون نتائج وقرارات القمة مختلفة.
مشاركة :