في البداية نود ان نتقدم بخالص التعازي وصادق المواساة إلى حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه وإلى صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس الوزراء وإلى سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء وإلي سمو الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة مستشار صاحب السمو رئيس الوزراء وإلى أحفاد الفقيد الراحل وإلى أفراد العائلة الكريمة وشعب البحرين الوفي، في وفاة المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الملكي الأمير الراحل خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه.فقدت البحرين قائدا حكيما محبا لوطنه ولشعبه كرس حياته لخدمة الوطن والمواطن وأسهم بحكمته وقيادته في بناء البحرين ونهضتها وحضارتها وذلك لتحقيق تطلعات شعب البحرين الوفي، كان لشعب البحرين أبا وذخرا وسندا، رجل أحب شعبه وحمل ذاكرة الوطن في قلبه.تعلمنا منه، رحمه الله، الشيء الكثير، تعلمنا منه الحكمة والقيادة والرؤية الثاقبة والعمل المتواصل وتخطي التحديات وعدم النظر إلى الوراء وأن نضع دائمًا أمامنا مصلحة الوطن والمواطن، تعلمنا منه الصبر والتريث والتشاور مع الآخرين لاتخاذ القرارات المناسبة.نود ان نستذكر بعض مناقب فقيد الوطن التي كان لها عظيم الأثر في بناء البحرين ونهضتها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعمرانية والاجتماعية وبعض المواقف التي جمعتنا مع سموه طيب الله ثراه .لقد تشرفنا بلقاء سموه طيب الله ثراه في عدة مناسبات وبالعمل تحت إدارته عدة سنوات منذ استلامنا حقيبة وزارة شؤون البلديات والتخطيط العمراني، وطلب منا في أحد اللقاءات ان نركز على مشاريع البلدية ولو نستطيع إنشاء منتزه عام في كل محافظة وممشى على البحر في كل محافظة ليكون متنفسا وموقعا للتنزه للأهالي والأطفال.وكانت نظرته طيب الله ثراه ان يكون المتنزه شاملا جميع الخدمات والمرافق التي يحتاج إليها المواطن، ولله الحمد وبتوفيقه قمنا بتنفيذ توجيهاته بفضل من الله وجهود العاملين في الوزارة والمجالس البلدية، وتقديرا لتوجيهاته ودعمه للعمل البلدي تم إطلاق المتنزه في محافظة المحرق بالتنسيق مع المجلس البلدي باسم متنزه الأمير خليفة بن سلمان والذي تشرفنا بحضور سموه طيب الله ثراه بافتتاحه.كان سموه طيب الله ثراه حريصا على متابعة المشاريع في جميع المحافظات والخدمات التي تقدم للمواطنين وكان يسأل كل وزير قبل جلسة مجلس الوزراء عن تلك المشاريع والخدمات، كل في اختصاصه، ويوجه رحمه الله بالسرعة في التنفيذ وتذليل أي تحديات تواجه أي مشروع وكان أيضا يسأل عن أي مقالات تنشر تخص كل وزارة ويسمع التعليق من الوزير المختص وكان همه الأول رضا المواطنين وخدمتهم.كان سموه رحمه الله داعمًا للعمل البلدي وللمجالس البلدية وكانت توجيهاته دائما لأهمية الارتقاء بالعمل البلدي وتقديم أفضل الخدمات للمواطنين وتعزيز المشاركة الشعبية من خلال المجالس البلدية ويؤكد دائما ان المجالس تمثل المواطنين في وضع أولوياتهم ومساهمتهم في صنع القرار في مجال العمل البلدي. ويقول يجب علينا تسخير كل الإمكانيات لدعمهم حتى يقوموا بواجباتهم تجاه الوطن والمواطنين.كان سموه رحمه الله يوجهنا دائما للتواصل مع مختلف وسائل الإعلام والرد على أي شكوى أو موضوع يخص عمل الوزارة ويعتبر أي نقد بناء هو خير وسيلة للتطوير ودائما يقول ابرزوا أعمالكم وإنجازاتكم للمواطنين واسمعوا مقترحاتهم وملاحظاتهم.كان سموه رحمه الله حريصا على قيامه بالزيارات الميدانية ولقد تشرفنا برفقته في الكثير من الزيارات إما لمتابعة مشروع أو أسواق وإما لمتابعة شكوى من المواطنين أو لتفقد مستوى الخدمات التي تقدمها الوزارة وكان سموه طيب الله ثراه يلتقي بأعضاء المجالس البلدية والمواطنين أثناء زيارته وكان يستمع لهم بكل رحابة صدر وكان يطلب منا تقريرا عن الزيارة وخطة عمل لتنفيذ ما طلبه المواطنون من خدمات.وتقديرا لاهتمام ومتابعة وتوجيهات سموه رحمه الله بالعمل البلدي، أطلقنا مع الاخوة في المجالس البلدية جائزة باسم جائزة رئيس الوزراء للعمل البلدي وقد وافق سموه رحمه الله على هذه الجائزة.من حبه وتقديره للعمل البلدي تشرفنا بزياراته لمبنى وزارة شؤون البلديات والبلديات في المحافظات، وفي كل زيارة كعادته يتحدث عن تاريخ البلدية ورجالاتها الذين عملوا فيها وخدماتهم منذ تأسيسها ويوجه رحمه الله إلى الارتقاء بالخدمات وتسهيل تقديمها إلى المواطنين والمقيمين.هذه الزيارات زادتنا إصرارا وعزيمة ودافعا على بذل المزيد من العطاء لخدمة الوطن والمواطن.كان رحمه الله حريصا على الحضور في احتفالات البلدية ولقد تشرفنا بحضوره طيب الله ثراه في احتفالية مرور 95 عاما عن تأسيس البلدية في البحرين الذي كان له دور بارز في تأسيس البلديات في البحرين ووضع النظم الإدارية والمالية والعمل على تطويرها.كان سموه رحمه الله يهتم بالصيادين والمزارعين وكان يستقبل الصيادين والمزارعين في مجلسه العامر ويرحب بهم ويستمع إليهم وكانت توجيهاته دائما إلى دعمهم والاستماع إلى مطالبهم واحتياجاتهم وكان يقول ان البحرين اشتهرت بالصيد والزراعة ويجب الحفاظ عليها وتطويرها وأن هؤلاء الصيادين والمزارعين هم أبناؤنا وتعتمد عليهم الدولة في توفير الغذاء للمواطن.أسهم رحمه الله في نهضة مملكة البحرين في كافة المحافل الإقليمية والدولية وتشرفت بأن أكون من ضمن الوفد الذي رافق سموه طيب الله ثراه عند استلام جائزة الشرف للإنجاز المتميز في مجال التنمية الحضرية والإسكان من الأمين العام للأمم المتحدة.وبعد اجتماعه مع الوفد المرافق قال ان هذا الإنجاز جاء ثمرة جهودكم جميعًا وأن علينا ان نواصل العمل من اجل البحرين وشعبها وأن نرى البحرين دائما في مصاف الدول المتقدمة، هذه الكلمات المعبرة من سموه طيب الله ثراه زادتنا عزيمة وإصرارا للعمل ولتحقيق إنجازات ترفع مكانة البحرين في المحافل الإقليمية والدولية.لقد حظي الفقيد الراحل بتقدير واحترام دول العالم والمنظمات الدولية من خلال مساهمته الإقليمية والدولية في تعزيز الأمن والاستقرار والتسامح والتعايش بين مختلف الثقافات والأديان.وما اعتماد يوم الضمير العالمي من قبل الأمم المتحدة الذي كان مبادرة من سموه طيب الله ثراه الا تقدير لمواقفه وإسهاماته الرائدة في مختلف المجالات.هذا غيض من فيض عن مناقب فقيد البحرين الذي يكن له شعب البحرين الوفي كل المحبة والتقدير وسيظل الغائب بجسده الحاضر بإنجازاته ومواقفه الخالدة التي سجلها التاريخ بأحرف من نور ودونتها وسائل الإعلام المختلفة في قلوب وذاكرة المواطنين الكرام مهما طال الزمن، سائلين الباري عز وجل ان يتغمد الفقيد الراحل بواسع رحمته ورضوانه وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهمنا جميعا الصبر والسلوان وأن يجزيه خير الجزاء على ما قدمه لوطنه وشعبه، انه سميع مجيب.{ سفير مملكة البحرين لدى سلطنة عمان
مشاركة :