قررت جهات التحقيق، تكليف مصلحة الطب الشرعي بتشريح جثة طالب، عقب قيامه بشنق نفسه داخل منزل اسرته بمنطقة المعادي، وذلك لاعداد تقرير مفصل عن أسباب الوفاة وكيفية حدوثها.وكلفت جهات التحقيق رجال المباحث بالتحري عن الواقعة واعداد تقرير مفصل عنها للوقوف على أسبابها الحقيقية.وكان قد شهد حي المعادى واقعة مؤسفة، عندما أقدم طالب على الانتحار شنقا داخل منزل أسرته حزنًا على انفصال والديه، تم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة للتحقيق.وكان قسم المعادى تلقى بلاغا بوجود جثة لطالب مشنوق داخل شقته.على الفور انتقلت أجهزة الأمن لمكان الواقعة، وتم العثور على جثة طالب " 16 سنة " ملفوف حول رقبته قطعة قماش .ومن خلال التحريات وجمع المعلومات تبين أن الجثة لطالب يعانى من مشاكل أسرية وزادت فى الآونة الأخيرة بسبب انفصال والديه منذ شهرين ، وأن الطالب تدهورت حالته النفسية خلال الفترة الأخيرة التى جعلته يفكر فى الانتحار أكثر من مرة ، حسبما قال والده.وأضاف والده انه كان يجلس لساعات طويلة داخل غرفته دون التحدث مع أحد وأن حالته النفسية السيئة جعلته يتخلص من حياته منتحرًا داخل منزل ، وعثر بجانبه على رسالة كتبها في كشكول المدرسة: "هتوحشوني كلكم " ، كما قرر والده أننى عقب عودتي من عملي فوجئت بالحادث وقررت النيابة العامة انتداب الطب الشرعي لتشريح الجثمان لبيان أسباب وفاته كما استعجلت تحريات المباحث حول الحادث .وقد تم استدعاء والد الطالب امام النيابة العامة ، وبسؤاله "نفى وجود شبهة جنائية في الحادث، وأقر أنه نجله كان يعاني من حالة اكتئاب شديد بسبب انفصاله عن والدته " .وقد بين الإسلام حكم الانتحار والصلاة على المنتحر والدعاء له ، فالانتحار من كبائر الذنوب ، وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن المنتحر يعاقب بمثل ما قتل نفسه به .فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مَن تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالدًا مخلدًا فيها أبدًا ، ومَن تحسَّى سمًّا فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا ، ومَن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا ) رواه البخاري ( 5442 ) ومسلم 109 .وعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( مَن قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة ) رواه البخاري ( 5700 ) ومسلم 110 .وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح فجزع فأخذ سكينًا فحز بها يده فما رقأ الدم حتى مات . قال الله تعالى : بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة ) رواه البخاري ( 3276 ) ومسلم ( 113 )وقد ترك النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة على المنتحر ، عقوبةً له ، وزجرًا لغيره أن يفعل فعله ، وأذن للناس أن يصلوا عليه ، فيسن لأهل العلم والفضل ترك الصلاة على المنتحر تأسيًّا بالنبي صلى الله عليه وسلم .فعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : ( أُتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل قتل نفسه بمَشاقص فلم يصل عليه ) رواه مسلم.
مشاركة :