للأمطار فوائد عديدة في حياة أبناء مطروح فلا يقتصر أهمية الأمطار علي استخدامها في الشرب والزراعة وتنمية الثروة الحيوانية فقط ولكن للأمطار جانب آخر في إنتاج فطر الترفاس والذى يظهر بكثافة فى الصحاري نتيجة لزيادة الامطار، فمع دخول فصل الشتاء ونزول أول قطرات المطر يتناقل الناس أخبار الترفاس بعدما عرفوا قيمته الغذائية الكبيرة وبدأوا فى تصديره خارجيا نتيجة للرغبة الدول العربية في الحصول عليه.اقرا ايضا.. عظمة القدماء .. قلعة شالي بسيوة بنيت في القرن الـ 12 الميلادي لحماية الحصادفما هي قصة هذا الفطر وما هي أهميته خاصة مع قيام أبناء البادية في البحث عنه لأنه يظهر تلقائيا مع الأمطار الغزيرة والبرق والرعد خاصة أن هذه العوامل سبب رئيسي في وجودة بكثرة .يقول أحمد العمامى صاحب محل عطارة أن الترفاس فطرا من الفطور الراقية تنمو تحت سطح الأرض في الصحارى على أعماق متفاوتة تصل ما بين 2سم إلى 50 سم ولا تظهر لها أجزاء فوق سطح الأرض على الإطلاق فلا ورق ولا زهر ولا جذر لها.وأضاف ان فطر الترفاس أو الكمأة تعرف بعدة أسماء فتعرف في السعودية بالفقع وفي بعض البلاد بشجرة الأرض أو بيضة الأرض أو بيضة البلد أو العسقل أو بيضة النعامة.وأوضح أن الكمأة أو الترفاس له قيمة طبية كبيرة فعندما تم تحليل مادته تبين أنه يحتوى على نسبة بروتين تقدر بـ 9% ومواد نشوية بنسبة 13% ودهون بنسبة 1% كما يحتوى على نسب من الفيتامينات والحديد والفسفور والكالسيوم وجميع هذه المكونات تجعله مقويا طبيعيا خاليا من المواد الكيميائية، كما تبين أن مادته قادرة على علاج بعض الأورام السرطانية وإن ماء الترفاس أو الكمأة تعد مضادا حيويا مهما ضد البكتيريا وتعالج العديد من أمراض العيون وكان العرب قديما يستخدمونه في علاج المياه البيضاء والزرقاء والرمد الربيعي.وأشار أن من أهم الدلائل على أهمية الكماة في علاج أمراض العين قول النبي صلى الله عليه وسلم: « الكَمْأَةُ مِن المَنِّ ، ومَاؤُها شِفاءٌ لِلعَيْن » وأشار أن الترفاس ببدء في الظهور في شهر يناير ويزيد ظهور مع بداية الربيع ويقبل علي شراء ة أبناء مصر والخليج . ويقول جمال رحومة أن قلة سقوط الأمطار والجمع الجائر أسباب عديدة تسببت فى قلة ظهور فطر الترفاس أو الكمأة خلال الخمس أعوام الماضية على الرغم من زيادة الطلب على هذا الفطر الذي ينمو في مطروح في العديد من المناطق الصحراوية على مياه الأمطار.واضاف إن الكمأة عرفها أهالي مطروح منذ فترة كبيرة وكان يظهر بكثافة فى الصحاري نتيجة لزيادة الامطار لافتًا أن الترفاس له طعم مميز، وله رائحة عطرية ويتراوح حجمه بين البندقة والبرتقالة.وأوضح ان الكمأة تنمو على شكل درنة البطاطا في الصحاري ، فهو ينمو بالقرب من نوع من النباتات الصحراوية وغالبًا بالقرب من نبات (الرقروق) أو بالقرب من جذور الأشجار الضخمة ، كشجر البلوط مضيفا أن شكله كروي لحمي رخو منتظم ، وسطحه أملس أو درني ويختلف لونهُ من الأبيض إلى الأسود ، .وأشار أن أسعار الترفاس وصلت لالف جنية للكيلو و200 دولار للأنواع المميزة للتصدير خاصة مع زيادة طلبة في دول الخليج مضيفا أن الترفاس غالبا ما يوكل مطهو .وأوضح المهندس سلامة عبد الرحمن مدير الزراعة السابق أن تباشير ظهور الترفاس بعد أول مطرة بـ 45 ليلة من مطر الموسم، هو أول نوع يظهر ولونه أسود وداخله أبيض وهذا النوع يظهر قبل ظهور الترفاس الأصلي وهو يدل على أن الترفاس المأكول سيظهر قريبًا، ويعتبر هذا النوع أردأ أنواع الفقع ونادرًا ما يؤكل، أما الترفاس الصالح للأكل فيظهر مع أول دفء شمس الربيع بعد 75 ليلة من أول مطر الموسم، وأول عشرين يومًا من الربيع إذا نزل فيها المطر تعتبر موسم وهو منبت الترفاس بشرط تتابع المطر وكثرة رعد السحب الممطرة فكلما كثر الرعد كثر الفقع لذلك يسميه العرب " نبات الرعد" لأنه يكثر بكثرته.وأشار إلى أن الترفاس عرفته منذ زمن بعيد شعوب الشرق الأوسط والشمال الإفريقي وأوروبا كما كان يقدم لملوك الرومان والإغريق كغذاء صحي مضيفا أن أول من عرفه في مصر هو العالم "هينج" عام 1895 حيث عثر عليه بمنطقة العلمين.
مشاركة :