أصدر مشروع «كلمة» للترجمة في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي ترجمة المجموعة القصصية «الدروب الظليلة» لمؤلفها الكاتب الروسي إيفان بونين، وقد نقلها إلى اللغة العربية عبدالله حبه. ويمكن وصف هذا الكتاب وصفاً حقَّاً بأنَّه موسوعة الحبِّ، فيثير اهتمام الكاتب شتَّى لحظاتِ وتنوُّع المشاعر التي تنشأ عند الرجل والمرأة، وهو يتفرَّس ويصغي ويحدس ويحاول تخيُّل كلّ «ألوان» العلاقات بين الاثنين.. صفوة القول: إنَّ كلّ نطاقات العشق من المعاناة الرفيعة، والأحلام الرومانتيكيَّة، إلى الأهواء والميول الحسّية يبحثها الكاتب جميعاً، يحدوه السعي إلى كشف ألغاز طبيعة الإنسان. وبوجهٍ عامٍّ تضطلع النساء بالدور الرئيس في «الدروب الظليلة»، أمَّا الرجال فهم الخلفيَّة التي تتراءى فيها شخصيَّات وأفعال البطلات فقط، ولا توجد شخصياتٌ رجاليَّة، بل ثمَّة مشاعر ومعاناةٌ فقط، اكتسبت حدَّةً بالغةً وامتناعاً، ويُركَّز بونين دائماً على سعيه (هو) إليها (هي) وسعيه الشديد إلى بلوغ سرّ وسحر «الطبيعة» الأنثويَّة الجذَّابة، ويورد بونين أقوال الكاتب الفرنسيِّ غوستاف فلوبير التي بوسعه أن ينسبها لنفسه أيضاً: «تبدو لي النساء كسرٍّ غامض، وكلَّما أوغلت في دراستهنَّ قلَّ إدراكي لهنَّ». إنَّ كلَّ واحدةٍ من الشخصيَّات النسائيَّة الكثيرة في كتاب: «الدروب الظليلة» شخصيَّةٌ حيويَّة، وذات خصالٍ روسيَّةٍ غايةٍ في الأصالة، وتدور الأحداث دوماً - على الأرجح - في روسيا القديمة، وإن دارت خارجها، كما في قصَّتي: «في باريس» و«ثأر» مثلاً، فإنَّ الوطن يبقى مع ذلك في قلوب الأبطال. نشأ الكاتب والشاعر الروسي إيفان بونين، في كنف عائلة من النبلاء الروس ولهذا لم يتقبل ثورة أكتوبر البلشفية فغادر البلاد بعد قيامها. وعاش أكثر سنوات حياته في باريس وتوفي هناك. لم يحصل بونين على الشهرة في بداية حياته الأدبية ولم يرتبط اسمه بأي تيار من التيارات الأدبية، ولكن أشعاره جذبت انتباه النقاد والأدباء فور صدورها في عام 1888، وعلى إثر ذلك ارتبط بعلاقات وطيدة مع تولستوي وتشيخوف وجوركي. المترجم عبدالله حبه من مواليد بغداد عام 1936. تخرج من كلية الآداب بجامعة بغداد في عام 1960، وأنهى الدراسات العليا في معهد (غيتيس) بموسكو في عام 1965 باختصاص تاريخ وأدب المسرح. تابعوا فكر وفن من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :