أكدت منى غانم المري، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام والمدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، أن دولة الإمارات أدركت في وقت مبكر متطلبات مواكبة الثورة الصناعية الرابعة، ومضت بتوجيهات ومتابعة القيادة الرشيدة في تعزيز قدراتها بأسلوب يمكنها من حجز مكانة متقدمة فيها ضمن مختلف القطاعات بما في ذلك قطاع الإعلام، إذ سارعت مؤسسات الإعلام الإماراتية إلى رصد التوجهات العالمية في هذا المجال وبادرت إلى اتخاذ خطوات تضمن لها حدودًا تنافسية تنطلق من أسس مهنية ثابتة لتحقيق متطلبات التطوير لاسيما فيما يتعلق بالتحول إلى البدائل الرقمية وإطلاق منصات تحافظ على رصيدها من ثقة المتلقي، بل وتنميه.جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقتها منى المري عن بُعد عبر تقنية الاتصال المرئي أمام الجلسة الافتتاحية لمؤتمر "مستقبل الإعلام في العالم" الذي نظمته وزارة الدولة للإعلام في مصر وتحدث فيها الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، وأسامة هيكل، وزير الدولة للإعلام، وميجيل موراتينوس، وزير الخارجية الإسباني الأسبق، والمبعوث السابق للأمم المتحدة للشرق الأوسط، بمشاركة عدد من الوزراء والمسؤولين الحكوميين في العديد من الدول والقيادات التنفيذية للمؤسسات الإعلامية وجهات دولية معنية بالعمل الإعلامي، والمؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي في المنطقة.وأشارت إلى أن صناعة الإعلام تخطت اليوم بالفعل أعتاب مرحلة جديدة بدأت ملامحها في التجسّد بوضوح، ومن أهمها هذا الانتشار الهائل لمنصات التواصل الاجتماعي التي فرضت قواعد جديدة للعمل الإعلامي تغيرت معها العديد من المفاهيم والأدوات التقليدية للإعلام، بل وغيّرت من صورته ومحتواه، مؤكدة أن كلمة "الإبداع" ستكون العنوان العريض للمرحلة المقبلة، ليس فقط في مضمار صناعة الإعلام ولكن في مجمل النشاط البشري مع ترسُّخ قواعد الاقتصاد القائم على المعرفة في ضوء الطفرة التكنولوجية الهائلة التي قدمت للعالم إنترنت الأشياء، والبلوكتشين، والذكاء الاصطناعي وغيرها من التطبيقات والحلول التكنولوجية الحديثة.وتطرق المؤتمر الذي جرت أعماله على مدى يوم واحد لبحث العديد من الموضوعات ومنها كيفية توظيف منصات التواصل في توصيل الرسائل الحكومية إلى الجمهور وبناء السمعة، والأدوات الجديدة للإعلام الرقمي، والتحقق من الأخبار والتأكد من مصادرها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتوجهات العالمية الجديدة في إنتاج المحتوى للمنصات الرقمية، و"صحافة الفرد" وأخلاقيات العمل في مضمار الإعلام الجديد، ودور هذا الإعلام في تشكيل توجهات الرأي العام، والمنافسة المهنية ومدى أهمية امتلاك خريجي الإعلام لمهارات تمكنهم من الحصول على فرص العمل المناسبة، علاوة على التطرق إلى جزئية ريادة الأعمال والابتكار وعلاقتهما بمستقبل منصات التواصل الاجتماعي.واستعرضت منى المري في كلمتها مجموعة من الأمثلة لأحدث التوجهات العالمية في المجال الإعلامي وساقت مثالًا بقطاع البث التلفزيوني الذي دخل بالفعل منعطفًا جديدًا في تاريخه مع انتشار خدمات "الفيديو عند الطلب" وهو ما يشكل تطورًا لافتًا في هذا المجال لاسيما في ضوء زيادة نطاقات الإنترنت وانتشار شبكات الجيل الخامس التي سيكون لها تأثير كبير في مجال توزيع الفيديو، مستشهدة بالإحصاءات التي تتوقع أن تزيد قيمة نشاط "الفيديو عند الطلب" حول العالم على 80 مليار دولار بحلول العام 2024. وتطرقت المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي خلال مشاركتها في المؤتمر إلى التأثيرات الواسعة للأزمة العالمية الراهنة المتمثلة في انتشار وباء كورونا المستجد على قطاع الإعلام، إذ تشير الدراسات السوقية إلى أن هذه الأزمة وخلال العام 2020، ساهمت في تسريع وتيرة التطوير الإعلامي، حيث أجبرت الإجراءات الاحترازية التي تم تطبيقها حول العالم في مواجهة الوباء، على إيجاد أنماط استهلاك إعلامي جديدة أدت إلى زيادة سرعة التحول إلى البدائل الرقمية.
مشاركة :