تُعد الإبل إحدى المخلوقات العجيبة التي وهبها الله مزايا تختص بها عن سائر المخلوقات الحية، وتنتشر في قطاع واسع من الدول في أرجاء المعمورة، ولها أسماء حسب جنسها، فالجمل هو ذكر الإبل، حيث يُطلق مسمى الجمل عليه إذا بلغ عامه الرابع، والبعير هو اسم يطلق على الذكر أو الأنثى، والشائع أن البعير يقصد به الذكر من الإبل، أما الناقة فيطلق على أنثى الجمل، كما تسمى الإبل كذلك بألوانها فمنها المجاهيم، والمغاتير التي لها خمسة ألوان هي: وضح، شقح، صفر، حمر، شعل.قدرات عجيبة وتتمتع الإبل بقدرات عجيبة في التعرف على الطريق في عتمة الليل وفي أعماق الصحراء، حيث تتمكن من المسير إلى الوجهة التي تنوي الذهاب إليها دون أن تضل طريقها أو تكل أو تمل، وعندما نتعمق في أجزاء جسمها، وفي جهازها الهضمي بالتحديد الذي يتكون من عدة أجزاء تبدأ بالفم، حيث الشفة العليا المنقسمة طوليا، والشفة السفلية المتدلية، وتعملان معا كالأصابع في جسم الإنسان لالتقاط المواد الغذائية، فيما يغطى السطح الداخلي للفم بغشاء يحتوي على ندبات مخروطية الشكل، تتحمل الأشواك التي تصادف الإبل لحظة تناولها الأعشاب الطبيعية، فيما يوجد في سقف حلقها طبقة مخاطية ناعمة تعمل على ترطيب الفم، وتعد عاملا مساعدا للإبل في عدم شعورها بالعطش لمدة طويلة، وتمتلك الإبل أنيابا إضافية تميزها عن الحيوانات الأخرى المجترة.عينان صغيرتانولعيني الإبل أسرار ومزايا عديدة، حيث تُعد عينا الإبل صغيرة نسبيا وصافية، وحاسة النظر لديها قوية لدرجة أنها تستطيع السير في الظلام، كما أنه عضو حساس للحرارة، ونجد أن التجويف العظمي الذي توجد فيه العين «الحجاج» يعمل كالغرفة المكيفة، حيث يوجد طبقتان من العظام بينهما فراغ مليء بالهواء، حتى تتمكن من العيش في قلب الصحراء والتكيف مع الحرارة العالية، ومواجهة التغيرات المناخية، وتتميز عينا الإبل بأهداب طويلة الشعر تقيها دخول الرمال والأتربة الصحراوية في عينيها.رقبة طويلةأما أنف الإبل فإنه يتميز بخصائص متعددة للتعايش مع الظروف الجوية، فله فتحتان في أعلى الفم مباشرة، وعضلات للتحكم في فتحهما أو إغلاقهما عند الضرورة للحماية من دخول الرمال والأتربة، ورقبة الإبل تأتي بشكل منحنٍ وطويل، يغطيها وبر كثيف وطويل على الثلث الأول من الرقبة، أما السنام الذي يتوسط ظهرها فهو بيضاوي وهرمي معتدل، ويستخدم دهن السنام كمصدر للطاقة لها عند نقص الغذاء.حماية خاصةووهب الله للإبل خفا له تركيب خاص يوفر له الحماية والتأقلم مع التقلبات الجوية التي تسود البيئة الصحراوية، ويشبه من الناحية الوظيفية إطار السيارة المملوء بالدهن بدلا من الهواء، ما يسمح للإبل بحمل كل ثقل والسير في المناطق الرملية والأراضي الصلبة والوعرة بذات الكفاءة، كما تتميز أذنا الإبل بالقدرة على الانثناء خلفا، والالتصاق بالرأس في حال هبوب العواصف الترابية والرملية.حياة ممتدةوللإبل في فضاء الشعر والشعراء مساحة شاسعة ومحبة خاصة، فقد ذكروا صفاتها وأنواع سيرها، حيث يركز الشعراء على ذكر الناقة أكثر للدلالة على الإبل ذكرا كان أو أنثى، فالإنسان والإبل بينهما تواصل، ولهما حياة ممتدة منذ قديم الزمان، فكان الآباء والأجداد يرتحلون من مدينة لأخرى على متون الإبل، وتحمل أمتعتهم، ويعيشون من الخيرات التي يكتنزها الإبل من اللحوم واللبن والوبر.
مشاركة :