أوضح استشاري الروماتيزم الدكتور ضياء الحاج حسين ، أن التهاب المفصل التنكسي أو الفصال العظمي يحدث نتيجة لتآكل الغضاريف الذي بدوره يجعل العظم مكشوفًا ويحتك ببعضه ويتطور خلال عقود مما يؤدي لتآكل العظم و ظهور الأعراض ، ويصيب النساء ثلاث مرات أكثر من الرجال وهو أكثر أنواع الروماتيزم شيوعاً لأنه يندر أن يخلو من الإصابة به شخص ممن تجاوز الستين إذ تقول إحدى الدراسات أن 97% من الذين تجاوزوا الستين من العمر مصابون بخشونة المفاصل إلى درجة يمكن معها رؤية آثار هذا فيما لو التقطت لمفاصلهم صور بأشعة إكس ، ولكن لحسن الحظ توجد نسبة قليلة من بين هؤلاء تبلغ درجة إصابتهم من الشدة حدًا يلاحظون معه أنهم مصابون بهذا المرض. نوعان لخشونة المفاصل وبين الدكتور الحاج، أن خشونة المفاصل تنقسم إلى قسمين أحدهما أولي وهو غير معروف السبب وتلعب الوراثة دوراً هاماً في ظهوره ، حيث لوحظ أن أخت المرأة المصابة بهذا المرض يبلغ الإحتمال عندها ثلاثة أضعاف مما هو عليه الحال عند والدة وأخت المرأة غير المصابة ، وتصاب عادة المفاصل الطرفية لليدين وقد تظهر عقد بارزة من في مفاصل أصابع اليدين عند السلاميات القاصية (الأخيرة) وتدعى بعقد هيبردن ، والقسم الثاني يدعى ثانوي وليس له سبب وراثي ولكن له عدة أسباب أذكر منها: تعرض المفصل للمرض أو زيادة الوزن أو حدوث كسر سابق بالمفصل ، وللمعلومية فإنه من النادر حدوثه قبل سن الأربعين ولكن للأسف أصبحنا في السعودية نشاهد الخشونة في اشخاص لم يتجاوزوا الأربعين والسبب الرئيسي في ذلك البدانة ، فهناك تلازما بين البدانة وخشونة الركبة، فقد وجد عند البدينين أن الخطر النسبي لحدوث خشونة الركبة في السنوات التالية يزداد بمعدل الضعفين عند الرجال وأكثر من ثلاثة أضعاف عند النساء ، مما يشير الى أن زيادة الوزن هي أكثر العوامل مصادفة في خشونة الركبة حيث تؤدي زيادة الوزن للتأثير على الركبة أكثر من الورك أو عنق القدم ، وتفرض البدانة إجهاداً إضافياً، ليس فقط نتيجة زيادة الوزن، ولكن بسبب عيوب الوضعية أيضاً، ذلك عندما يحمل البطن المتدلي والفخذان المكنزتان الركبتين إجهاداً خارجياً سواء في أثناء الوقوف أو المشي. وإن زيادة الوزن كيلو غرام واحد عن الوزن المثالي يزيد من إحتمال الإصابة بخشونة الركب بنسبة 14-33% بحسب مكان الخشونة، فلنتخيل ما هي نسبة الإصابة بالخشونة عندما يتجاوز الوزن 10 كغ عن الوزن المثالي!!. مشكلة زيادة الوزن وأضاف د.الحاج ، أن السبب الآخر لظهور الخشونة في سن مبكر هو استعمال الدرج فقد ثبت بأن طلوع الدرج يزيد الحمل على المفصل ثلاث أضعاف الوزن فما البال لو اجتمع عند الشخص زيادة الوزن مع صعود الدرج ، وأما العوامل المؤهبة الأخرى فهي: كسر سابق أدى الى عدم انتظام السطوح المفصلية واحتكاك مستمر بالغضروف. أو مرض سابق أدى الى تأذي السطوح المفصلية (وخاصة الروماتويد) أو عدم تمادي محور الفخذ والساق بشكل طبيعي كما في الساق المقوسة أو ما يسمى بالركبة الروحاء. التدخلات العلاجية المتاحة وحول العلاج خلص إلى القول ” التشخيص سوف يحدد العلاج ، أهمها يجب إنقاص الوزن ، ويوجد حاليا في الأسواق مادة هلامية تدعى الهيالورونات تعطى على شكل إبر في الركبة وهي مادة طبيعية موجودة في السائل الزلالي للمفصل ومهمتها تليينه ، لذلك فإن حقن هذه المركبات في مفصل الركبة قد تساعد المرضى في التخفيف من الآلام في الحالات الخفيفة من خشونة المفاصل وقد لاتتجاوز نسبة من استفاد منها عن 20-30% ، مع العلم أن سعرها غالي جداً ولكنها لا تفيد في الحالات السيئة التي تترافق مع ألم شديد بل يمكن التفكير بالمداخلة الجراحية ، وأنصح المرضى بالابتعاد عن حقن الكورتيزون في الركبة بالرغم من أنها تشعرهم بالراحة لفترة قصيرة وذلك لأن تكرارها قد يؤدي إلى تحطم المفصل ، كما يوجد في الأسواق بعض المواد الطبيعية التي تساعد على الحفاظ على الغضروف وحث غضاريف جديدة على النمو وبالرغم من الأدلة المشجعة لهذه المواد وقلة تأثيراتها الجانبية لكن لابد من اجراء المزيد من الدراسات لإثبات فوائدها ، كما لاننسى دور الطب التكميلي مثل استعمال العلاج الطبيعي والإبر الصينية مع اعطاء نظام غذائي معين للمساعدة في علاج بعض الحالات التي لا تستجيب الى العلاجات التقليدية ولاترغب في التدخل الجراحي ، ولابد من الطبيب العام او المختص بالروماتيزم ان يحول الحالات الشديدة من الخشونة الى اخيه الطبيب المختص بالعظام لاستبدال المفصل والذي يعتبر الحل النهائي للخشونة الشديدة.
مشاركة :