اختتم قسم الاتصال والإعلام بكلية الآداب بجامعة الملك فيصل مساء أمس الثلاثاء الماضي 2/4/1442هـ البرنامج الإثرائي الأول لطلبة قسم الاتصال والإعلام، والذي جاء في نسخته الأولى تحت شعار: صناع التأثير .. وإعلاميو المستقبل. غطى البرنامج على مدى ثلاثة أيام متصلة، موضوعات مجالات الإعلام الرئيسية: الصحافة والإذاعة والتلفزيون والعلاقات العامة. وحظي بحضور طلابي كبير تجاوز ال 500 طالب وطالبة عبر منصة ميكروسوفت تيمز. افتتح البرنامج سعادة عميد كلية الآداب الدكتور ظافر الشهري، مساء يوم الأحد 29/3/1441 بالثناء على ما يقدمه القسم ويقوم به من أنشطة حازت على تقدير القاص والداني، مؤكدا أن القسم يخطو خطوات لم يسبق لها مثيل تحت قيادة الدكتور عبد العزيز الحليبي، وداعيا الطلاب إلى اغتنام هذه البرامج لتطوير قدراتهم ومهاراتهم. ومن جانبه شكر سعادة الدكتور عبد العزيز الحليبي سعادة عميد الكلية على دعمه المستمر للقسم ولهذا البرنامج، كما وجه الشكر لأبنائه الطلاب لحضورهم وتفاعلهم؛ ولمقدمي البرنامج الإثرائي، مؤكدا أنه برنامج طلابي خالص يستقي هدفه من عنوانه، فهو يسعى لإثراء معارف ومهارات صناع التأثير وإعلاميو المستقبل من أبناء القسم، ليتمكنوا من القيام بدورهم في تطوير منظومة الإعلام السعودي في مختلف المجالات، كما بين أن البرنامج يستهدف نقل الممارسة والتجارب العملية للطلبة؛ وربطها بالمعارف واتجاهات التنظير. وقد استعرض الأستاذ علي مشنوي مدير وكالة الأنباء السعودية بالمنطقة الشرقية والدارس في مرحلة الماجستير- في اللقاء الأول “صحافة البيانات كيف تبني قصة صحافية بالرسوم البيانية؟” وبين أن أحد أهم الأشكال والفنون الصحفية والإعلامية في المرحلة الراهنة هي: صحافة البيانات، وكيف يمكن للممارسين في مجالات العمل الصحفي والإعلامي أن يعدوا قصة صحافية بالرسوم البيانية، وذلك من خلال توضيح أبرز الفروق بين عناصر القصة الصحفية التقليدية وصحافة البيانات، وخطوات إنتاج صحافة البيانات، كما أجاب على مداخلات الطلبة المتنوعة حول أشكال وجوانب توظيف صحافة البيانات في الصحافة السعودية. ومن جانبه أشار الأستاذ الدكتور هاني البطل أستاذ الصحافة بالقسم والخبير الأكاديمي في هذا المجال إلى أبرز الفرص والآفاق التي تتيحها صحافة البيانات وتحديداً فيما يتعلق بإبراز مشاريع وبرامج ومبادرات رؤية الوطن الطموحة 2030م، حيث التأكيد علي عدد أن صحافة البيانات تعني كتابة وتصميم القصص الصحفية من خلال العرض البصري للبيانات وذلك بتوظيف التقنيات الحديثة بشكل متوافق، وأن صحافة البيانات لها تواجد في الصحافة المطبوعة ومازالت متواجدة بل حدث بها تطورات كبيرة بناء علي زيادة تدفق البيانات ، طبيعة التلقي في عصر المعلومات ،تطور برامج التصميم ومعالجة الصور والرسوم ، تقنيات الطباعة، كما زاد الاهتمام بصحافة البيانات وظهر ما يسمي الصحفي الشامل الذي يستطيع التعامل مع متطلبات العصر الاعلامي الجديد، كما ظهرت مواقع صحفية متخصصة في هذا النمط من الصحافة سواء علي المستوى العالمي او العربي. وفي اليوم الثاني تناول الأستاذ خالد بن ناصر القحطاني- مدير الاتصال المؤسسي بغرفة الأحساء والدارس في مرحلة الماجستير” الاستراتيجية الاتصالية للغرف التجارية السعودية والتحول الرقمي: الواقع والتحديات”، حيث تحدث عن أهمية الاتصال في الغرف التجارية وضرورة أن تواكب الاستراتيجية الاتصالية الوطنية التطور التكنولوجي والتحول الرقمي وأكد على أن المملكة تسير بخطى ثابته نحو التميز الاتصالي وهو ما أكده النجاح الاتصالي الباهر الذي حققته المملكة خلال مجابهة جائحة كوفيد ١٩ والذي ساهم في تقليص عدد المصابين وجعل المملكة من اقل دول العالم تضررا من هذه الجائحة وأشار إلى أن التميز الاتصالي سيتواصل ليشمل كل القطاعات الحيوية بمختلف ألوانها بدعم من القيادة، كما أجاب على أسئلة الطلاب التي دارت حول دور الغرف التجارية في تحقيق رؤية المملكة 2030، وفي الارتقاء بالتنمية الشاملة. وأشار الدكتور حسام حامد في مداخلته إلى أهمية الاتصال المؤسسي في ظل الوضع الراهن والمتغيرات المتسارعة التي تمر بها المنظمات في عالمنا المعاصر، حيث تواجه تحديات غير مسبوقة، كما أن لديها أيضًا فرصًا غير مسبوقة. وفي ظل هذا المجتمع المعقد والغني بالمعلومات فإن مفتاح التميز للمنظمات كافة يكمن في تميز الاتصال المؤسسي، فنظم الاتصال داخل المنظمة؛ البشرية منها والتكنولوجية؛ هي القادرة على حل المشكلات المعقدة والمتزايدة على نحو خلاق، كما أن منظمات اليوم والغد في حاجة ماسة إلى أن يتقن جميع منسوبيها على كافة المستويات التنظيمية المهارات المختلفة للاتصال، وذلك حتى يكونوا مؤهلين للتعامل مع المعلومات الوفيرة والمتزايدة، بطريقة تمكنهم من المساهمة في اتخاذ القرارات السليمة بالسرعة المناسبة وفي التوقيت المناسب. واختتم البرنامج باللقاء الثالث مع الأستاذة سارة بنت عبدالله الشردان – الدارسة في مرحلة الماجستير، والتي تستعرض التحولات الذكية في صناعة الأخبار التلفزيونية وذلك يوم الثلاثاء 2-4-1442هـ. وقد تناولت الشردان التحول السريع والمتزايد في استخدام الادوات والتقنيات التكنولوجية في غرف الاخبار التليفزيونية والتحولات التي أحدثتها التقنيات الحديثة على مراحل عملية الإنتاج الإخباري في غرف الأخبار الذكية وتأثيرها على سير العمل والممارسات الصحفية. كما تناولت الورقة البحثية التحديات التي تواجه عملية التحول من غرف الاخبار التقليدية الى غرف اخبار رقمية وذكية، وازدياد حاجة الصحفيين إلى المهارات البرمجية والتقنية اللازمة للقيام بهذا النوع من الصحافة والتي تختلف بشكل كبير عن مهارات الصحفي التقليدي. كذلك تطرقت إلى أهم ايجابيات وسلبيات تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال الاعلام. وتمثلت أهم توصيات الورقة البحثية في ضرورة تأهيل طلاب أقسام وكليات الإعلام ليكونوا قادرين على مواكبة سوق العمل في عصر الثورة الصناعية الرابعة. كما اوصت الباحثين الأكاديميين في مجال الاعلام بالتركيز في دراساتهم المستقبلية بشكل متخصص على كل مرحلة من مراحل انتاج القصة الاخبارية للاستفادة من هذه التقنيات بالشكل الأمثل. كان هناك بعض مداخلات من بعض الطالبات وتعقيب من الدكتورة أميرة النمر الأستاذ المشارك بالقسم دارت حول دور تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الضخمة التي يمكن أن تأخذ من الصحفي شهورا عديدة في الرصد والتحليل و التهديدات التي يشكلها الروبوت لوظيفة الإعلامي خلال الفترة المقبلة ، كذلك تطرقت الحوارات لما تحققه تقنيات الذكاء الاصطناعي في غرف استديوهات الأخبار من واقع معزز ومدى نجاح هذه التقنيات الحديثة في تغيير وجه النشرات الإخبارية والمساهمة بإعادة القوة للوسائل التقليدية ورفع نسبة المشاهدة للنشرات الإخبارية . وايجابيات ومتطلبات وتحديات استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار التليفزيونية خلال الفترة القادمة، إلا أنه يجب أن ننتبه إلى أن له عدد من المخاطر التي لو لم ننتبه لها سوف يكون لها عواقب اقتصادية واجتماعية متعددة.
مشاركة :