حصة ملزمة للمرأة في مجالس إدارة الشركات بانتظار الحسم في ألمانيا

  • 11/22/2020
  • 01:11
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

رحب المعهد الألماني لأبحاث الاقتصاد "دي آي دبليو"، بالاتفاق المبدئي لأطراف الائتلاف الحاكم في ألمانيا على وضع حصة ملزمة للمرأة في مجالس إدارة الشركات. ووفقا لـ"الألمانية"، قال مارسيل فراتسشر، رئيس المعهد، في تصريحات صحافية، "إن وضع حصة ملزمة للمرأة في مجالس إدارة الشركات الكبرى، هو خطوة مهمة على طريق المساواة وتكافؤ الفرص في ألمانيا". وأضاف "رغم أن هذه مجرد خطوة صغيرة، فإن لها تأثيرا كبيرا في إعطاء إشارة، إذ إنها تجبر الشركات الكبيرة على أن تبذل جهدا أكبر من المبذول حتى الآن من أجل المساواة وتكافؤ الفرص". وكان أحزاب الائتلاف الحاكم في ألمانيا اتفقوا، من حيث المبدأ، على وضع حصة ملزمة للمرأة في المجالس التنفيذية في الشركات، ويتعلق الاتفاق بالشركات المقيدة في البورصة التي تتوزع فيها الأصوات بالتساوي ولا يقل عدد أعضاء مجلسها التنفيذي عن ثلاثة أعضاء، وبموجب الاتفاق سيتعين مستقبلا تعيين امرأة داخل مجلس إدارة كل شركة من هذه الشركات. ومن المنتظر طرح هذا الحل التوافقي في الأسبوع الجاري أمام قادة أحزاب الائتلاف الحاكم لإصدار قرار نهائي بشأنه. وأضاف فراتسشر أنه "يتوقع أن تستفيد الشركات في نهاية المطاف من هذا التوجيه، لأن كثيرا من الدراسات أظهر أن أعضاء مجالس الإدارة المختلفين يمكنهم أن يكونوا أكثر نجاحا، ولا سيما فيما يتعلق بدفع التحول المهم في الاقتصاد الألماني قدما". على صعيد آخر، وقبل وقت قصير من المشاورات بين الحكومة الاتحادية والولايات بشأن تدابير احتواء جائحة كورونا، حذر بيتر ألتماير، وزير الاقتصاد الألماني، من تأجيل آخر للقرارات الداعمة للاقتصاد، وفقا لـ"الألمانية". وقال ألتماير في تصريحات أمس، "نحن في حاجة إلى قرارات شجاعة الآن لمواجهة الجائحة، الاقتصاد وكل المعنيين يريدون الوضوح، ولا سيما أن الهدف يجب أن يكون القدرة على الاحتفال بأمان، حتى ولو على نطاق متواضع". وأوضح أنه لا يمكن تحقيق ذلك إلا إذا تم خفض عدد الإصابات بكورونا بشكل مستدام في الأسابيع القليلة المقبلة، مشيرا إلى أن هذا يعني أننا ببساطة لا نستطيع تحمل إرجاء آخر للقرارات. وتعتزم المستشارة أنجيلا ميركل ورؤساء حكومات الولايات مناقشة كيفية المضي في مكافحة الجائحة الأربعاء المقبل، وستدور المناقشة حول تمديد القيود السارية منذ بداية هذا الشهر. وفي سياق متصل، أعرب ينس شبان، وزير الصحة الألماني، عن اعتقاده بأن الإغلاق الجزئي الساري في البلاد خلال الشهر الجاري نجح في مكافحة كورونا. وفي تصريحات صحافية قال الوزير المنتمي إلى حزب المستشارة أنجيلا ميركل المسيحي الديمقراطي، "إن كاسر الموجة يعمل"، مشيرا إلى "أن النمو الأسوأ قد كُسِر، ونحن متفقون على أن هذا لا يكفي، لكننا نجحنا مرة أخرى". وبرر شبان الأهمية الكبيرة التي توليها الحكومة لأعداد الإصابات بقوله، "نحن دولة فيها واحد من أكبر المعدلات العمرية للسكان على مستوى العالم"، وأضاف أنه "مع تنامي أعداد الإصابات ستزداد الحاجة إلى العلاج في وحدات الرعاية المركزة عاجلا أم آجلا، نريد أن نكسر الموجة قبل حدوث كثير من المعاناة في المستشفيات بلا داع". في المقابل، اعترض كريستيان ليندنر، رئيس الحزب الديمقراطي الحر، في الحوار الجدلي مع الوزير، واتهم الحكومة في تصريحاته للصحيفة بأنها لا تملك استراتيجية، وقال: "تخوفي هو ألا نخرج من الإغلاق الحالي لتشرين الثاني (نوفمبر) في هذا العام، وفي حال أنهيناه سيحل الإغلاق التالي في غضون أسابيع قليلة، وستكون هذه سياسة توقف وانطلاق، تتسبب في أضرار اقتصادية هائلة". وأعرب ليندنر عن اعتقاده بأن استراتيجية الحكومة لكسر الموجة لا تعمل، لأنها لا تصمد على المدى الطويل، وأكد موقفه الذي يرى أن تحسين الحماية للمجموعات المعرضة للخطر يجعل من إغلاق المطاعم والمؤسسات الثقافية والترفيهية والرياضية أمرا غير ضروري. وحسب بيانات معهد روبرت كوخ لأبحاث الفيروسات، فإن مكاتب الصحة في ألمانيا أبلغت عن 22 ألفا و964 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا في غضون 24 ساعة بزيادة بمقدار أكثر من 500 حالة مقارنة بمعدلها قبل أسبوع "22 ألفا و461 حالة". وبلغت الحصيلة اليومية لإصابات كورونا الجديدة ذروتها أمس الأول، بـ23 ألفا و648 حالة. ويعد عديد من علماء الفيروسات والأطباء في ألمانيا تمديد أو حتى تشديد القيود الحالية المفروضة لاحتواء جائحة كورونا أمرا ضروريا، في ضوء استمرار ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس. وقال هانز - جيورج كرويسليش، رئيس قسم الفيروسات في جامعة هايدلبرج، في تصريحات أمس، "كان الهدف تحقيق انخفاض كبير في الإصابات الجديدة، لكن عقب ما يقرب من ثلاثة أسابيع من بدء تطبيق التدابير، لا نرى انخفاضا واضحا، بل حركة غير متغيرة، لذلك من الواضح أن الهدف الحقيقي لم يتحقق". لذلك يدعو ألكسندر كيكوله عالم الفيروسات إلى التشديد، حيث قال الخبير من جامعة هاله - فيتنبرج في تصريحات لصحيفة "نويه أوسنابروكر تسايتونج" الألمانية أمس، "في الاجتماع المقبل للمسؤولين على المستوى الاتحادي والولايات يوم الأربعاء المقبل، من الضروري للغاية اتخاذ قرارات جديدة لمكافحة كورونا". وأضاف "يجب أن يشمل ذلك أنه في جميع المدارس الثانوية لا بد من تقسيم الفصول الدراسية على الفور وتحويلها إلى حصص بالتناوب"، داعيا إلى ترك مراكز الرعاية النهارية والمدارس الابتدائية مفتوحة.

مشاركة :