توجد قناعة لدى العلماء بأن المريخ كان موطناً لبحار ومحيطات وربما حياة فيما مضى، لكنه جف لاحقاً واختفى غلافه الجوي وتوقف معظم النشاط على سطحه وغدا كوكباً ميتاَ. لكن ورقة بحثية جديدة أشارت أخيراً، إلى حدوث ثوران بركاني قبل 53 ألف سنة في منطقة تسمى "سربيروس فوساي"، قد يكون الأحدث على المريخ، مما يدفع باحتمالات أن يكون تحت سطح البراكين العملاقة الصامتة، بعد البراكين التي لا تزال تندلع إلى السطح في فترات نادرة، وفقا لصحيفة " نيويورك تايمز" الأميركية، وتمنح بيئة صالحة للحياة. وقد أفاد معدو الورقة البحثية في جامعة اريزونا ومؤسسة سميثسونيان الذين تقدموا ببحثهم إلى مجلة "ايكاروس": "إذا كانت هذا الرواسب من أصل بركاني، فان تلك المنطقة ربما لم تنقرض وقد يكون المريخ نشط بركانياً اليوم"، مشيرين إلى أنه من الناحية الجيولوجية، تعتبر 53 الف سنة طرفة عين، ومثل هذا النشاط البركاني يمكنه ان يذيب الجليد تحت السطح، مما يوفر بيئة صالحة للكائنات الحية. وكان موقع الثوران البركاني قد ظهر في صور تم التقاطها بقرب بركان كبير يبعد ألف ميل شرقاً عن مسبار "انسايت لاندر" لوكالة ناسا. وهو يظهر كصدع حديث. وما يشير إلى ثوران بركاني هو وجود مادة داكنة في المكان، كما المظهر المتناسق حول الصدع، وهذا المظهر المعروف بـ "الشق البركاني" شائع جداً في هاواي، وفقا للعالم في معهد سميثسونيان، روبرت كاردوك، حيت تتسبب الصهارة بالقرب من البراكين في تمدد السطح وتشققه. ومن خلال حساب عدد الفوهات المرئية حول المكان والرواسب التي يبلغ عرضها ستة أميال تقريباً، حدد الفريق تاريخ الإنفجار المحتمل ما بين 53 ألف عام الى 210 ألف عام. وقد أشار العلماء الى أن "انسايت لاندر" التابع لناسا قد يكون سجل بالفعل نشاطاً مرتبطاً بهذا الموقع، حيث قاس مئات الاهتزازات على سطح المريخ، مع تحديد موقع اثنين منها كلاهما في منطقة "سيربيروس فوساي". وتبقى هناك تساؤلات بشأن طريقة تحديد الفريق لتاريخ ثوران البركان، حيث يقول عالم الكواكب في جامعة كوبنهاغن في الدنمارك، لو بان: " لا يزال يتعين علينا بناء قاعدة بيانات كبيرة لهذه الحفر الصغيرة ذات التأثير لتحديد تاريخ هذا السطح". تابعوا فكر وفن من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :