باتت الجوائز الأدبية تحتل حيزاً مهمّاً في المشهد العربي لا سيما بعدما ازدادت أخيراً، شاملة حقولاً أدبية عدة. هذه الجوائز كانت محور ندوة أقيمت في سياق الأنشطة في معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الثانية والثلاثين بعنوان «الجوائز بصفتها محفزاً»، وشارك فيها الناقد والأكاديمي علي بن تميم، الأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب، والكاتب عبد الفتاح صبري، مدير تحرير مجلة «الرافد» الصادرة عن دائرة الثقافة بالشارقة، والأكاديمي محمد المطوع، الأمين العام لجائزة سلطان العويس، وأدار الندوة محمد الحوسني. وعرض علي بن تميم، لمحة عامة عن الجوائز وتاريخها، على مستوى العالم، والمستوى العربي والمحلي، ومن ثم تناول جائزة الشيخ زايد للكتاب، واعتبر أن هذه الجوائز تعتبر شكلاً من أشكال التكريم المادي والمعنوي للكتّاب، وتكريساً لمكانتهم الإبداعية، واعترافاً بقيمة الإبداع ودوره، وهي تلعب دوراً مهماً في تنشيط الحياة الثقافية. ولفت إلى أن الوعي بأهمية الجوائز على الصعيد العربي جاء متأخراً بعض الشيء، مقارنة بالصعيد العالمي. وأشار إلى أنه يوجد في العالم نحو 500 جائزة متنوعة في المجالات الإبداعية، منها ما هو متخصص في مجال ما، وما هو عام، وما هو متنوع، وما هو محلي أو إقليمي، وكلها ذات قيمة وأهمية، ويسعى إليها كثير من المبدعين، وتقف في مقدمها جائزة نوبل التي تعتبر طموح الأدباء والمبدعين. وتحدث بن تميم عن جائزة الشيخ زايد للكتاب، بدءاً من عام 2006، وهي جائزة سنوية جاءت لدعم وتشجيع المبدعين، وتكرس اسم الشيخ زايد بن سلطان، «مؤسس المدرسة والثقافة والدولة في الإمارات»، موضحاً أن للجائزة تسعة فروع، وتمثل تكريماً للمبدعين والمفكرين وتعريفاً بهم، ودعماً لهم على الصعيد المعنوي والإبداعي والمادي، مشيراً إلى أنها تميزت عن كثير من الجوائز بإضافة حقول معينة لم تتطرق لها جوائز ســـابقة، مثل دراسات النقد التـــشكيلي، والنحت والآثار، والموسيقى، وغير ذلك من الحقول، وأفردت الجائزة فرعاً للترجمة أيضاً، وجائزة الشيخ زايد للمؤلف الشاب، لتكون وسيلة لتشجيع المفكرين والمبدعين الشباب. وتحدث عبد الفتاح صبري، عن جائزة الشارقة للإبداع، التي تعتبر أيقونة الجوائز في الشارقة، لأن لها السبق في احتضان شريحة الشباب، كما أنها واحدة من الجوائز التي قادت منظومة الجوائز العربية التي استهدفت الشباب العربي المبدع، خصوصاً أن الجوائز التي سبقتها كانت تركز على المبدعين الكبار دون الشباب. وتحدث محمد المطوع عن جائزة سلطان العويس الثقافية، واصفاً إياها بأنها جائزة مستقلة، وهي جائزة مفتوحة للجميع من مؤسسات وأفراد في مجالات إبداعية عدة، هي القصة والرواية والمسرح والدراسات الأدبية والنقد والدراسات الإنسانية والمستقبلية، وجائزة الإنجاز الثقافي، ولكل مجال 3 محكمين خارجيين لا يعرفون بعضهم بعضاً، بحيث ترسل المشاركات إلى المحكمين، ومن ثم تستقبل الأمانة العامة للجائزة قراءات المحكمين، من دون أي تدخل. علي بن تميم ومحمد المطوع في الندوة (الحياة)
مشاركة :