عبد الواحد فضل يكتب: الرياضة أخلاق.. لا للتعصب

  • 11/23/2020
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

تلتفت أنظار المصريين والأفارقة والعرب بل والعالم مساء الجمعة المقبلة السابع والعشرين من الشهر الجاري صوب إستاد القاهرة الدولي للاستمتاع بمشاهدة نهائي دوري أبطال إفريقيا في نسخته التاسعة والعشرين «نهائي مصري خالص بين قطبي الكرة المصرية الزمالك والاهلي»  نتمناه لقاء ممتعا بعيدا عن التعصب والصخب. في جو من الألفة والمحبة بين الفريقين وجمهورهما العظيمين.فالرياضة في الإسلام تربي الانسان علي الاخلاق الكريمة والقيم الفاضلة وتهذب النفوس. كثيرًا منا يردد مل الافواه كلمة الروح الرياضية أو الرياضة اخلاق ولا يطبقوها أو يعرفون معناها.فواقع ملاعبنا دليل على انتشار ظاهرة التعصب الرياضي وتبادل الشتاءم والالفاظ النابية بين جماهير الفرق المنافسة في المباريات والبطولات وخاصة جماهير الاهلي والزمالك. ورغم ان لاعبي الفريقين الزمالك والاهلي واصحاب وحبايب خارج المستطيل الاخضر وتربطهم علاقات اسرية وصلات رحم وقرابة ونسب.. فلماذا يخسر مشجعي الفريقين الاخر بسبب مباراة او بطولة؟!علي جمهور الفريقين ان يدركوا جيدا انهم بهذا التعصب الاعمي هم الخاسر الوحيد في المنظومة الرياضية لعدم الاستفادة من التشجيع وانهم يضطروا لدفع الأموال من نفقاتهم الخاصة لحضور المباريات والبطولات في الاستاد  أو تكلفة مشاهدتها علي المقاهي والكافيهات.وهنا نشير أيضًا إلي دور الإعلام وخاصة الإعلام الرياضي من اذاعات وشاشات تلفاز في نبذ التعصب الكروي وتقديم وجبة كروية راقية وتحليلا كرويا يتسم بالموضوعية للمباريات والبطولات والتركيز علي الفنيات واللعبة الحلوة وتحفيز جمهور الفريقين علي التحلي بالأخلاق والروح الرياضية بعيدآ عن كل ما يفسد علينا متعة المشاهدة والتشجيع. علينا ان نتذكر جيدا اننا كجمهور مشجع لاحد الفريقين سواء اهلي أو زمالك لا نتقاسم مع اللاعبين ومجالس الادارات للاندية الالقاب أو البطولات والجواء. وعلينا ان نعلم جيدا اننا كجمهور حال تعصبنا قد يرتفع تعصبنا ويعلو سكرنا ويزداد اكتئابنا وقد يصل الأمر لخسارة صديق أو قريب أو احد من اهالينا الطيبين بسبب مباراة او بطولة. بل قد يحدث مشاكل داخل الاسرة الواحدة المختلفة في انتماءها الكروي. ونحن في غني عن كل هذة الامراض والمنغصات الأسرية «عافانا الله وإياكم اجمعين» علينا أن نتصف جميعا بالاخلاق والروح الرياضية ونقدم صورة حضارية تعكس اخلاقنا ووعينا الرياضي والثقافي... شجع فريقك المفضل زمالك كان او أهلي بروح رياضية بعيدآ عن التعصب الكروي الاعمي فالامر في النهاية مجرد مباراة او بطولة والاهم ان الفائز مصري.. علينا تقبل النتيجة  ايا كانت.. نقول للفائز (الف مبروك) وللخاسر (هارد لك) وهنا أتساءل لماذا يختلف الأمر عندما نشجع فرق الدوريات الاخري.. الزملكاوي المدريدي او الاهلاوي البرشلوني مثلآ لا نجد تعصب؟!!! وعجبتني جدا فكرة لتؤام مصري يؤسسان رابطتين لمشجعي ريال مدريد وبرشلونه في مصر دون اي تعصب. وحسنا فعلت وزارة الشباب والرياضة بالتعاون مع الهيئة الوطنية للاعلام باطلاق مبادرة (لا للتعصب) من جانب اي فريق او فريق او جماهيرهم فاللاعبين بالمستطيل الاخضر منافسين وخارجه حبايب.. فليتنا نتعلم كيف نشجع فالرياضة اخلاق؟! اعلم جيدا وانا اكتب لكم هذه السطور ان جماهير الفريق المتوج بالبطولة باذن الله تعالى سيمارسون دورهم في التحفيل علي الاخر فهذا إرث كروي.. وهذا حقهم ولكن اقول لنفسي ولهم افرح لفوز فريقك وحفل بأدب وبحدود ودون تجاوز. اختلف مع منافسك دون أن تفسد للود قضية ولا تخسر صديق او من تحب بسبب مباراة او بطولة.وأنا كمشجع زملكاوي سافرح لفوز فريقي وبكل روح رياضية ساقول لكل الاصدقاء والاحباب الاهلاوية مليون مبروك حال فوزهم بالبطولة. علينا ان نتكاتف جميعا «دولة... جمهور الفريقين.. اللاعبين.. مجالس الادارات.. الإعلام وغيرهم للوصول لبر الأمان.وأخيرًا زمالك... أهلي كلنا مصريين.. أتمني نشاهد جميعًا لقاء كروي كبير وتنظيم رائع يليق باسم الفريقين الكبيرين وجمهورهما العظيمين... ونقدم للعالم صورة حضارية تليق بأسم وطننا الحبيب مصر الذي يتسع للجميع.

مشاركة :