«تمكين الإنسان، والحفاظ على كوكب الأرض، وتشكيل آفاقٍ جديدة». أهداف شدد عليها خادم الحرمين الشريفين على الرغم من جائحة كورونا العالمية، وذلك لاغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع، والخطاب الذي حمل مضامينًا تفاؤلية في قمة مجموعة العشرين (G20) المنعقدة في العاصمة الرياض برئاسة المملكة حمل في طياته معاني إنسانية سامية أظهرت اقتدار المملكة إنسانياً واقتصادياً في ظل الجائحة التي أنفقت المملكة فيها 21 مليار دولار للتصدي للجائحة. وتتبعت «الرياض» ردود الفعل العربية والعالمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة، إذ احتفى رواد تلك المواقع بالخطاب، مؤكدين أن الخطاب حمل أبعاداً مهمة تنبثق من مكانة المملكة وقوتها وحكمة ورشد قيادتها على الصعيد العالمي، وذكر مغردون في «تويتر» أن نحو 80 % من اقتصاد العالم يجتمع في العالم العربي على أرض المملكة لأول مرة في التاريخ، ما يجعل كل عربي يفخر بما تحققه المملكة للعالم العربي، وأن المملكة أصبحت من الدول التي تتصدى بكل جدية لجائحة كورونا وأنها أصبحت مضرب المثل حيث تتم دراسة منهجها من الدول المتقدمة. وشدد عبدالله آل نوح عضو مجلس المنطقة الشرقية على أن كلمة خادم الحرمين الشريفين التي تابعها سكان العالم في القمة تظهر مدى اهتمام القيادة الرشيدة بالإنسان أولاً، وكيف تسخر قوتها الاقتصادية لتحقيق الأهداف الإنسانية الهادفة التي توافقت البشرية على عدالة تحقيق تلك الأهداف، مضيفاً: «إن أهمية القمة تأتي أنها عقدت في المملكة التي أثبت جدية التصدي عبر ضخ مئات الملايين من الدولارات وهذا يشير إلى أهمية القوة الاقتصادية التي تجعل من المملكة بلداً متقدماً عبر إدارة الثروة وتوجيهها في الشكل الصحيح»، مشيراً إلى أن رؤية المملكة 2030 جاءت لتصنع اقتصاداً متنوعاً يحقق الأهداف التي تضع المملكة أكثر على خارطة الدول الكبرى على الصعيد العالمي، مشيراً إلى أن حجم التضامن والإنفاق السعودي للتصدي للجائحة أثبت المكانة المهمة للقوة السعودية الممثلة في الجانب الإنساني والاقتصادي والسياسي. إلى ذلك شدد د. محمد القحطاني أستاذ الإدارة الدولية والموارد البشرية والمشاريع بجامعة الملك فيصل على أن تحرك المملكة في رئاسة قمة العشرين على الصعيد الدولي في التصدي للجائحة أدى لرفع المخزون العالمي لـ16 % بعد أن بلغ حدوده الدنيا بسبب الجائحة، إذ نفذ بنحو 80 %، وهذا يضاف إلى إنجازات المملكة، ما انعكس على حضور جميع القادة في القمة، وقال: «لأول مرة تشهد قمة الـ20 تفاهماً وانسجاماً بين القادة، وصولاً للمستقبل حيث أكدوا على أهمية التصدي للجوائح التي قد تنشأ مستقبلاً»، مشيراً إلى أن الاقتصاد العالمي خسر كثيراً من قيمته بسبب الجائحة، وأن القمة تأتي لتصحح المسار». وذكر أن خادم الحرمين الشريفين «حكيم القمة» كان شاملاً وواضحاً في كلمته التي أنصت لها كل قادة العالم الأقوياء في دول الـ20، ولو أنصت العالم لما قاله الملك سلمان في بداية الجائحة لما أصيب الاقتصاد العالمي في مقتل، إذ حرص على الإنسان وعلى سلاسل الإمداد بين الدول، مضيفاً: «إن الإنسان يعتبر المحرك الأساس للنمو الاقتصادي، كذلك سلاسل الإمداد التي لن تجد تجارة عالمية بدونها، ومن هنا تركت المملكة الدخول في التنظيرات وراحت تدعم بكل قوة اقتصادية واقتدار المنظمات الدولية»، مشيراً إلى أن المملكة أكثر دولة في العالم تحترم المنظمات الدولية. وتابع: «من الواضح أن المملكة كانت الأكثر جدية في مكافحة الجائحة منذ البداية، مضحية بالمال من أجل الحفاظ على الإنسان الذي يعد القيمة الاقتصادية الأسمى»، مشيراً إلى أن كل سكان العالم تعرفوا الآن على الآليات التي اتخذتها المملكة في التصدي للجائحة، فـ»كم نحن فخورون بأننا سعوديون، إذ أصبحنا في دائرة الضوء العالمية». وشدد على أن كلمة الملك المفدى حملت آليات مهمة لمعالجة الاقتصاد العالمي بنظرة مختلفة ناجحة، ونصل من خلال الكلمة إلى نقاط عدة، منها أهمية العمل كالفريق الواحد، والمصير الواحد، وتقديم الاقتصاد على السياسىة، وعدم إهمال الدول الفقيرة ودعمها من خلال مؤسساتها المالية وتحسين وضعها المالي وحوكمة أعمالها المالية، ومنح دور مهم للدول الصاعدة لتصبح حلقة وصل بين الدول المتقدمة وبين الدول الفقيرة، ما يحقق الترابط بين الدول. وأضاف: «إن المملكة ستسخر كل ما لدى دول الشرق الأوسط من إبداعات وابتكارات وفرص وظيفية لأبناء تلك الدول لخدمة مصالح الشعوب، وعلى الدول الكبرى تحقيق الدعم الاقتصادي اللوجستي والمالي، وهذا ما يعرف بالتحرك الشامل الذي يجعل الإنسانية أكثر أمناً من الجوائح».
مشاركة :