تأمل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في أن تسير الإدارة المقبلة على نهجها حيال ملف إيران، وأن تواصل بذلك حملة «الضغوط القصوى» عليها. وفي تل أبيب، وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رسالة واضحة إلى الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن معلنا معارضته لجهود العودة إلى الاتفاق.وقال مسؤول أميركي يرافق وزير الخارجية مايك بومبيو في جولته الإقليمية، أمس: «لا يخفى على أحد أن إدارة ترمب تركّز منذ عدة سنوات على حملة الضغوط القصوى هذه ضد إيران». ووصف الحملة بأنها حقّقت «نجاحا هائلا» أدى فعليا إلى «حرمان النظام من مليارات الدولارات» التي ذكر أنها كانت ستذهب إلى الجماعات المسلحة الموالية لطهران في المنطقة.وتابع المسؤول في وزارة الخارجية «آمل أن يتم استغلال هذا النفوذ الذي عملت الإدارة جاهدة لتحصيله بهدف حمل الإيرانيين على التصرف كدولة طبيعية».ويتّهم منتقدو سياسة ترمب الخارجية الرئيس الجمهوري برفع منسوب التوتر مع إيران في منطقة الخليج الغنية بالنفط إلى نقطة اللاعودة مما قد يصعّب على بايدن استئناف المسار الدبلوماسي مع طهران.ونسبت وكالة الصحافة الفرنسية إلى مراقبين بأنهم يتوقعون أن يسعى بايدن إلى إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الموقّع مع إيران في عهد باراك أوباما والذي انسحب منه ترمب، وأن يتفاوض حيال التراجع عن العقوبات الاقتصادية القاسية التي فرضتها واشنطن في السنوات الثلاث الأخيرة على إيران.لكن المسؤول الأميركي قال إن «النظام في طهران أجبر الناس على تحمل مصاعب هائلة، وفضّل توزيع المال على الميليشيات بدل استخدامها للغذاء على أمل أن يحصل تغيير في نوفمبر (تشرين الثاني)»، أي في الانتخابات الرئاسية التي فاز بها بايدن.وأضاف «لقد ترقّبوا ذلك، وعلينا أن ننتظر لكي نرى ما سيحدث». وبحسب المسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، فإن «هذه الإدارة موجودة حتى 20 يناير (كانون الثاني) وستواصل تنفيذ سياساتها حتى النهاية».وعاد إلى مسألة العقوبات على إيران ولوّح بإبقاء التهديد بعمل عسكري قيد البحث، مردّدا ما قاله بومبيو في مقابلة مع صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية قبل يومين بشأن إبقاء «جميع الخيارات مطروحة على الطاولة».وأبدى كريس كونز، عضو مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور الديمقراطي، والمرشح لمنصب وزير الخارجية في إدارة بايدن، تأييده للعودة إلى الاتفاق النووي، شرط التوصل إلى مسار واضح للحد من البرنامج الصاروخي والدور الإقليمي الإيراني. وكان البرنامج الصاروخي والإقليمي الإيراني، من بين الأسباب الأساسية التي دفعت الرئيس دونالد ترمب للانسحاب من الاتفاق النووي، وإعادة العقوبات على طهران. وبعد التوصل للاتفاق النووي، عارض «المرشد» علي خامنئي، صاحب كلمة الفصل في البلاد التفاوض حول البرنامج الصاروخي والدور الإقليمي. في إسرائيل، بعث رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو برسالة واضحة إلى الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن مفادها أنه سيرفض الجهود الأميركية للانضمام إلى الاتفاق النووي.ونقلت صحيفة « جيروزاليم بوست» عن نتنياهو في حفل تأبين لرئيس الوزراء الأول ديفيد بن غوريون « لا تعودوا إلى الاتفاق النووي السابق، يجب أن نلتزم بسياسة لا هوادة فيها لضمان عدم تطوير إيران أسلحة نووية».
مشاركة :