دعم رواد الأعمال أثناء كورونا.. طرق لمواجهة الوباء

  • 11/23/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تثبت عملية دعم رواد الأعمال أثناء كورونا مدى صدق الدعاوى الكثيرة التي تحض على دعم الريادة بصفتها نسقًا اقتصاديًا جديدًا، أو حتى طوق نجاة للكثير من الاقتصادات التي تعصف بها الأزمات ومتغيرات الأسواق عصفًا. ويُعتبر دعم رواد الأعمال أثناء كورونا ضرورة محتمة؛ حيث أدى التباعد الاجتماعي، والحجر الصحي، وشتى التدابير الأخرى التي نجمت عن هذا الوباء، إلى انخفاض الطلب، وإغلاق المتاجر الإلزامي، ونقص العمالة، واضطراب سلسلة التوريد وتحديات أخرى. ويمكننا الوقوف على أثر كورونا في المشاريع الصغيرة والمتوسطة على نحو خاص، عبر الإشارة إلى ذاك التقرير الحديث الذي أصدرته منظمة العمل الدولية، والذي تتوقع فيه أن تُفقد قرابة 25 مليون وظيفة في جميع أنحاء العالم نتيجة للوباء، كما ستتضرر، وفقًا للتقرير، بشكل خاص الشركات الصغيرة والمتناهية الصغر ذات المدخرات المحدودة، لا سيما فيما يتعلق بالحصول على التمويل. وفي الصين، على سبيل المثال، وجدت دراسة استقصائية أن 20% من الشركات الصغيرة والمتوسطة لا يمكنها البقاء في الحجر الصحي لمدة شهر واحد، وأن ما يقرب من ثلثي الشركات ستختفي من السوق إذا استمر هذا الإجراء لمدة ثلاثة أشهر. ولنا أن نتخيل ما آلت إليه هذه الشركات الآن، خاصة أن هذه الدراسة صدرت مطلع العام الجاري عندما كان الفيروس في بداياته. والآن لنستقصي سبل دعم رواد الأعمال أثناء كورونا، والتي يبسطها «رواد الأعمال» على النحو التالي: اقرأ أيضًا: «هيئة منشآت» ودعم لا محدود لرواد الأعمالطرق دعم رواد الأعمال أثناء كوروناتعزيز الابتكار سواءً كان الدعم الذي سيحصل عليه رواد الأعمال أثناء هذه الأزمة قادمًا منهم أنفسهم أو من مؤسسات وهيئات أخرى، فإن الثابت في الأمر هو أن المطلوب تعزيز الابتكار؛ كيما يصبح رواد الأعمال قادرين على مواجهة التحديات الجديدة التي طرحتها هذه الأزمة. وفي الواقع، فإن هذا الإبداع مطلوب في كل شيء؛ بداية من التواصل مع العملاء مرورًا بتكييف المنتج مع الاحتياجات الجديدة للعملاء، ووصولًا إلى طرح وتقديم منتجات جديدة. ففي كل مرحلة من مراحل المشروع، في الوقت الحالي تحديدًا، يمسي الابتكار مطلوبًا بل ضرورة حتمية.تقديم التمويل إن أبرز سبل دعم رواد الأعمال أثناء كورونا هو توفير التمويل اللازم، ليس من أجل التوسع فحسب وإنما من أجل ضمان إبقاء مثل هذه المشاريع الناشئة والصغيرة على قيد الحياة. ولكي نكون موضوعيين فإن الحصول على التمويل في مثل هذه الظروف مهمة صعبة إن لم تكن مستحيلة، وهو هنا يتطلب نوعين: جرأة المستثمرين والممولين من جهة، وقدرة رواد الأعمال على تقديم الضمانات اللازمة؛ من أجل إقناع هؤلاء المستثمرين بوضع أموالهم والمغامرة بها في مثل هذه المشروعات. ومهما يكن من أمر، فإن توفير السيولة النقدية لرواد ورائدات الأعمال مهمة لازمة، وتوجب على رواد الأعمال أن يكونوا واقعيين ليس في أهدافهم وطموحاتهم فحسب، وإنما في إنفاق ما لديهم من أموال سائلة كذلك. اقرأ أيضًا: خدمة رصيد رواد الأعمال.. الضوابط والشروطترتيب الأولويات تقدم العديد من الحكومات حول العالم تدابير عدة؛ للتخفيف من تأثير الوباء في الشركات الصغيرة، ومع ذلك، يجب أن تُعالج حزم الدعم هذه الاحتياجات المحددة لأصحاب المشاريع الشباب، الذين يكونون معرضين للخطر بشكل خاص أثناء الانكماش الاقتصادي. وعلى هذا، فإننا إزاء حِزم الدعم المقدمة من الحكومات والجهات الداعمة، نجد أن هناك نوعين من المهام يجب النهوض بهما، النوع الأول: قيام رواد الأعمال أنفسهم بحسن استغلال هذه المنح التي تقدم لهم، ووضعها في الموضع المناسب. أما النوع الثاني فهو ذاك المتعلق بالحكومات والجهات الداعمة نفسها؛ إذ يجب عليها أن تقدم دعمها للشركات والمشاريع الأكثر تضررًا من الفيروس أولًا، وهذا يوجب عليها دراسة هذه المشاريع، كلٍ على حدة، دراسة مستفيضة قبل التوجه ومدها بالمال أو أي شكل آخر من أشكال الدعم. اقرأ أيضًا: خدمات تقدمها المملكة لرواد الأعمالالدعم المجتمعي وعلى صعيد فردي، يمكن أن يتخذ دعم رواد الأعمال أثناء كورونا شكلًا اجتماعيًا، بمعنى أن يشتري أفراد المجتمع، بشكل طوعي، منتجات وخدمات الشركات الصغيرة ومتناهية الصغر، كما لا مانع أيضًا من أن تشتري الحكومات ومنظمات المجتمع المدني احتياجاتها من مثل هذه الشركات، طالما كانت متوفرة لديها. ويبدو هذا مظهر المسؤولية الاجتماعية التي يتحملها أفراد المجتمع تجاه هذه الشركات، فلئن كانت الشركات تؤدي، قبل الوباء وربما خلاله أيضًا، دورها تجاه المجتمع، فالآن حان الدور على المجتمع ليقوم بالمثل ويرد الجميل. اقرأ أيضًا: برنامج «أطلق».. دعم رواد الأعمال الناشئين دعم المشاريع الناشئة.. تذليل العقبات لمساندة رواد الأعمال معهد الملك سلمان لريادة الأعمال.. نحو تعزيز الاقتصاد المعرفي

مشاركة :