عادات كثيرة ترافقنا لأيام وسنين قبل أن نتكشف صحتها والأخطاء الشائعة التي نرتكبها. نلجأ إلى المشروبات لترطيب أجسامنا والحصول على الكمية الموصى بها يومياً، وفي بالنا قائمة ببعض المشروبات التي نظن أنها قد تكون الأفضل لتحقيق غايتنا، ولكن المفاجأة تكون انها ليست كذلك! حاول باحثون البحث في بعض المشروبات المستهلكة وقوة ترطيبها، ولن تصدق أن الماء لن يكون المشروب الأكثر ترطيباً في أيام الحر القوية، وفق ما نشر موقع Top santé.نعرف جيداً أن شرب الصودا أو المشروبات الغازية ليست فكرة جيدة عند الشعور بالعطش لأنها قد تزيد من الجفاف وتؤثر في وظيفة الكلى. ولذلك حاول الباحثون في جامعة سانت أندروز في دراسة أكثر من مشروب لمعرفة أي خيار هو الأفضل من خلال عملية حسابية لهذا المشروب ونسبة البول وتوازن الماء ومؤشر الترطيب.وفي هذه الداسة التي نُشرت في المجلة الأميركية للتغذية، شرب 72 رجلاً بصحة بدنية جيدة وتتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاماً،في غضون نصف ساعة ليتراً واحداً من الماء أو أنواع أخرى من المشروب مثل الصودا، مشروب الرياضيين، الجعة، القهوة السوداء، شراب الليمون، الحليب والشاي الأسود… وقد تم جمع بولهم خلال الأربع ساعات التالية بهدف تحليل ودراسة لقياس مدرات البول الناتجة من هذه المشروبات، بالإضافة إلى كمية المياه التي احتفظ بها الجسم بعد ساعتين من عملية الهضم.بعد ساعتين، تبيّن أن الحليب كامل الدسم وخالي الدسم، ومشروب الترطيب للرياضيين وعصير الليمون لديها مؤشر ترطيب أعلى من المياه. وخلص الباحثون الى أن المشروبات التي تحتوي على كمية سكر قليلة ودهون وبروتين تُرطب أكثر من غيرها. وبطريقة أخرى، يمكن القول إن كوباً من الحليب من شأنه أن يرطب أكثر من شرب كوب من المياه.وفي المرتبة الأخيرة تأتي القهوة، وهي نتيجة متوقعة ويعود سبب ذلك إلى آثارها المدرة للبول. كما تشير الدراسة إلى تناول أي طعام أو سوائل أخرى قد يلغي تأثير المشروب الأول. لذلك كان الهدف فقط دراسة تأثير المشروبات في عملية ترطيب الجسم. إذن، الشاي والقهوة ليسا كافيين لترطيب الجسم. صحيح أنهما يدفعان الشخص إلى شرب المياه أكثر لكنهما في الوقت نفسه يعتبران مدريّن للبول. وبالتالي المعادلة ليست جيدة أو مفيدة، فجسمك يخسر المياه أكثر من الإحتفاظ بها.كذلك ليس شرب العصائر أو الصودا بالخيار الجيد لتفادي جفاف الجسم بسبب غناها بالسكر الذي يمنع الأعضاء من امتصاص المياه. علماً أن أهم أعراض جفاف الجسم: العطش، شفاه جافة، تعب وارهاق، آلام في الرأس، تغيّر في لون البول وجفاف البشرة…