واشنطن - هل فكرت يوما في اقتناء ساعة فاخرة وشديدة الأناقة والرقي ولكنها مصنوعة بالكامل من النفايات؟، هذه ليست فكرة او دعابة بل حقيقة ملموسة ابتكرتها ايادي المصمم الأميركي العالمي توم فورد. وقدر علماء في أستراليا أن ثمة 14 مليون طن من النفايات البلاستيكية الدقيقة في قاع المحيطات. وكشف الباحثون أن التلوث البلاستيكي في أعماق المحيط أكبر بكثير من التوقعات. وقالت عالمة المحيطات جوستين باريت إن النفايات البلاستيكية التي ينتهي بها المطاف في المحيط تتفكك وتتحلل، ثم تترسب في قاع المحيط على شكل جزيئات بلاستيكية دقيقة. ويعتبر العلماء التلوث البلاستيكي من أهم المشاكل البيئية لهذا الجيل، حيث يهدد صحة الإنسان والبيئة الطبيعية والتنوع الحيوي. ويتزايد استهلاك البلاستيك وبالتالي النفايات البلاستيكية في العالم، ويقدر العلماء أنه حتى لو كان الاتجاه الحالي محدودا، فإن كمية النفايات البلاستيكية في اليابسة والبحار حول العالم ستصل إلى 710 مليون طن بحلول عام 2040. وتنتشر مبادرات في العالم للتوعية بمخاطر التلوث بكافة انواعه وضرورة حماية البيئة. وتتميّز الساعة الجديدة الصديقة للبيئة والتي تحمل توقيع دار توم فورد بكونها سوداء بالكامل وشديدة الأناقة. وتحمل الساعة اسم Tom Ford Ocean Plastic Watch، وهي مصنوعة بالكامل من البلاستيك الذي يتمّ رميه في المحيطات. يحتاج تصنيع كل ساعة إلى حوالي 35 قنينة بلاستيكية يتمّ تحويلها من نفايات ملوّثة إلى ساعة فاخرة يزيّنها حزام منسوج. وتترجم الساعة الجديدة رؤية مصمم بارع في مجال الموضة وصناعة الأفلام وناشط في مجال البيئة ومدافع شرس على نظافة المحيطات. يقول فورد في هذا المجال: "إن تصنيع هذه الساعة من البلاستيك المعاد تدويره لا يقلّل أبداً من طابعها الفاخر، فهي مصنوعة بعناية ومتينة للغاية، كما أنها تحمل عبارة Ocean Plastic مدوّنة على قرصها للتذكير بالمبادرة الذي يقوم بها كل شخص يقتني هذه الساعة في مجال حماية البيئة." وسبق ان أطلق المصمم العالمي مسابقة "الابتكار من البلاستيك" وهي مبادرة تهدف لتنظيف المحيطات وحماية الطبيعة وذلك عبر التوصل إلى صنع منتجات بديلة للبلاستيك وتكون صديقة للبيئة. في السنوات الأخيرة أثارت صور الزجاجات والأكياس التي تجمعها التيارات في وسط المحيطات أو الشواطئ المكسوة بالنفايات، حملات لمكافحة هذا الميل. إلا ان هذا التلوث الظاهر ليس سوى جزء قليل من الواقع. وقام باحثون بحلّ لغز "البلاستيك المفقود"، إذ ترمى ملايين الأطنان من المخلّفات البلاستيكية في البحر كلّ سنة لكن لا يظهر سوى جزء بسيط منها. وتنتهي أطنان من البلاستيك سنويا في مياه المحيطات إلا ان العلماء يقدرون أن 250 ألف طن فقط تطفو على سطح المياه فيما يبقى 99% من هذه النفايات التي وصلت إلى البحر مفقودا. وتتغير كثافة المواد البلاستيكية بسبب التآكل والشمس وعمل البكتيريا وهي تكون تحت رحمة التيارات وما أن تصل إلى الأعماق يصبح من الصعب تعقبها.
مشاركة :