كتب ياسرالعيلة بشعار «الكويت مركزا إنسانيا وعالميا»و تحت رعاية معالي الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب افتتح مساء امس الاول مهرجان صيفي ثقافي بدورته العاشرة الذي يقام خلال الفترة من 16 الى 31 أغسطس الجاري وأقيم حفل الافتتاح على مسرح عبد الحسين عبد الرضا بمنطقة السالمية وسط حضور جماهيري كبير اسمتع بالأمسية الموسيقية لفرقة الطرب الأصيل بإشراف الدكتور صالح حمدان، تقدم الحضور معالي وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ سلمان الحمود والامين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالإنابة محمد العسعوسي والأمين العام المساعد لقطاع الثقافة الدكتور بدر الدويش ورئيس قسم الموسيقى والتراث الشعبي سعود المسعود ووزير الإعلام الأسبق محمد السنعوسي والفنان محمد المنصور ولفيف من أعضاء السلك الدبلوماسي بالكويت بينما قدم الحفل المذيع يوسف كاظم. وربما في سابقة هي الاولى من نوعها في المهرجانات التي تستهل انشطتها بحفل موسيقى حرص مخرج حفل الافتتاح عبد العزيز المسعود على تقديم لوحة استعراضية مزج خلالها بين الرؤية السينمائية مستغلا شاشة عرض كبيرة توسطت المسرح وبين الجانب التمثيلي موظفا عناصر السينوغرافيا بحرفية عالية من اضاءة ومؤثرات وازياء تحمل الهوية الكويتية ما اضفى لمسة جمالية على اللوحة التعبيرية التي تحدثت عن تاريخ الكويت الثقافي والفني مستعرضا أبرز المهن النابعة من تراث البلاد والتي تعبر عن جزء اصيلا من تاريخ وحضارة الكويت وتابعنا على وقع انغام الموسيقى التي تستلهم الماضي بعنفوانه ووهدوءه وثراء تفاصيله أبرز ملامح تلك الحقبة الموسيقية والفنية الثرية بشتى الألوان التي مازالت تشغل حيزا من اهتمام كل باحث عن السكينة بعيدا عن ضوضاء الحداثة. المشهد الفني والثقافي من ثم كان الحضور على موعد مع فقرة قوية تصدى لها الشاعر محمد الخالدي الذي قدم ابياتا في حب الكويت بتلقائية وعفوية فعبرت كلماته التي جاءت من القلب الى الحضور بسلاسة عندما لامس شغاف القلوب ولعب على وتر حب الوطن وتغزل في الكويت قائلا «بلادي ما أجمل حروفك عندما تغنت فيك الطيور». وما هي إلا دقائق حتى عاد عريف الحفل مجددا ليعلن عن كلمة معالي الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الذي قال « إنه لمن دواعي الغبطة والسرور أن يجمعنا هذا الاحتفال الافتتاحي لفعاليات مهرجان «صيفي ثقافي» في دورته العاشرة على أرض الكويت... مركز الإنسانية العالمي، ومرحبا أجمل ترحيب بضيوف الكويت الكرام، متمنيا لهم جميعا طيب الإقامة في بلدهم الثاني ومشاركة فاعلة وموفقة في هذه الدورة الجديدة من المهرجان. وأضاف لقد كان المشهد الثقافي الكويتي، ولايزال، توأما لا ينفصل عن الحالة الوطنية الكويتية على امتداد مسيرة كويتنا الغالية، فأنتجت الحركة الثقافية الكويتية إبداعات، بالريشة والقلم والتعبير الفني ممزوجة بقيم الولاء والانتماء الوطني، التي كان لها دورها في إثراء فكر وعقل الناشئة والشباب وتوارثتها الأجيال، تمسكا بالوحدة الوطنية وتعزيزا للنسيج المجتمعي الذي وقف كالبنيان المرصوص خلف قيادته الحكيمة في كل العهود ضد أي محاولات للنيل من قوة الشعب واستقرار الوطن، فحاز أبناء الكويت احترام وتقدير شعوب العالم. وقال لم تكن الكويت بعيدة عن الثقافة في يوم من الأيام، بل ارتبطت بحياة أهل الكويت منذ نشأة الدولة، وتطورت مع تطور المجتمع الكويتي وانفتاحه على محيطه العربي والدولي، إيمانا منه بما تمثله الثقافة من مرآة عاكسة لإرادة الشعوب وتطلعاتها إلى المستقبل، إضافة إلى كونها أداة تجسد قيم المجتمع وسماته ومثله العليا، فحاز المشهد الثقافي الكويتي كافة أنواع الدعم والرعاية والاهتمام على امتداد مسيرة الوطن، التي تحققت خلالها حماية الإبداع الفكري وتشجيع حملة راياته، في مختلف مجالاته. وأوضح الحمود تحرص القيادة السياسية العليا وفي مقدمتها سيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وسمو ولي العهد الأمين الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح – حفظهم الله ورعاهم – على إعلاء صرح الثقافة ونشر المعرفة الرصينة، وتشجيع الإبداع والمبدعين من أبناء الوطن، إيمانا بأهمية تهيئة المناخ المناسب للإبداع الثقافي والفني وتنمية النشاطات الثقافية على أوسع نطاق، من خلال توثيق الروابط والصلات مع الهيئات والمنظمات الثقافية العربية والأجنبية وفق إستراتيجية ثقافية تنير العقل وتثري الفكر الوطني. وزاد ونحن الآن على بعد أشهر قليلة من الاحتفال بإعلان الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2016، تبرز الأهمية الإستراتيجية للثقافة الكويتية التي حدد ملامحها الرئيسية المرسوم الأميري الصادر بإنشاء المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عام ألف وتسعمائة وثلاثة وسبعين، والتي ترتكز دعائمها على التخطيط الهادف والبناء، في ظل المرحلة الحالية التي نعيشها جميعا والتي تتطلب منا البحث عن لغة تفاهم وتسامح وحوار بناء، نبذا لكافة أشكال وأساليب العنف والتطرف والإرهاب، درءا لما يحيط بأوطاننا من تحديات ومؤامرات. وأكد الحمود أنه لم يغفل مهرجان «صيفي ثقافي» العاشر عن إدراج موضوع «التسامح» ضمن فعالياته، ووجوب مشاركة أبنائنا وشبابنا في رسم السياسات واتخاذ المواقف الصلبة التي تتصدى للأفكار الهدامة ونبذ ممارسات العنف، بمختلف صنوفها وأشكالها، باستقطابهم وملء أوقاتهم بالإفادة عن طريق المشاركة بالعديد من الفعاليات والأنشطة التي تقارب الثلاثين نشاطا بما يعمل على ترسيخ قيم ومفاهيم الانتماء والولاء للوطن وتعزيز قدراتهم بالصورة الإيجابية وصقل مهاراتهم وتنمية خبراتهم في المجالات الثقافية والأدبية والفنية والعلمية». متطلبات الشباب الثقافية في حين اعتلى الامين العام المساعد لقطاع الثقافة الدكتور بدر الدويش ليلقي كلمة الامانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب « أن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت، ومنذ تأسيسه في عام 1973م، قد أخذ على عاتقه العناية بالثقافة والمبدعين والمثقفين من أبناء وطننا الحبيب، إيمانا من المسؤولين به بالاستفادة من الموروثات التاريخية من ابداعات الأجيال المختلفة في مجالات الفكر والأدب بشتى ألوانه وفنونه، بهدف نقلها وترسيخها في وجدان الشباب والموهوبين، وذلك بأسلوب يجمع بين الأصالة والمعاصرة، وبين القديم والجديد، فبرزت لنا الكثير من الأسماء الكويتية اللامعة على مسرح الحياة الثقافية. وأضاف الدويش لقد أخذ المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على عاتقه دعم الثقافة والمساهمة في تهيئة المناخ المناسب للإبداع الثقافي والفني وتنمية النشاطات الثقافية للشباب الواعي، من خلال أنشطة تهدف إلى نشر الوعي الثقافي وإعطاء مساحة من حرية التعبير عن النفس من خلال الثقافة. وأوضح أن من هذه الأنشطة مهرجان صيفي ثقافي في دورته العاشرة، ليركز على متطلبات واحتياجات الشباب الثقافية في مختلف المجالات حيث يتضمن 30 نشاطا وفعالية منها دورات تدريبية لمحبي الكتابة، ومحاضرات تهدف إلى التوعية بمفاهيم اجتماعية مهمة كالتسامح والعطاء، وأخرى حول أهمية القراءة، بالإضافة إلى أمسيات شعرية، كما ستكون هناك ورش وعروض مسرحية، ويحتضن المهرجان في هذه الدورة عددا من الحفلات الموسيقية، بالإضافة إلى ليال سينمائية كويتية، ومعرض للكتب وأنشطة ثقافية أخرى تهدف إلى تحقيق الفائدة والمتعة لجميع المواطنين والمقيمين والزائرين». حماس وانسجام وتفاعل ومع مضي الربع الاول من الحفل اتقد حماس الحضور في انتظار إطلالة اعضاء فرقة الطرب الاصيل التي بدأ اعضائها في اعتلاء المسرح بقيادة المايسترو جمال الخلب الذي كشف عن انضمام المحلن القدير محمد الرويشد الى الفرقة ليكمل عقد الابداع تحت قيادة واشراف الدكتور صالح حمدان لتبدأ رحلة الطرب الاصيل التي امدت الى ساعة حيث انسابت الموسيقى من بين انامل عازفي الفرقة تحمل عبق سنوات من الاصالة بين الحضور لتثير في النفوس حالة من الانتشاء هكذا كان الحال في مسرح عبد الحسين عبد الرضا حوار متبادل ما بين الخشية والحضور لغته الاحساس. ومضت فرقة الطرب الاصيل في برنامجها الذي كان قوامه 20 اغنية طربية لكبار نجوم الاغنية الكويتية والتي تحمل هوية حقبة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي غريد الشاطيء وعائشة المرطة وغيرهما من قامات الطرب والتراث حضروا باعمالهم التي نظمتها الفرقة بتناغم وانسجام بالاعتماد على المزج بين مقاطع من جميع تلك الاغنيات بحرفية ومهارة بينما حضر الايقاع واشتغل المياسترو على الجانب الفردي في مواضع عدة ليبرز امكانات افراد فرقته على الات القانون والكمان في حين ادى الكورال الذي اشعل حماس الجمهور بمهارة ودقة اداء الاغنيات ومنها " البارحة " و" علموني " و" لي خليل " و" مسموح" و" لو ادري بيسافر" و" ما نيسنا " و" اه يا قاسي" و" يا ابو عيون كدابة " و" شكواي" وغيرها من اعمال تعد بمثابة علامات في تاريخ الاغنية الكويتية والخليجية مازالت وستبقى صامدة لتعبر عن سمو الكلمة واللحن والاداء. (تكريم) وفي ختام الامسية اعتلى كلا من معالي وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس الملجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب الشيخ سلمان الحمود والامين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالانابة محمد العسعوسي والامين العام المساعد لقطاع الثقافة الدكتور بدر الدويش ورئيس قسم الموسيقى والتراث الشعبي سعود المسعود، وذلك لتكريم نجوم الامسية، فكانت البداية مع الشاعر محمد الخالدي ثم المخرج عبد العزيز المسعود ثم المايسترو جمال الخلب والدكتور صالح حمدان.
مشاركة :