قدم نيافة الأنبا إرميا الأسقف العام رئيس المركز القبطى الأرثوذكسي الشكر على الدعوة للمشاركة في ندوة "معا نعيش باحترام" والتى تنظمها وكالة أنباء الشرق الأوسط في إطار المبادرة التي أطلقها الدكتور "محمد مختار جمعة" وزير الأوقاف عن "نتعايش باحترام متبادل" ، لافتا إلى أن التعايش بين أفراد المجتمع الواحد هو حتمية من أجل استقرار المجتمع وأمنه وسلامه وتحقيق وبناءه من أجل تحقيق الخير لجميع أفراد المجتمع.وأضاف الأنبا إرميا أن التعايش معا هو سر بناء المجتمعات وتقدمها وازدهارها، وهو سر بناء الحضارة الإنسانية في القديم؛ ذكر الكاتب"ديورانت" في كتابه "قصة الحضارة": "وإنما تتألف الحضارة من عناصر أربعة: الموارد الاقتصادية، والنظم السياسية، والتقاليد الخلقية، ومتابعة العلوم والفنون؛ وهي تبدأ حيث ينتهي الاضطراب والقلق، لأنه إذا ما أمِن الإنسان من الخوف، تحررت في نفسه دوافع التطلع وعوامل الإبداع والإنشاء؛ وبعدئذ، لا تنفك الحوافز الطبيعية تستنهضه للمضيّ في طريقه إلى فَهم الحياة وإزدهارها."؛ وهٰكذا يرى أن الحضارة تبدأ حيث ينتهي اضطراب البشر وقلقهم. ولا نهاية للاضطراب والقلق إلا بحلول السلام والأمن بين أفراد المجتمع الواحد وقدرتهم على التعايش معًا الذي يحقق لهم السلام وعندما يحُِل السلام تبدأ خطوات البشر نحو البناء والتعمير والإنماء.ونوه إلى أن تعايش أفراد المجتمع معًا في سلام يهب المجتمع القوة لمواجهة التحديات، وتخطي المعوقات، والانتصار على الصعوبات اللي بتواجهنا، لكن إذا عاش كل فرد في جزيرة خاصة به بمفرده لن نحقق شيئا في مسيرة الحياة، وأيضا قدرة أفراد المجتمع على التعايش معًا يهب النجاح، وأن الأسطورة "هيلين كيلر" أدهشت العالم عندما قالت "وحدنا يمكننا أن نفعل قليلًا جدًا، ومعًا يمكننا أن نفعل كثيرًا".وأشار رئيس المركز الثقافي القبطى الأرثوذكسي إلى أن كل شخص في موقع مسئولية عندما يشجع الآخرين نجدهم يبذلون جهدا أكبر، كذلك تتنوع الرؤى فيصبح الفكر أعمق وأكثر ثراءوتتنوع المواهب فيحصل تكامل، وحين نعمل معًا يمكننا تحقيق ما نريده من انجازات في أسرع وقت ممكن. ومثال بسيط مشروع قناة السويس الجديدة اللي تم في عام واحد لما تكاتفت قوى المجتمع معًا. وتابع قائلا، حين نعمل معًا يمكننا تحقيق ما نريده من انجازات في أسرع وقت ممكن. ومثال بسيط على ذلك مشروع قناة السويس الجديدة الذى تم في عام واحد عندما تكاتفت قوى المجتمع معًا. وأوضح الأنبا إرميا أن السلام هو أهم سمات التعايش بين أفراد المجتمع الواحد، وأن الأديان تدعو إلى السلام والسعي من أجل تحقيقه بشكل واضح ومباشر.واستشهد نيافة الأنبا إرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي بالعديد من الأيات المذكورة في القرآن الكريم والكتاب المقدس والتى تدعوا إلى السلام والمحبة بين جميع البشر، لافتا إلى أنه على مدار التاريخ نجد العلماء على يوصون الأمراء والخلفاء والحكام بحسن معاملة غير المسلمين وتفقد أحوالهم.وشدد الأنبا إرميا أن الاحترام هو سر رقي المجتمعات وسموها، وهو أساس العلاقات بين البشر جميعًا فبدون الاحترام لا توجد علاقة بشرية سوية، وأن الله تبارك اسمه خلقنا جميعًا وفي داخلنا المشاعر الإنسانية الراقية تجاه جميع البشر، وهكذا احترام كل منا لآخر هو احترام لعمل الله وخليقته بغض الاختلاف معهم، مؤكدا أن جميع الأديان السماوية أهتمت بإحترام الإنسان وذلك لأن هذه القيمة هي التي تجعل للانسان قدر في المجتمع وهي من تساعده على تقوية علاقته بالأخرين من حوله وهو ما يؤدي إلى نشر الحب وتقدم المجتمع وتطوره.وذكر الأنبا إرميا أن الرئيس السيسى حرص على بناء كنيسة ومسجد في العاصمة الإدارية الجديدة ودعا قداسة البابا ليقول كلمة أمام المسجد وكذلك قدم فضيلة شيخ الأزهر كلمة أمام كاتدرائية ميلاد المسيح وهو أسس بذلك احدث ويوم تاريخي في أيام مصرنا الحبيبة، وهو نفسه ما تحث عليه الأديان كنموذج للتعايش بمحبة واحترام بين الجميع. ونوه إلى أن الاحترام هو ما يميز الإنسان عن كافة الكائنات الأخرى، وأن الاحترام يبدأ من خلال قبول الاختلاف بين الجميع، موضحا أن الله أعطى الإنسان حرية منضبطة يستطيع من خلالها أن يحيا في سلام مع الجميع. وقالت النائبة فيبي جرجس وكيل مجلس الشيوخ إن الجميع يعى أهمية التعايش وقيمته، لافتة إلى أهمية التنوع الثقافي الذى يؤكد على احترام الآخر، وهو ما دفع بعض المجتمعات على تغيير عدد من قوانينها لاستيعاب الآخرين المتواجدين في هذه الدول. وأضافت أن التعايش بين أصحاب الديانات وكذلك التعايش بين الجنسين فلا نجد من يرفض أن تقوده إمرأة، وكذلك التعايش أيضا مع ذوى الهمم، وبين جميع المستويات الاجتماعية في المجتمع. ونوهت إلى أننا في مصر قطعنا شوطا كبيرا في تعزيز فكرة المواطنة بفضل إيمان القيادة السياسية بها والعمل على ترسيخها، إلا أن مازال هناك بعض الأفكار القبلية التى قد تعيق تحقيق ذلك، مشيرة إلى الدور الهام الذى تلعبه الأحزاب السياسية في المجتمع ومنح الشباب فرص المشاركة الحقيقية في مختلف جوانب الحياة.
مشاركة :