تخلف الشائعات معاناة للفرد والمجتمع والدولة إذا ما أحسن التعامل معها وتفنيدها ووأدها في مهدها، حيث يسعى الحاقدون إلى بث رسائل منظمة بين الفينة والأخرى تستهدف تفتيت الجهود وتحطيم الإرادة، وصولاً إلى تحقيق مخططاتهم الدنيئة في التظليل وتزييف الحقائق وسرد براهين لا تمت للواقع بصلة، إذ يلجؤون إلى تسخير مواقع التواصل الاجتماعي لسرعة النشر من خلال تداول المعلومات المغلوطة بين أبناء المجتمع وفبركة مصادرها وتضمينها كل ما يوحي على صحتها لسهولة تمريرها بغية إقناع كل من يقرأ محتواها. إن نشر الأكاذيب والافتراءات باتت أداة رئيسية يستعان بها لتنفيذ الأجندات البغيضة التي تحاول النيل من مجتمعنا البحريني وإضعاف إرادته، لكن في كل مرة يفوت الوعي المجتمعي الفرصة على من يكيد للمملكة الحبيبة، فمجابهة الشائعات ليست مسؤولية الأجهزة الأمنية فحسب، بل مسؤولية وطنية مشتركة يسهم الجميع في التصدي لها كل حسب قدراته وأدواته التي تمكنه من تبديدها لقطع الطريق لكل من يفكر بالمساس بأمن الوطن والنيل من مقوماته وإضعاف نسيجه الاجتماعي. يتحرى مروجو الشائعات الأوقات المناسبة والظروف الملائمة لإحداث الهلع ونشر القلق بين المجتمع ليحبس أنفاسه ويشحنها سلبية ليشتت تركيزه ويفقد ثقته وتضعف روحه المعنوية وحينها يختلط الحابل بالنابل، فمن ينشر هذه الشائعات هم أعداء الوطن وكارهون لكل منجز يتم تحقيقه على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، حيث أن أهدافهم واضحة وهي بث روح الانهزامية بالنفوس وزعزعة الأمن العام والاستقرار وتعطيل عجلة التنمية والتطور التي استطاعت مملكتنا الغالية أن تحقق إنجازات مشهودة على الأصعدة المختلفة.لا شك أن التوعية المستمرة بآليات مواجهة الشائعات لها أثر إيجابي بأن يبقى المجتمع أكثر صلابة ومحصناً ومتماسكاً في إغلاق المنافذ على هؤلاء المجرمين، وذلك من خلال زيادة التعاون مع الأجهزة الأمنية، ما يتطلب أن تلعب وسائل الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني دوراً متزايداً في توجيه جزء من جهدها لإكساب المجتمع المزيد من القدرات التي تعينه على مجابهة الأشخاص المهزوزين الجبناء مطلقي الشائعات، وذلك بتنظيم المحاضرات وإيجاد البرامج الإعلامية التي تستضيف المتخصصين.حمى الله وطننا العزيز من مكروه
مشاركة :