تتصاعد أزمات لبنان السياسية والمالية مع تعثر تشكيل حكومة لبنانية جديدة مضافا إليها الأزمة الاقتصادية والمعيشية وتفشي كورونا، وفيما يتصاعد الخلاف بين حزب الله وتيار الرئيس اللبناني ميشيل عون، الذي يرأسه صهره جبران باسيل بعد العقوبات، التي فرضتها الإدارة الأمريكية على باسيل، برزت مطالب باستقالة الرئيس عون من الرئاسة بعد أن بات اتفاق ما يعرف باسم «مارمخايل» بين حزب الله والتيار الوطني الحر، الذي وصل بموجبه الرئيس عون إلى سدة الرئاسة موضوع نقاش داخل حزب الله والإصرار على إعادة النظر بهذا الاتفاق بشروط جديدة.استقالة عون وطالب «لقاء سيدة الجبل»، الذي يتألف من مجموعة من الشخصيات الوطنية اللبنانية في اجتماعه الدوري أمس في بيان، بـ «استقالة رئيس الجمهورية كخطوة أولى على طريق استعادة إنتاج سلطة بديلة على جميع المستويات وفي كل المؤسسات الدستورية، وفقا للتراتبية المعروفة من أجل إنقاذ لبنان، وذلك تجاه الواقع المرير والمخيف، الذي يؤكد وضع يد حزب الله على كل مفاصل الحياة الوطنية من نقابية إلى سياسية مستحوذا إلى الفيتو التشريعي فيتو آخر في السلطة التنفيذية من خلال السطو على وزارة المالية».ترتيب الأوراقورأى أنه «في لحظة إعادة ترتيب إيران لأوراقها في المنطقة، من اليمن إلى العراق فسوريا ولبنان ووصولا إلى غزة، من أجل استقبال الإدارة الأمريكية الجديدة، يسعى حزب الله أيضا لإعادة ترتيب أوراقه في الداخل اللبناني، فيضغط لوضع سقف لمطالب نقابات المهن الحرة، التي تتوجه اليوم لإطلاق مسودة وثيقة إنقاذية خالية من التطرق إلى موضوع السلاح غير الشرعي الخارج عن الدستور، كما يطرح إعادة النظر بتفاهم «مارمخايل»، الذي أوصل العماد ميشال عون إلى سدة الرئاسة بشروط حزب الله وليس بشروط الدستور اللبناني».وذكر أن «العماد عون كان قد تحدث عن هدفين لتبرير تحالفه مع سلاح إيران في لبنان: إعادة حزب الله إلى لبنان واستعادة حقوق المسيحيين. وكانت النتيجة أن ذابت الدولة اللبنانية في دويلة الحزب وانهارت مصالح جميع اللبنانيين في المصرف والمستشفى والجامعة والمدرسة والمرفأ والسياحة والقطاعات الإنتاجية».حلم الرئاسةويوضح سعيد في تصريح لـ «اليوم»، أنه «بعد العقوبات سيزيد التحالف بين حزب الله والتيار الوطني الحر تماسكا، من منطلق أن الحزب سيفرض على «الوطني الحر» المزيد من الضمانات، وذلك خوفا من أن تفلت الأمور من بين يديه». ويعلن أن «حلم باسيل برئاسة الجمهورية قد انتهى بعد العقوبات الأمريكية الأخيرة».ويقول السياسي اللبناني والنائب السابق فارس سعيد، إن مصير تحالف «مارمخايل» بين «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» بعد العقوبات الأمريكية، أن الحزب سيطلب من التيار العوني المزيد من الضمانات من أجل سلاحه، فهو يشكك في مكان ما من ولاء التيار الوطني الحر له بعد العقوبات الأمريكية ويريد التأكيد بأن «الوطني الحر» يعمل من أجله ومن أجل سلاحه وهو يطالب بإعادة النظر بهذا الاتفاق.مبادرة إنقاذيةوفي إطار إطلاق مبادرات لإنقاذ الوضع في لبنان، شدد نقيب المحامين ملحم خلف خلال إطلاق مبادرة إنقاذية وطنية بعنوان «معا نسترد الدولة - استقلال 2020» في قصر العدل في بيروت على «أننا لسنا بساعين إلى سلطة ولا بانقلابيين بل نريد التغلب على الواقع المرير بمسار دستوري وسلمي وحقوقي وديمقراطي».وأكد «أننا نريد استرداد الدولة بإعادة تكوين السلطة لنعيد بناء الوطن ونعرض اليوم مبادرة إنقاذية وطنية بعيدة كل البعد عن أي تجاذبات ومصالح وهي خارطة طريق للخروج من الأزمة الأخلاقية، التي أطبقت على الحياة العامة». وطلب من المعنيين في السلطة «الاطلاع على مبادرتنا بالسرعة القصوى ولن يكون لنا وطن طالما نحن ساكتون وننأى عن المطالبة بحقنا في العيش والكرامة وطالما نختلف وإذا لم نسترد الدولة بمؤسساتها».
مشاركة :