المهندس المعماري المنحدر من أصل صيني، رامون راميريز لي (36 عاما)، هو عضو في شركة ((ستوديو نيفيل Nivel 4 Studio))، وهي شركة معمارية ناشئة مقرها في هافانا، تسعى إلى تغيير التصميمات الداخلية والحضرية في العاصمة الكوبية، وسط جائحة كوفيد-19. ومع استمرار المناطق الحضرية بكونها بؤرة عدوى فيروس كورونا الجديد في هذا البلد الجزيرة، يبحث المهندسون المعماريون الكوبيون عن حلول عملية للتحديات الجديدة التي تفرضها خطط الطوارئ الصحية. قال لي، الذي تخرج من جامعة هافانا التكنولوجية، إن الوباء أعاد تشكيل طريقة استخدام الناس للأماكن الخاصة والعامة، ما أدى بالتالي إلى تغيير العمارة الحديثة. وفي حديث لـ((شينخوا))، أضاف أن "التصميم يجب أن يكون مرنا بما يكفي للتكيف مع السيناريوهات الجديدة التي تفرضها الأوبئة أو الكوارث الطبيعية أو أي ظروف أخرى". إلى جانب 3 رواد أعمال كوبيين شباب آخرين، أسس لي شركة ((ستوديو نيفيل Nivel 4 Studio)) في عام 2008، وشارك منذ ذلك الحين في أكثر من 130 مشروع تصميم. قال زميله بيدرو دانييل رودريغيز (37 عاما)، إن المهندسين المعماريين يولون حاليا المزيد من الاهتمام للتصميم الداخلي وتهوية الغرف بسبب أزمة كوفيد-19. وأوضح قائلا "لقد رأينا مدى أهمية الشرفات للأشخاص الذين يبقون في أماكنهم خلال عمليات الإغلاق"، وإن"الأعمال المعمارية هي مثل لوحات في متحف". تروّج شركة ((ستوديو نيفيل Nivel 4 Studio)) أيضا، لاستخدام مواد البناء المنتجة محليا لمساعدة الاقتصاد الكوبي على تفادي الواردات البديلة، في ظل تشديد الحظر الأمريكي المفروض على الجزيرة. قال هيكتور سوليفان (38 عاما)، وهو عضو آخر في هذه الشركة الناشئة "نحاول استخدام المواد المحلية مثل الكتل الخرسانية والطوب المصنوع في كوبا وكذلك الأحجار العادية الموجودة في مناطق مختلفة". في الوقت الراهن، يستكشف المهندسون المعماريون الشباب أحدث اتجاهات التصميم لتقليل التأثير السلبي للمباني على البيئة. فقد استخدموا نفايات صلبة في إنتاج كتل خرسانية صديقة للبيئة لتحويل حديقة منزل في منطقة نويفو فيدادو في هافانا إلى مطعم ((ألدابا - Aldaba))، أحد أفضل المطاعم على مستوى المدينة. قالت النادلة بالمطعم، ياهيل دوارتي، لـ((شينخوا))، إن العديد من الزبائن يفضلون تناول العشاء في المطاعم ذات الديكور الأنيق مع المساحات الخضراء المريحة. وأضافت "أن الجميع يشيدون بتميز العمل الذي قام به المهندسون المعماريون هنا. إنه أمر مثير للإعجاب حقا". لقد اكتسبت ريادة الأعمال الخاصة مكانة في هذه الدولة الكاريبية على مدى العقد الماضي، في إطار التحول الاقتصادي والاجتماعي. حاليا، هناك نحو 30 شركة معمارية ناشئة في جميع أنحاء الجزيرة، أكثر من نصفها في هافانا.
مشاركة :