ثمن مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، الموقف الواضح والحاسم من مجلس الإمارات للإفتاء الشرعى من تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية وتأكيده أن موقفه من الفرق والجماعات والتنظيمات هو موقف ولاة الأمر في الدولة، وأن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرض عليه هو تنظيم إرهابى مهما كان اسمه أو دعواه.وقال الدكتور عبد الرحيم علي، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس وعضو مجلس النواب المصرى، في بيان له أصدره اليوم الثلاثاء، إنه لم يعد أمام جميع دول العالم سوى اتخاذ موقف موحد تجاه ليس تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية فقط، وإنما تجاه جميع التنظيمات والجماعات والتيارات الإرهابية والتكفيرية التى خرجت من رحم هذه الجماعة المارقة بحظر هذه الجماعات وتوصيفها بأنها إرهابية، مطالبا من المجتمع الدولى بجميع دوله ومنظماته بصفة عامة، والأمم المتحدة ومجلس الأمن بصفة خاصة، اتخاذ جميع الإجراءات لمحاكمة الأنظمة والدول التى تمول وتشجع وتسلح وتأوي الإرهاب والإرهابيين على أراضيها.وتساءل الدكتور عبد الرحيم علي قائلا، "كيف يصمت المجتمع الدولي عن وجود أكبر القيادات الإرهابية والخطيرة داخل كل من قطر وتركيا؟"، مطالبا من المجتمع الدولي سرعة التحرك وبأقصى سرعة لتسليم الإرهابيين داخل قطر وتركيا إلى دولهم لمحاكمتهم والقصاص منهم على ما ارتكبوه من جرائم إرهابية خطيرة.وكان مجلس الإمارات للإفتاء الشرعى الدورى خلال اجتماعه - عبر الاتصال المرئى - برئاسة العلامة الشيخ عبدالله بن بيّه اطّلع خلاله على بيان هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، والذى ينوه بالمكانة العظيمة، التى توليها الشريعة للوحدة والتحذير من الفرقة والفرق الخارجة.وأعلن المجلس تأييده الكامل للبيان الصادر عن هيئة كبار العلماء والذى يأتى، مؤكدا لما سبق أن صدر عن حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة وحكومة المملكة العربية السعودية من اعتبار جماعة الإخوان تنظيما إرهابيا، وذلك لما عرف عن هذه الجماعة من منازعة لولاة الأمور وشق عصا الطاعة وما خرج من عباءتها من جماعات التطرف والعنف ودعا المجلس جميع المسلمين إلى نبذ الفرقة والابتعاد عن الانتساب أو التعاطف مع مثل هذه الجماعات التي تعمل على شق الصف وإشعال الفتنة وسفك الدماء حيث قال تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ".. وقال سبحانه "وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ".وفي حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه " بايَعْنا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على السَّمعِ والطَّاعةِ في اليُسرِ والعُسرِ والمَنشَطِ والمَكرَهِ وألَّا نُنازِعَ الأمرَ أهلَه". فلا تجوز بيعة لغير الحاكم ولاتجوز بيعة أمير سري. وخلاصة الأمر، أن الأدلة الشرعية ومذهب أهل السنة والجماعة موالاة ولاة الأمر احتراما والتزاما وعدم الخروج عليهم انضباطا ونظاما.ورفع رئيس وأعضاء المجلس أسمى آيات التهاني إلى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وإخوانهم أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات وذلك بمناسبة اليوم الوطني التاسع والأربعين للدولة.. سائلين الله تعالى أن يحفظ دولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها وشعبها، وأن يديم عليها نعمة الأمن والاستقرار ودوام التقدم والازدهار.كما ناقش المجلس خلال الاجتماع الأعمال الواردة على جدوله، حيث إنه في إطار الفعاليات والشراكات تلقى المجلس دعوة لحضور الملتقى السابع لمنتدى تعزيز السلم الذي يعقد تحت شعار "قيم عالم ما بعد كورونا: التضامن وروح ركاب السفينة" وثمن هذه الدعوة وموضوع الملتقى الذي يأتي منسجما ومكملا للمؤتمر الذي نظمه مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي بالتعاون مع رابطة العالم الإسلامي بعنوان "فقه الطوارئ" والذي اهتم بمناقشة النوازل والأحكام الشرعية التي أبرزتها جائحة كورونا كما هدف إلى التأصّيِلِ لفقهِ الطوارئ، وتبيين الأسس والقواعد التي يقوم عليها معتبرًا للواقع ومؤسسًا على مقاصد الشرع في رعاية مصالح الخلق.كما ناقش المجلس عددا من الأفكار والمبادرات التي رشحها الأعضاء لتكون ضمن دائرة اهتمام المجلس خلال العام القادم.وفي ختام الاجتماع ابتهل أعضاء مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي إلى الله سبحانه وتعالى أن يديم لطفه وحفظه وعافيته وتوفيقه على دولة الإمارات بمن فيها وما فيها قيادة وشعبا، وأن يرفع الوباء والبلاء عن المسلمين والإنسانية جمعاء.
مشاركة :