في ظل البيئة الخصبة للإبداع التي توفرها الإمارات، تبرز العديد من الطاقات والمواهب الشابة التي تسهم في إثراء المشهد الفني، عبر مشاركتها في مختلف الفعاليات والأنشطة الثقافية، ما يسمح لتجربة الشباب بالتبلور والنضوج حتى تأخذ شكلها الخاص وتكون هويتها المتميزة، ومن هؤلاء الفنانة السورية الشابة نور بازرباشي وهي مقيمة في دبي، تخرجت في كلية الفنون الجميلة في دمشق عام ٢٠١٠، وانتقلت إلى الإمارات في عام ٢٠١١، حيث تمكنت من صقل موهبتها، قدمت بازر باشي أول معرض فردي لها تحت عنوان أفكار غير مكتوبة عام 2012، كما شاركت في عدة معارض جماعية منها معرض غاليري ٧٦ جميرا، ومعرضإيريس نوير عام ٢٠١٣، وللتعرف أكثر إلى تجربة بازرباشي كان لنا هذا الحوار: } ما هي العوامل التي دفعت نور بازرباشي نحو الفن التشكيلي؟ حبي لفن الرسم وتعلقي به منذ صغري ومتابعتي الدائمة لتقنياته، جعلتني أجيد التعبير عن كل ما بداخلي عن طريق التشكيل والألوان، فكان الرسم الوسيلة المفضلة عندي لتفريغ الطاقات والمشاعر المختلفة التي تختلج في داخلي. } من أين تستمد نور بازرباشي موضوعاتها الفنية؟ البيئة والمجتمع هما المحرك الأول لأي فنان، وكوني امرأة في هذا المجتمع الذي يمور بالأحداث اليومية والمتتالية بشكل سريع، فإني أحاول دائماً تناول المواضيع من زاوية امرأة حساسة تنظر للأمور بشكل مختلف تماماً عن الرجل، كما أن للمكان حضور كبير في أعمالي، فقد قمت برسم أكثر من منظر واقعي لمدينة دبي التي يشكل تنوعها المعماري بيئة خصبة تلهم الفنان. } قمت برسم عدد من الجداريات في مجموعة من البيوت، حدثينا عن هذه التجربة؟ كل بيت يحتاج إلى لمسة فنية، ومهما كان حجمه يجب أن يضم في حناياه لوحة فنية آو رسماً جدارياً، ورسم الجداريات من الأعمال المفضلة التي أقوم بها، حيث تمنحني المساحة الواسعة للعمل الحرية لأستمتع بتدريج الألوان حسب ديكور وترتيب المنزل، إضافة إلى أن هذا النوع له ملامحه الخاصة التي تشد أي فنان للخوض في غمار هذه التجربة، فالمساحة الواسعة تشكل تحدياً من حيث موازنة الفراغ ومناسبة الأبعاد بالنسبة للناظر، حتى لايختل شكل العمل الفني ويصبح غير مناسب للمكان. } ما هي الخامات التي تفضلين الاشتغال بها ولماذا؟ خامتي المفضلة هي قماش الكانفاس المشدود على خشب وألوان الأكريليك، في البداية كنت استخدام الفحم أكثر، ومع الوقت أصبحت أشعر بأن الألوان لها لغة خاصة في اللوحة، وأكثر قدرة على تفسير المشاعر و سرد القصة بحسب تدرج اللون. } بمن تأثرت نور بازرباشي فنياً؟ وهل تصنفين أعمالك ضمن مدرسة معينة؟ تنتمي لوحاتي في أغلبها للمدرسة التجريدية التعبيرية، حيث إن حالة الغموض التي يتركها هذا النوع عند المتلقي، تحفزه للبحث والتقصي للوصول إلى رؤيته الخاصة للعمل، وهذا الأمر غاية في الأهمية حيث تكون اللوحة متعددة الجوانب من خلال قراءة كل مشاهد لها، وقد تأثرت كثيراً بالرسامين السوريين الذين وصلوا إلى العالمية منهم: فاتح المُدرس، لؤي كيالي، ونذير نبعة وغيرهم. } أفكار غير مكتوبة هو معرضك الفردي الأول، حديثنا عن هذه التجربة؟، وهل تحضرين لمعارض جديدة؟ هو معرضي الفردي الأول في غاليري فنون في نادي دبي للسيدات في جميرا، حضرت لهذا المعرض لمدة سنة كاملة، وهو معرض متنوع جداً من حيث المواضيع، حيث تضمنت كل لوحة فكرة معينة مختلفة عن الأخرى، فكان في مجمله تعبيراً عن وجهة نظر المرأة العربية مع الأحداث المحيطة بها وقدرتها على التفاعل معها، وأنا الآن في صدد التحضير لمعرضي الفردي الثاني، الذي سيكون فيه نقلة نوعية وجرأة من حيث الموضوع، حيث سيكرس لنقل معاناة أطفال الحرب والحالة النفسية التي يمرون بها.