أشهر شوارع التسوق في العالم تستعد للأسوأ بعد تدمير الجائحة قطاع تجارة التجزئة

  • 11/24/2020
  • 21:23
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تستعد أشهر شوارع وأحياء التسوق في العالم لمواجهة أسوأ موسم عطلات في تاريخها، في ظل استمرار جائحة فيروس كورونا المستجد في العالم كله من ناحية والمشكلات التي تختلف من دولة إلى أخرى من ناحية ثانية. فما زال كثير من المستهلكين يشعرون بالقلق من زيارة المتاجر، مع عودة أعداد الإصابات بفيروس كورونا إلى الارتفاع في عديد من مناطق العالم، بحسب ما نقلته "الألمانية". في الوقت نفسه فإن القيود المفروضة على حركة السفر حرمت المتاجر الشهيرة من أعداد كبيرة من السياح الأثرياء الذين كانوا ينفقون مبالغ باهظة على المشتريات في موسم عطلات الميلاد ورغم ذلك ما زالت المتاجر الفارهة في مدن العالم من نيويورك إلى طوكيو تبذل قصارى جهدها للحفاظ على قواعد التباعد الاجتماعي، وتملأ واجهاتها بعروض رأس السنة في محاولة يائسة لإنقاذ الموسم، بعد أن دمرت جائحة كورونا قطاع تجارة التجزئة في تلك الأحياء. ورصدت وكالة "بلومبيرج" للأنباء في تحقيق لها محاولات المتاجر الكبرى والشوارع التجارية الشهيرة في المدن الكبرى إنقاذ موسم رأس السنة. ففي لندن ومع اقتراب يوم التسوق الأشهر في العالم "الجمعة البيضاء" تستعد متاجر شارع بوند ستريت، لاستقبال أسوأ موسم تسوق بالنسبة لها. وتقول كاتي توماس المدير المشارك لقطاعي "بوند ستريت" و"ماي فير" في شركة نيو ويست إند، وفقا لكلمات الملكة، فإن عام 2020 سيكون الأسوأ، بالنسبة لمتاجر التجزئة وشوارع التسوق الفارهة الشهيرة". وتخدم شركة نيو ويست آند أكثر من 600 متجر تجزئة ومطعم وفندق في هذه المنطقة من مدينة لندن. وتقول توماس إن شارع بوند ستريت تضرر بشدة نتيجة اعتماده على المتسوقين الأجانب مع نقص العمالة. وقد تراجع عدد المترددين على متاجر الشارع بالفعل إلى النصف تقريبا بسبب القيود التي أعيد فرضها في وقت سابق من الشهر الحالي، نتيجة ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا، "إنها العاصفة الكاملة" التي تضرب الموسم والشارع التجاري الشهير بحسب توماس. ومع ذلك فإن المتاجر الشهيرة من كارتييه إلى شانيل لم تنتظر موعد إعادة فتح الأنشطة الاقتصادية يوم 3 كانون الأول (ديسمبر) المقبل، لكي تستعد لموسم العطلات. فبدأت المتاجر تضيء أضواء الميلاد قبل الموعد المعتاد، وعندما تتمكن المتاجر من إعادة فتح أبوابها يوم 3 كانون الأول (ديسمبر)، سيتم الكشف عن شجرة رأس السنة مع فرقة الموسيقى النحاسية التي ستعزف الألحان المعتادة. وإذا اصطف الزوار أمام أبواب المتاجر، يعتزم العاملون في المتاجر تقديم مشروب الشيكولاتة الساخنة لهم. أما في شارع الشانزليزيه التجاري الأشهر في العاصمة الفرنسية باريس التي تشهد ثاني جولة من إجراءات الإغلاق حتى 30 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، يقول إدوارد لوفيفر مدير عام رابطة متاجر شانزليزيه "إذا لم يتم إعادة فتح المتاجر في أول كانون الأول (ديسمبر) سيكون الوضع خطيرا". وعانى شارع شانزليزيه من المصاعب طوال الأعوام الماضية، سواء بسبب الإضرابات العمالية أو الهجمات الإرهابية أو حتى أعمال الشغب بعد مباريات كرة القدم وأعمال الشغب أثناء مظاهرات أصحاب السترات الصفراء. والآن فإن استمرار الإغلاق يضيف إلى متاجر الشارع معاناة على معاناتها. وعلى الجانب الآخر من الكرة الأرضية وفي شارع جينزا التجاري في العاصمة اليابانية طوكيو، الذي يمتلئ بالمتاجر الشهيرة، وأصبح وجهة سياحية رئيسة لأغلب زوار العاصمة اليابانية من الأجانب، تلقي جائحة كورونا بظلالها على المتاجر التي أغلق أغلبها أبوابه بسبب القيود التي تفرضها اليابان على حركة السياحة الوافدة لمنع انتشار الفيروس. ولمواجهة هذا الموقف الصعب قررت رابطة متاجر شارع جينزا إطلاق مهرجان لغسل الأيادي في التقاطع الرئيس بالشارع خلال شهر كانون الأول (ديسمبر) المقبل، بحسب إريكو تاكيزاوا رئيس الرابطة. وسيتم غسل أيدي المارة مع منحهم مناشف للأيدي وكوبون مشتريات لاستخدامه في أي متجر قريب. كما تعتزم الرابطة إضافة مزيد من الأضواء إلى الشوارع على أمل جذب مزيد من الزوار. وفي شارع كوزواي باي في هونج كونج، ألحقت الجائحة أضرارا كبيرة بمتاجر التجزئة وأصحابها، لأن المبيعات في هذا الشارع الأغلى في العالم من حيث إيجار المتاجر، تتراجع باطراد منذ 20 شهرا في ظل الاحتجاجات السياسية وقيود مكافحة كورونا. وأغلقت العلامات التجارية العالمية في الشارع مثل تيسوت وبرادا وفيكتوريا سيكرت واجهاتها. وربما يأتي الأمل في تجاوز الأزمة من خلال السائحين الذين بدأوا في العودة إلى المدينة. ولكي تعزز حركة السياحة شكلت هونج كونج اتفاق سفر مع سنغافورة التي لا تفرض حجرا صحيا على المسافرين. لكن مع ارتفاع عدد الإصابات بكورونا، أجلت المؤسسات الحكومية تفعيل الاتفاق الذي كان مقررا يوم الأحد الماضي لمدة أسبوعين. وفي نيويورك ما زال الشارع الخامس مقرا لاثنين من أكثر متاجر التجزئة روعة في العالم وهما "ساكس فيفث" و"بريجدورف جودمان". لكن عدد المتاجر في هذا الشارع التجاري شهد تراجعا في الأعوام الأخيرة مع إغلاق سلسلة هنري بندل متجرها الموجود فيه منذ 100 عام. كما تمت تصفية متجر يارنيز نيويورك. وما زال عديد من واجهات لمتاجر الشهيرة بما في ذلك واجهة متجر رالف لوران السابق، فارغة. والآن تستعد متاجر هذا الشارع لموسم تسوق باهت في ظل الانخفاض الشديد في عدد السائحين. لكن هذه المتاجر تبذل قصارى جهدها لإنقاذ موسم العطلات حتى مع ارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا في نيويورك التي كانت في وقت ما مركز تفشي الوباء في الولايات المتحدة. ويقول جيروم بارث رئيس رابطة متاجر الشارع الخامس في نيويورك، إن متاجر ساكس بيرجدوروف ودولتشي آند جابانا ولوي فيتو تزين واجهاتها الفخمة كالمعتاد، في حين تقوم مجموعة متاجر محلية بتركيب نماذج كبيرة الحجم للدببة والأعمال الفنية والبالونات الضخمة لتزيين الشارع مع اقتراب موسم عطلة الميلاد. كل هذه الاستعدادات تشير إلى أن الجميع يأمل في نهاية إيجابية لعام 2020 المضطرب، رغم أن كل المخاوف التي تحيط بهم لم تمر بعد.

مشاركة :