متابعة صفاء العبد : يبحث فريق الوكرة في الموسم الجديد عن فرصة تحسين صورته التي اهتزت كثيرا في السنوات الأخيرة ولا سيما في الموسمين السابقين حيث تخلص بصعوبة كبيرة من شبح الهبوط الذي كان يهدده بكل قوة .. والواضح هنا هو أن النادي كان قد عمد الى الاستعانة ببعض الخبرات على المستوى الإداري للإسهام في محاولة انتشال الفريق من وضعه الصعب الذي سبق وإن عانى منه كثيرا فكان ذلك قد مهد فعلا لإحداث بعض المتغيرات المهمة من خلال الاستعانة بمدرب جديد وتطعيم الفريق بعدد من اللاعبين الجدد على أمل الظهور بالمستوى الذي يؤهل الفريق فعلا لتقديم صورة مختلفة كليا عن تلك التي كان عليها في المواسم الأخيرة .. فبعد أن كان الفريق قد عانى كثيرا من مشكلة تغيير المدربين في الموسم الماضي ، حيث تولى الإشراف عليه ثلاثة مدربين هم التونسي ماهر الكنزاري ثم الجزائري بن زكري وأخيرا الصربي جوران الذي قاده منذ الجولة ( 19 ) ، جاء هذه المرة بمدرب من مدرسة تدريبية أخرى مختلفة تماما حيث تعاقد مع الأورجواني خوسيه موريسيو .. ومع أن موريسيو ، الذي لم يسبق له أن عمل في المنطقة الخليجية والعربية ، هو من المدربين الشباب ( 45 عاما ) إلا أن ذلك لا ينتقص من قيمته التدريبية وخبرته التي تنبع من كونه لاعبا مهما سبق وأن احترف في أكثر من ناد ومنها ليفربول الانجليزي عام 1989 إضافة الى توليه التدريب في أكثر من فريق أيضا كان من بينها ديفينسور سبورتنغ الأورجواني الذي يعد ثالث أهم فريق في بلاده بعد فريقي بينارول وناسيونال .. ومن هنا فإن المراهنة ستكون كبيرة على ما يمكن أن يفعله هذا المدرب مع الوكرة لا سيما وأنه سيكون في غاية الحرص على تقديم نفسه بأفضل صورة في أول تجربة له في المنطقة .. والى جانب المدرب الجديد هذا كان الوكرة قد جاء بمحترف جديد أيضا هو المهاجم الأرجنتيني جاستون سانجوي ليكون الى جانب مواطنه المحترف الآخر في الفريق سباستيان ساشا الذي يستمر في تواجده مع الفريق مثلما هو الحال مع المغربي محسن متولي والمدافع العراقي علي أرحيمة العائد من الإصابة التي أبعدته عن الفريق في الموسم الماضي .. أما المحترف الجديد سانجوي ( 31 عاما ) فهو من اللاعبين المعروفين في بلاده وسبق له أن مثل فريق بوكاجونيورز لأكثر من موسم ثم انتقل أخيرا الى صفوف فريق ابولون ليماسول في قبرص حيث مثله في الموسمين الأخيرين قبل قدومه الى الوكرة .. وربما يكون منطقيا أن نتوقع من هذا اللاعب الكثير في الوكرة لا سيما وأنه سيكون الى جانب مواطنه ساشا الذي سجل مع الفريق حضورا متميزا استقطب من خلاله الأنظار بما قدمه من جهد هجومي متميز .. والى جانب كل ذلك فإن الوكرة كان قد نجح أيضا في استقطاب بعض الأسماء المهمة على مستوى اللاعبين المحليين فجاء بالمهاجم ماهر يوسف القادم من صفوف فريق نادي قطر مثلما جاء باللاعب محمد مال الله القادم من صفوف النادي العربي بينما استعاد لاعب الوسط السابق حسن القاضي بعد أن كان قد مثل فريق النادي الأهلي على سبيل الإعارة في الموسم الماضي وجدد تواجد لاعب السد السابق حمود اليزيدي .. وفي الحقيقة فإن تردي نتائج الوكرة في الموسم الماضي لم يكن ليعكس كل حقيقة الفريق .. فقد كان واضحا أن لدى هذا الفريق الكثير مما كان يمكن أن يقدمه خصوصا وأنه يمتلك أسماء مهمة من اللاعبين الأمر الذي يجعلنا نتطلع الى ما يمكن أن يقدمه في الموسم الجديد ليس فقط لأنه أضاف أسماء جديدة مهمة لصفوفه وإنما أيضا لأنه جاء بمدرب قيل عنه الكثير بشأن ما يمكن أن يقدمه أو يضيفه للفريق الطامح للعودة الى أيام مجده وتالقه .. أما الحديث عن مثل تلك الأيام فهو يجرنا الى استذكار ما كان قد حققه الفريق في مسيرته الطويلة حيث سبق وأن أحرز لقب الدوري مرتين كانت الأولى في الموسم ( 98 / 99 ) والأخرى في الموسم ( 2000 / 2001 ) .. أما على صعيد أغلى البطولات في كأس سمو الأمير فإن الوكرة لم ينجح في الحصول على هذا اللقب حتى الآن لكنه كان طرفا في مباراتها النهائية ست مرات وهو ما يعني أنه كان وصيفا لصاحب اللقب ست مرات بينما كان قد تمكن من إحراز لقب بطولة كأس سمو ولي العهد مرة واحدة وكان ذلك في الموسم ( 98 / 99 ) وهو الموسم الأفضل للفريق في كل تاريخه حيث توجه بثنائية الدوري وكأس ولي العهد .. كل ذلك إنما يؤكد بأن الوكرة يمثل قطبا مهما من أقطاب المنافسة في بطولاتنا المحلية حتى وإن كان قد سجل مثل هذا التراجع الذي كان عليه في الآونة الأخيرة لكنه تراجع قابل للعلاج وهذا هو بالضبط ما يسعى النادي إليه من أجل استعادة الفريق لموقعه الطبيعي ولقدرته على أن يكون له شأن مهم على صعيد منافسات الموسم الجديد .. ووفقا للصورة التي بات عليها الفريق اليوم فإن كل التوقعات تذهب الى أن فرصته ستكون أفضل هذه المرة حيث يخضع حاليا لمرحلة إعداد تحت إشراف مدربه الأورجواني الجديد ماوريسيو من خلال معسكره التدريبي المقام في إيطاليا والذي يستمر حتى الثلاثاء من الأسبوع المقبل بانتظار أن نشهد للفريق ظهورا جديدا مختلفا يتفق مع مكانته الحقيقية ويرتقي الى مستوى طموحات أبناء الوكرة الذين يتطلعون لموسم يكون فيه للنواخذة دور حقيقي مهم على مستوى المنافسة على المراكز المتقدمة سواء في الدوري أو في بطولاتنا المحلية الأخرى ..
مشاركة :