تتوفر للاعب السعودي فرصة (العمل) لاعب كرة قدم في الأندية السعودية في ظروف مثالية لا يمكن له أن يحصل عليها في أي بلد آخر، هذه باختصار أسباب عدم احترافه في أندية خارج البلاد. كل اللاعبين السعوديين الذين خاضوا تجربه احترافية خليجية وآسيوية وأوروبية وهم عدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، كانوا يشتركون في ظرف متشابه أدى بهم إلى البحث عن فرصة الابتعاد عن أنديتهم ولو مؤقتا، وعدد قليل من الشبان غامروا بالسفر إلى أوروبا لتحسين أوضاعهم الاحترافية في السعودية، والبعض الآخر فعل ذلك في حركة التفافية على نظام الاحتراف من أجل تغيير ناديه السعودي بآخر (كوبري)، مما يعني أن الكل كان يهدف للبقاء في الأندية السعودية، مع فعل بعض ما يمكن أن يحسن من مزايا عقده، ولم يكن في نية أي منهم اللعب في أوروبا أو غيرها، إن تمكن من ذلك لأنه ببساطة لن يحصل على ربع ما يتقاضاه من أجر في السعودية، خلاف ما سيترتب عليه من تركه الأهل والديار وتعرض تجربته لاختبار النجاح والفشل. لم يمل البعض من ترديد هذا السؤال: لماذا لا يحترف لاعبونا خارجيا؟ وهو سؤال مشروع، لكنه مع مرور الوقت أصبح سؤالا استعراضيًا فارغًا لا علاقة له بما يجري على الساحة، أو سطحي يتزين به بعض من يجهلون الحالة التي يمكن للاعب أن يبني عليها اتخاذه مثل هذا القرار، أو يربطون تطور مستوى اللاعب السعودي بقدرته على اللعب خارج بلاده، وهذا أيضا فهم خاطئ يقع فيه حتى بعض من يحسبون على الخبراء في اللعبة أو المسؤولين عنها. هناك فرق بين أن يبحث اللاعب عن فرصة اللعب خارجيا وبين أن يتلقى العروض من هذه الأندية، وبين أن تتم رعاية اللاعب وتنشئته في هذه الأندية، وأن ينتقل لها على مشارف آخر العمر الكروي، وقضية اللاعب السعودي مختلفة جدًا عن غيره من اللاعبين في العالم، طبعا هذه ليست ميزة لكنه توصيف، فهو ودون أن نفتش في تركيبته النفسية والسلوكية والفنية، لا يمكن أن يترك العرض الأفضل الذي يقدم له من أندية بلاده ويفكر في غيرها، وكان ذلك سيحدث مع 90 في المائة من لاعبي العالم لو سنحت لهم نفس الفرصة، أما من يسعون لتطوير أنفسهم وخوض المغامرات ولعب الكرة من أجل الكرة فقد تركنا لهم نسبة 10 في المائة، وهي نسبة كبيرة وقد لا يكون لها وجود أصلا. لعب للأندية السعودية لاعبون من كل بلدان العالم العربي، ربما استثني الإمارات وموريتانيا وجيبوتي، من بلدان لا ذكر لها في سجلات تاريخ الكرة عربيا وليس عالميا، ونجح معظمهم مع فشل منتخبات بلدانهم لأن الموضوع يتعلق بموهبة وطموح فرد تعززه الرغبة في كسب العيش الكريم، وتحسين الدخل المادي، هؤلاء ومعهم آخرون غير عرب وجدوا في الأندية السعودية وفي منافساتها ما يستحق أن يندفعوا له بحماسة، باعتبارها فرص (عمل) لا تتوفر لهم في دولهم ولا يمكن أن تمنح لهم في بلدان متطورة كرويا، في أوروبا أو اليابان وأستراليا وكوريا فاقتنصوها فلماذا نطلب من اللاعب السعودي أن يتركها؟ لن يلعب اللاعب السعودي خارج البلاد، إلا إذا بدأ لا يجد الفرصة ولا العروض المناسبة في الداخل، وتوفرت خارجيا له في الخليج أو من الدول أخرى، اللاعب السعودي لا يقل عن غيره من حيث الموهبة والمواصفات الفنية، وإذا اضطر للبحث عن (العمل) سيتخلص من عيوبه، وسيظهر مزاياه، مثله مثل كل الأجانب الذين نراهم في ملاعبنا، لكن لا تنتظروا أن ينعكس ذلك على تطور الكرة السعودية أو يغير شيئًا من أمر المنتخبات فتلك أمور لا علاقة لها ببعض، ويمكن فهم ذلك مثلا لو تم استعراض أسماء الدول العربية الأكثر تصديرا للاعبيها حاليا للملاعب السعودية؟.
مشاركة :