«كورونا» بين المملكة وكوريا الجنوبية - أيمـن الـحـمـاد

  • 8/18/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

كانت الإصابة الأولى بكورونا في المملكة عام 2012، وإلى يومنا هذا - أي بعد ثلاثة أعوام - لم يتم القضاء على هذا الفايروس، الذي تفشّى مؤخراً في كوريا الجنوبية واستطاعت القضاء عليه في 3 أشهر. تكشف لنا هذه المقارنة أن لدينا خللاً ما في شكل التعامل مع هذا الفايروس الذي خلّف وراءه (477) حالة وفاة نسأل الله لهم الرحمة والمغفرة. وكان أن شهد هذا الفايروس انحساراً كدنا معه أن نقول بأننا قضينا عليه، وحدث ذلك قبل عام إبّان شهري رمضان وشوال كما تذكر ذلك إحصائيات وزارة الصحة، لكن الفايروس الذي استقطب اهتماماً دولياً كبيراً على مستوى منظمة الصحة العالمية عاد إلى الواجهة من جديد، وشاركت حينها منظمات متعددة بخبرائها وخبراتها من أجل السيطرة على كورونا في المملكة.. وتعددت روايات منشئه ومسبباته؛ إذ يذهب الخبراء إلى ترجيح الإبل كحامل لهذا المرض الذي ينتقل بين البشر. ورغم الدعم الحكومي والتفاعل الكبير وإحداث تغييرات كبيرة على مستوى القيادات الصحية ووضع كل الإمكانيات والخبرات الأجنبية الطبية من أجل الحد من تفاقم الإصابة بالفايروس الأمر الذي ساهم في انكماش عدد المصابين إلى الصفر، إلا أننا عدنا لنسمع عن نشاط للفايروس وإصابات بدأت بالظهور بشكل واضح. وفي واقع الأمر وأيّاً كان مصدره فإن على وزارة الصحة الإسراع في اتخاذ إجراءات صارمة ودقيقة، وتنفيذ خطة محكمة للقضاء التام على كورونا، لاسيما وأن المملكة مقبلة على موسم الحج حيث يصل إلى المشاعر المقدسة ملايين البشر وتكون إمكانية العدوى وسرعة انتقال المرض والأمراض التنفسية بشكل عام أسرع منها في الأوضاع الطبيعية. وتقع مسؤولية القضاء على هذا الفايروس على المجتمع من جهة ووزارة الصحة من جهة أخرى، فنحن مطالبون باتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع انتقال العدوى لاسيما وأن المصادر الدولية تؤكد ضلوع الإبل في انتشار المرض، الذي تشير تصريحات سابقة لوكيل وزارة الصحة الدكتور عبدالله عسيري بأن 90 في المئة من إبل بلدان الخليج مصابة بالفايروس وهو ما يتجاهله بعض ملاكها، إضافة إلى اتباع الإرشادات الوقائية، وأخذ الأمر بجدية، إذ إن المواطن والمقيم جزء من الخطة للقضاء على هذا الفايروس، وعدم إيكال الأمر برمته لوزارة الصحة التي لا تستطيع منفردة تحقيق مبدأ الوقاية التي هي في واقع الأمر مسؤولية كل شخص بأن يعتني بنفسه دون إحداث توتر أو هلع فالأمر بالإمكان السيطرة عليه. الأمر الآخر هو مسؤولية وزارة الصحة المعنية بالاطلاع على تجربة كوريا الجنوبية التي انتقل إليها المرض عن طريق مواطن كوري كان في زيارة لدول الخليج، وكان أن شددت سيئول من إجراءاتها المتبعة في المطارات والمستشفيات والمدارس وتعاملت مع المرض بصرامة على مستوى الجهات الصحية والمجتمعية، واتبعت الإجراءات القصوى لاحتوائه ومحاصرته؛ الأمر الذي نتج عنه خلوها من المصابين بالفايروس في مدة وجيزة.. كما أن على الوزارة أيضاً مواصلة الأبحاث والتعاون على المستوى الدولي من أجل التوصل إلى لقاح أو علاج فعّال لهذا المرض على غرار ما حدث قبل عام عندما اجتاح فايروس "إيبولا" الشرس غرب أفريقيا، وأسهمت الجهود الدولية في إيجاد علاج له وإمكانية القضاء عليه نهاية العام.

مشاركة :