قال الخبير العسكري الفريق محمد على بلال، قائد القوات المصرية في عملية عاصفة الصحراء بحرب تحرير الكويت: إن المشهد السوري يشير إلى سقوط بشار الأسد في ظل ما وصل إليه من حالة مأساوية أصبحت تمثل منعطفًا خطيرًا على الشعب ودول منطقة الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن ترتيبات خروج «الأسد» من الحكم تحكمه عدة تحولات خطيرة تستدعي من الدول العربية التحرك مبكرًا لاحتوائها تتمثل في تداعيات الداخل السوري والخارجي على مستوى مليشيا إيران وحزب الله. وأضاف في تصريحات خاصة لـ»المدينة»، أن الإطاحة بنظام بشار الأسد دون ترتيب مسبق من جانب الدول العربية سيؤدي إلى كارثة محققة، مشيرًا إلى ضرورة الاتفاق على أن تكون الدول العربية والخليجية معنية بوضع أسلوب العمل وطريقة الحل وأن ينبع القرار من داخل المنطقة وليس بتدخلات غربية. كما يجب الاتفاق على تشكيل حكومة ائتلافية تدير البلاد والطريقة، التي سيتم عليها كيفية السيطرة على السلاح المنتشر بشكل كبير في كل المناطق، فضلًا عن وقف إطلاق النار. وأشار إلى أهمية اليقظة العربية في ظل وجود سيناريوهات غربية لتقسيم سوريا إلى دويلات. وعن التبعات والآثار العسكرية بعد رحيل «بشار» على مليشيا إيران وحزب الله أكد «بلال» أن التدخل المبكر لدول المنطقة في الترتيب والضغط سيجعل إيران وحزب الله يرضخان في النهاية لرحيل الأسد. وأوضح أن إيران تعمل وفق مصالحها وليس لمصلحة بشار الأسد، كما يظن البعض، وأن الدعم الذي تقدمه له لتكريس نفوذها في المنطقة، وفي مواجهة الدول الغربية لجعل الباب مفتوحًا للتفاوض وفق مصالحها، وفي اعتقادي أن إيران تلعب بورقة بشار الأسد مع الولايات المتحدة ولا أستبعد أن تتم صفقة بينهما يتم بمقتضاها الخلاص من نظام بشار الأسد، وفي المقابل تمنح الولايات المتحدة طهران فرصة التمدد في المنطقة. وردًا على سؤال بشأن فرضية تراجع إيران وحزب الله عن دعم الأسد بسهولة؟ قال الفريق بلال: إن إيران وحزب الله ضعفاء في مواجهة القوة، مؤكدًا أن ما حدث في اليمن نموذج ماثل للعيان يمكن القياس عليه، وأوضح أن قوة التحالف العربي بقيادة المملكة استطاعت تحجيم قوة إيران، ولم تستطع طهران بكل قوتها وبما تملكه من عتاد ومع التهديدات، التي كانت تطلقها بشكل مستمر، الوقوف في وجه كسر التحالف العربي لشوكة الحوثيين ونظام على عبدالله صالح، وأكد أن القوة الإيرانية في مواجهة قوة التحرك العربي لن تكون لها أهمية، مشيرًا إلى أن التحرك الآن وفي هذا الوقت ضرورة يفرضها الواقع لترتيب البيت السوري، لما بعد سقوط نظام بشار الأسد، حتى لا تكون المنطقة فريسة مسجاة تحت عجلات المصالح المعادية للوطن العربي. المزيد من الصور :
مشاركة :