احتفى المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي مساء اليوم الأربعاء باليوم العالمي للفن الإسلامي، حيث نظّم جلسة نقاشية، عن بعد، بعنوان "الفن الإسلامي في المدن التاريخية" شارك فيها من الجمهورية التونسية الدكتور إبراهيم شبوح عضو الشرف بالمجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون ومستشار الألكسو والمشرف العلمي على موسوعة الأعلام، ومن جمهورية مصر العربية الدكتور محمد حسام إسماعيل أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة عين شمس ورئيس مجلس إدارة جمعية التراث والفنون التقليدية بالقاهرة. وقدّم الدكتور شبوح عرضاً تناول فيه العمارة الإسلامية في المدينة التاريخية في القيروان. وتضم القيروان التاريخية مجموعة من المعالم العمرانية المبنية على الطراز الإسلامي وأدرجتها منظمة اليونيسكو على قائمة التراث العالمي عام 1988م. وتوجه الدكتور إبراهيم شبوح بالشكر إلى المركز الإقليمي على دعوته للمشاركة في الجلسة التي تحتفي باليوم العالمي للفن الإسلامي، مضيفاً أن مدينة القيروان التاريخية شاهدة على ابتكارات وابداعات فنية إسلامية فريدة ولا توجد في مكان آخر. وتطرق إلى موقع القيروان الجغرافي من ناحية تاريخية، حيث أوضح أنه تم اختياره بطريقة استراتيجية وساهم في تطور المدينة عمرانياً واجتماعياً عبر العصور.وقال إن العديد من أعمال التنقيب في مواقع مختلفة في المدينة كالمساجد أظهرت وجود قطع وعناصر للزخرفة محلية غير مستوردة من الخارج، موضحاً أن منبر مسجد القيروان يعد أقدم منبر في العالم الإسلامي حيث بني عام 248 هجري ويضم قطعاً مزخرفة متأثرة بالفنون الكلاسيكية. وأشار أيضاً إلى أن المدينة تضم أنماطاً معمارية كالقباب التي ما زالت متواجدة حتى اليوم، وكذلك برك المياه بالغة الدقة والجمال والتي تضم تقنيات تصفية مياه واستفاد منها السكان والمسافرون. وقال إن القيروان شكلت إضافة إلى طابعها المعماري المميز، مركزاً ثقافياً وعلمياً في العالم العربي، حيث تضم حالياً العديد من المخطوطات القديمة الشاهدة على مكانتها الأصيلة. من جانبه أشاد الدكتور محمد حسام إسماعيل بدور مملكة البحرين في نجاح إقرار يوم للفن الإسلامي عالمياً. وتحدث حول الفن الإسلامي قائلاً إنه تأثر بالحضارات الأخرى، مشيراُ إلى أن المآذن على سبيل المثال بدأ استخدامها في العصر الأموي واستمرت حتى يومنا هذا. وعرض نماذج من المآذن والمنارات من جامع ومدرسة السلطان حسن بالقاهرة وغيرها. وأشار كذلك إلى أن الحضارات كذلك أثرت في الفن الإسلامي من جانب الزخارف التي يمكن ملاحظة العناصر النباتية فيها، وهي زخارف تزين العديد من المباني في دول العالم الإسلامي، هذا إضافة إلى دخول الفسيفساء والمقرنصات والخط العربي وغيرها إلى مختلف أنماط العمارة الإسلامية، مستشهداً بنماذج مختلفة من مدن العالم العربي التاريخية. من الجدير ذكره أن الإعلان عن اليوم الدولي للفن الإسلامي، الذي يوافق 18 نوفمبر من كل عام، تم خلال المؤتمر العام لمنظمة اليونسكو في دورته الأربعين عام 2019م بناء على مقترح مملكة البحرين، للاحتفال بالفن الإسلامي وزيادة الوعي حول أهمية أشكال التعابير الفنية الإسلامية السابقة والمعاصرة، ومساهمة الفن الإسلامي في التنوع الثقافي وحماية وتعزيز التراث الثقافي والحوار بين الثقافات .
مشاركة :