كشفت دراسة أكاديمية تعد الأولى على مستوى المملكة ودول الخليج لتقييم أثر نظام الضبط الآلي للمخالفات المرورية (ساهر) على حوادث المركبات عن انخفاض ضبط وتحرير المخالفات بعد تطبيق نظام ساهر بالمملكة بنسبة 43 %، في الوقت الذي لم يتمكن النظام من خفض نسبة الحوادث والتي زادت خلال السنوات الأخيرة، حيث بلغت الإصابات فيها 6 إصابات لكل 8 حوادث، بينما النسبة العالمية إصابة واحدة لكل 8 حوادث وتبلغ معدلات فاقد الناتج الوطني بسبب حوادث المرور في السعودية 4.7 %. وأوضحت الدراسة الأكاديمية الميدانية ضمن متطلبات الحصول على درجة الماجستير في إدارة التقنية بجامعة الخليج العربي بمملكة البحرين للباحث السعودي جارالله بن محمد العجمي بعنوان تقييم أثر نظام الضبط الآلي للمخالفات المرورية (ساهر) على حوادث المركبات في المملكة العربية السعودية دراسة حالة مدينة الرياض، وذلك بهدف تقييم مدى رضا قائدي المركبات عن تطبيق نظام ساهر. وقال لـاليوم الباحث العجمي: شهدت المملكة طفرات اقتصادية متتالية أدت إلى زيادة أعداد المركبات المستخدمة على الطرق، وزيادة أعداد قائدي المركبات، وتشير الإحصائيات إلى زيادة الحوادث المرورية خلال السنوات الماضية في المملكة. وأضاف: الإحصائيات تشير بوفاة 17 شخصاً يومياً في المملكة نتيجة لحوادث المركبات، وعند ربط هذه الإحصائيات بنسب سبق ذكرها (85 % من حوادث المرور ناتجة عن أخطاء السائقين) نجد أن 14 شخصاً تقريباً يموتون يومياً بأخطاء السائقين. ولما كان الحفاظ على النفس البشرية من أهم مطالب الدين الحنيف، وفي محاولة للحد من دور أخطاء السائقين في الحوادث المرورية ووقف هذا النزيف الذي يقتل ما يقارب 6205 أشخاص سنوياً، قامت الإدارة العامة للمرور في المملكة بتطبيق نظام الضبط الآلي للمخالفات في عدد من مناطق المملكة، حيث تم التركيز على تحسين مستوى السلامة المرورية والعمل على تنفيذ أنظمة المرور بدقة واستمرارية. وعن مشكلة الدراسة قال العجمي: في ظل وجود معدل 17 حالة وفاة يومياً في المملكة بسبب حوادث المرور، وخسارة سنوياً بمقدار 5.6 بليون دولار، وقد بلغت نسبة حوادث المرور بسبب أخطاء قائدي المركبات 85 %؛ مما أدى الى تطبيق نظام الرصد الآلي لمخالفات المرور (ساهر) للحد من حوادث المرور، لذا يمكن تلخيص مشكلة الدراسة في قلة الدراسات العلمية المنشورة لتقييم أثر نظام الضبط الآلي للمخالفات المرورية (ساهر) على الحوادث المرورية. فإن برامج السلامة المرورية في المملكة لم تحدد هدفاً واضحاً يجب تحقيقه لتقليص عدد الحوادث المرورية في فترة زمنية محددة كما في التجارب العالمية، مضيفا عند الرجوع إلى موقع ساهر لوحظ عدم وجود رؤية ورسالة واضحة للنظام، خصوصاً أن النظام قد تم تطبيقه منذ فترة بسيطة لم تتجاوز العامين وعلى مراحل، بينما تم تطبيق المرحلة الأولى بالكامل في مدينة الرياض؛ لذا كان من الضروري تقييم أثر هذا النظام على حوادث المرور، والتنبؤ بالنتائج المستقبلية ومقارنة ما تحقق مع المتنبئ به من الإصابات والوفيات. وعن أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة والتوصيات، قال العجمي: بناءً على ما جاء في الدراسة فإن النتائج المستخلصة تشير إلى انخفاض ضبط وتحرير المخالفات المرورية بعد تطبيق نظام ساهر بنسبة 43 % من متوسط فترة الدراسة من1430-1431هـ قبل تطبيق نظام ساهر ومن 1432-1433هـ بعد تطبيقه، زيادة إجمالي الحوادث المرورية بنسبة 1 % خلال فترة الدراسة. انخفاض ضبط وتحرير المخالفات المرورية انعكس على زيادة إجمالي الحوادث المرورية لوجود علاقة عكسية بينهما. وأشار إلى أن نظام ساهر ساهم خلال فترة الدراسة في خفض إجمالي وفيات حوادث تجاوز السرعة وقطع الإشارة بنسبة 55 %، بينما لم يؤثر بشكل كبير في إجمالي وفيات الحوادث، حيث بلغت نسبة الانخفاض 6 % فقط، كما ساهم نظام ساهر خلال فترة الدراسة في خفض إجمالي إصابات حوادث تجاوز السرعة وقطع الإشارة بنسبة 56 %، بينما لم يؤثر بشكل كبير في إجمالي إصابات الحوادث، حيث بلغت نسبة الانخفاض 10 % فقط. وبين العجمي أن معظم وفيات الحوادث المرورية في مدينة الرياض ناتجة عن الانحراف المفاجئ والانشغال عن القيادة بنسب 56 % و19% على الترتيب للأعوام من 1426-1433هـ. وبناء على إحصائيات الوفيات والاصابات للسنوات العشر من عام 1424-1433هـ تم التنبؤ بالخمس السنوات التالية من 1434-1438هـ، وتم تحديد هدف مستقبلي لتخفيض الوفيات بنسبة 68 % والاصابات بنسبة 77 % في عام1438هـ.
مشاركة :